صونيا رزق-الديار
ماذا عن مذكّرة باسيل الى البابا فرنسيس … فهل حوت رفضاً لطرح سيّد بكركي؟!
لا شك في انّ التيار الوطني الحر في وضع صعب، في ما يخص موقفه من طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي، قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، لان التيار يريد ترطيب الاجواء والوقوف على مسافة من بكركي وحزب الله، خصوصاً مع وصول العلاقة بينهما الى القطيعة، بحسب ما اعلن الراعي في حديث صحافي قبل ايام، كما جدّد دعوته هذه خلال عظة الاحد الماضي، لانها الحل الوحيد بعد وصول الازمة اللبنانية الى حائط مســدود، في ظل معلومات لـ «الديار» من مصادر الصرح، بأنّ البطريرك مع الحوار مع حزب الله، لكنه ليس بصدد التراجع عن طرحه. مع الاشارة الى انه تلقى تأييداً خصوصاً من الاحزاب المسيحية، والقوات اللبنانية بطليعة المؤيدين، وهذا ما اكده وفدها الذي زار بكركي يوم امس، اما التيار الوطني الحر فهو مُحرج امام الحليف وامام بكركي، لانه غير قادر على الدخول في مواجهة طائفية ضد الحزب الى جانب الراعي، او الوقوف مع الاخير ضد الحزب.
الى ذلك تقول مصادر التيار الوطني الحر لـ «الديار» : «نحن على تواصل دائم مع بكركي، وعلاقتنا جيدة معها، لكن هذا لا يمــنع من وجود تبــاين في وجهات النظر لا اكثر، وهنالك قواسم مشتركة في العديد من الملفات، لكن في ما يخص التدخل الدولي في لبنان، فهو يعكس صورة سلبية عن العهد، كما يمّس بالســيادة، وقد سبق لرئيــس الجمهورية ان رفض إقتراحاً مماثلاً بعد انفجار مرفأ بيروت، لذا نفضّل ان يحظى لبــنان بمؤتمرات الدعم من قبل الدول الصديقة، وذكّرت بأنّ رئيــس التيار جبران باسيل ســبق ان اعلن تأييــده للحياد، وقوله انه ضروري لكن له مقوماته، لافتة الى زيارة مرتقبة لوفد من التيار الى الصرح لتوضيح بعض الامور.
إشارة الى انّ وفداً من التيار الوطني الحر، سارع قبل فترة الى زيارة البطريرك الراعي، وتحديداً لدى طرح الراعي فكرة التدويل للمرة الاولى، وقد ضمّ الوفد النائب جورج عطالله، والوزير السابق منصور بطيش، ونائبة رئيس التيار مي خريش، ومستشاره أنطوان قسطنطين، لسماع موقف البطريرك عن قرب، وإطلاق رأي النائب باسيل بالنيابة عنه، لكن الوفد عاد خائباً بعد فشله بإقناع البطريرك وإعطاء فرصة جديدة للمبادرة الفرنسية والتخلي عن طرحه، الذي تلقى دعماً قبل يومين عبر رسالة من القائمة بأعمال مكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي خلال زيارتها بكركي، حيث إستمعت الى الراعي حول ظروف لبنان وكل مستجدات ازماته، وتداعياتها على لبنان واللبنانيين، كما تباحثت معه في طروحاته الانقاذية للبلد، واكدت دعم الأمم المتحدة الدائم للبنان.
في المقابل، ظهر الى العلن تحرّك لرئيس التيار، من خلال إرسال مذكّرة الى البابا فرنسيس، عبر السفير البابوي في لبنان حملها إليه النائب سيزار أبي خليل، وسط تكتم شديد عن محتواها، فيما افيد وفق مصادر عونية بأنّ الرسالة حوت عناوين تتعلق بالوجود المسيحي في لبنان والمنطقة، لم يصدّقها كثيرون، في ظل مخاوف من ان تكون رداً على موقف البطريرك، إزاء ذلك حاولت «الديار» الاستفسار عن هذا المحتوى، لكن الرد اتى «لا نعرف تحديداً»، مع نفي ما ينقل عن رد سياسي لباسيل ضد الراعي.
يُذكر بأنّ التأييد الشعبي لسيّد بكركي سيبرز يوم السبت المقبل، بعد تجمّع حاشد يتم التحضير له للصعود الى الصرح، لدعمه تحت شعار «بكركي ما بتمزح»، سيشارك به بصورة خاصة جمهور القوات اللبنانية.