كلمة للبطريرك امام الحشود السبت … ولقاء مع وسيط حكومي بالساعات المقبلة!
جةيل بو يونس-الديار
بكركي محجّة الاحزاب المسيحية .. قبل القوات «لقاء سري» بين الراعي و موفد من التيار : تفهّم للمواقف والهواجس !
تشكل بكركي هذه الايام محطة انظار الداخل والخارج معا ونقطة تلاقي لكثير من الاطراف اللبنانية على مواقف سيدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي يصفها البعض بالمواقف القوية المدوية.
ففي كل محطة وعند كل استحقاق تاريخي يهدد الكيان اللبناني برمته كانت البطريركية المارونية تشكل محجة ومرجعية وطنية وروحية لكافة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وهذا ما يحصل على ارض الواقع اليوم.
فمنذ اعلانه مذكرة الحياد الناشط الى موقفه الداعي لطرح قضية لبنان في مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة ، فتح البطريرك الراعي جدلا واسعا بين اللبنانيين المؤيدين بغالبيتهم لطروحاته مقابل اطراف لا تزال ترى في الحياد امرا لا يطبق حاليا في لبنان وابرزهم حزب الله الذي اعلن وبشكل واضح امينه العام السيد حسن نصر الله رفض التدويل الذي يؤدي للفوضى والحرب.
هذا الموقف الذي عاد الراعي واوضح هدفه الاساسي وهو اعادة تحصين لبنان باتفاق الطائف لتمكين الدولة من استعادة حيويتها وحيادها الايجابي، فتح الباب واسعا امام جدل كبير باعتبار ان البعض قرأ فيه دعوة للتدويل فيما ابدى البعض الاخر دعمه المطلق لمواقف الراعي لدرجة ان المواطنين من مختلف الاحزاب ارتأوا ان يشكلوا تظاهرة بشرية السبت المقبل امام بكركي دعما لمواقف غبطته.
هذه المواقف استدعت ايضا من الاطراف السياسيين ولاسيما المسيحيين منهم، للتهافت الى بكركي فشكل بالامس الاربعاء تكتل الجمهورية القوية وفدا والتقى غبطته معلنا بعد اللقاء دعما مطلقا لمواقفه ومعتبرا انه « اذا كنا نعيش في جهنم فذلك نتيجة زج لبنان في اتون الصراع الاميركي الايراني مما يحتم اللجوء الى المجتمع الدولي للمطالبة بحقه بالحياة».
مصادر مطلعة على جو اللقاء وصفت اجواءه عبر الديار بالممتازة وكشفت ان البطريرك عاد واكد ان موضوع الحياد الذي يطرحه ليس جديدا بل هو موجود بالعقد التاريخي بين اللبنانيين، موضحا ايضا ان دعوته لطرح قضية لبنان بمؤتمر دولي لا يهدف لاعادة النظر بتركيبة لبنان ونظامه بل لمساعدة اللبنانيين على حل خلافاتهم.
وفي هذا السياق، سالنا مصادر مطلعة على جو بكركي على تعليق غبطته على كلام السيد نصر الله حول الدعوة للمؤتمر الدولي، فكشفت ان هناك تواصلا غير مباشر بين بكركي وحارة حريك عبر وسطاء حرصوا على التأكيد للطرفين بان احدا لا يستهدف الاخر بالشخصي وان كلام الراعي ليس موجها ضد السيد نصر الله بل اتى حرصا على لبنان.
وبحسب معلومات الديار فالوسيط الذي نقل هذه الرسائل هو المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
لا يختلف اثنان على ان موقف حزب الله من مواقف البطريرك الراعي كان يطرح اكثر من جدلية لكن ما لم يكن واضحا بعد هو الموقف الحقيقي للتيار الوطني الحر، الذي يعتبر التكتل المسيحي الاكبر وصاحب الاكثرية الشعبية المسيحية مما تعلنه بكركي.
فعلى عكس ما يظن البعض او ما يسمع في الاعلام، فالتيار الوطني الحر ليس ببعيد عما تطرحه بكركي وهو ، وان كان لديه هواجس ما وبعض الملاحظات حول بعض المواقف ، فهو يؤيد ضمنا دعوات الراعي، كما تؤكد مصادر مطلعة للديار.
وما لم يعلن عبر الاعلام كشفته معلومات خاصة للديار تفيد بان موفدا من التيار الوطني الحر هو الناشط السياسي ناجي حايك، حط قبل القوات اللبنانية، لكن بعيدا عن الاعلام في بكركي الثلاثاء والتقى على مدى ساعة من الوقت البطريرك الراعي شارحا له بعض الهواجس ومؤكدا ان التيار يتلاقى مع غبطته في مواقف كثيرة. وتشير المعلومات الى ان التواصل البرتقالي قائم دائما مع الراعي الذي يتفهم بالمقابل بعض هواجس التيار الوطني الحر. هذا اللقاء السري استبق ومهد للقاء العلني الذي سيجمع اليوم صباحا وفدا من التيار الوطني الحر بالبطريرك الراعي في بكركي.
وهنا تعلق مصادر مقربة من بكركي عبر الديار بالقول : لا يمكن فصل شارع التيار الوطني الحر عن بكركي لتسأل : شفتوا شي مرة الضفر بيطلع من اللحم؟
وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة للديار بان الدعوة للتظاهر السبت في بكركي لم تأت بطلب من الراعي وهو اصلا غير متحمس لها اذ يعتبر ان توقيتها غير مناسب لكن الاكيد ان هذه «التظاهرة الى بكركي» ستضم ايضا جمهورا من صفوف التيار الوطني الحر واذا ما بقي موعدها مقررا فسيطل البطريرك الراعي على الحشود المتجمهرة ليلقي كلمة بالمناسبة.
وفي سياق اخر، علمت الديار ايضا ان البطريرك الراعي يواصل جهوده الحكومية للاسراع بتأليف الحكومة بعدما انسدت كل الافق بين بعبدا وبيت الوسط وعلم هنا ان لقاء سيجمع الراعي «بالوسيط الحكومي « اللواء عباس ابراهيم بالساعات المقبلة ولا سيما ان ابراهيم يلعب دور الوسيط المكلف من حزب الله والرئيس بري وهو القادر على التواصل مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.