قرارات بايدن ليست سوى شعارات رنّانة.. السعودية ستُحلب من تحت الطاولة وربما اسوأ مما حلبها ترامب.

فيصل التويجري

قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الرئيس جو بايدن سيتوقف عن دعم العمليات الهجومية الأمريكية في اليمن. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القرار يتماشى مع وعود جو بايدن بإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن، والتي أدت إلى انتشار الفقر والبطالة والأمراض المعدية في الدولة العربية الفقيرة. وأفادت مصادر إخبارية أيضًا أن بايدن يعتزم ترشيح تيموثي لاندر كينغ، مسؤول وزارة الخارجية، كسفير جديد للولايات المتحدة في اليمن.

ومنذ أبريل / نيسان 2015، استهدف التحالف الذي تقوده السعودية البلد الفقير في اليمن بهجمات جوية وبرية وبحرية عنيفة لاستعادة السلطة للرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي. وأدت هذه الهجمات إلى تدمير البنية التحتية لليمن وانتشار الفقر والبطالة وانتشار الأمراض المعدية في هذا البلد العربي الفقير.

ويصف خبراء الأمم المتحدة اليمن بأنه مسرح لأكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 70٪ من سكان اليمن إلى نوع من الدعم والمساعدات الإنسانية، كما أن الملايين منهم لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية. وأمام هذه الوقائع، وقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، من الممكن أن يوقف الحرب، ولكن ليس ما أجل الشعب اليمني، انما خدمة للمصالح الامريكية.

وفي محاولة يائسة من محمد بن سلمان لإرضاء الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وفي محاولة لثنيه عن بعض القرارات الأخيرة التي ستضر بالسعودية، أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكيّة أنّ محمد بن سلمان يحاول تخفيف الضغوطات على الرياض من جانب الولايات المتحدة، لذلك فقد أمر بإصدار حكم لصالح الناشطة السعوديّة المعروفة، لجين الهذلول. ورغم أنّ المملكة رضخت في قضية الهذلول لإرضاء واشنطن، لكنها منذ سنوات لم تأبه من ردود الأفعال المحليّة والدوليّة من اتخاذ مثل هكذا قرارات تعسفية، رغم أنّها تواجه مشاكل دوليّة كبيرة ومعقدة بينها جريمة تقطيع الصحافيّ السعوديّ المعروف، جمال خاشقجي، وملف سجناء الرأيّ والمدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية، ناهيك عن حرب اليمن التي أماطت اللثام عن وجوه حكام السعودية.

ومراراً، بيّنت الكثير من التقارير الإعلامية أنه من غير المعقول أن تتناسى المنظمات الدوليّة والحقوقيّة بقية السجناء القابعين داخل السجون في غياهب النسيان، معللة رضوخ محمد بن سلمان في هذه القضية، بالتعتيم على انعدام الحقوق المدنيّة والسياسيّة منذ توليه ولاية العهد عام 2017، حيث عمدت سلطاته الى تنفيذ حملات كبيرة من الاعتقالات التعسفيّة بحق المعارضين، والناشطين، والمثقفين، بالإضافة إلى المنافسين من العائلة الحاكمة.

وكما قلنا في مقالنا السابق أن أمريكا لا تريد أن تتضرر مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي، ومن هنا ان قرارات بايدن ليست سوى شعارات رنانة لإيهام ان استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة قد تغيرت، وخاصة علاقاتها مع السعودية “البقرة الحلوب” للمال، صحيح ان إيقاف الدعم المباشر للسعودية في الحرب على اليمن يشكل ضربة للجيش السعودي الذي يعاني بالرغم من وجود الدعم الأمريكي، الا أن هذا الدعم سيتحول الى غير مباشر، كيف ذلك؟

قال المتحدث باسم القيادة المركزيّة الأمريكيّة، بيل أوربان، أن عمليات الجيش الأمريكي في المنطقة ستعلق، بما فيها اليمن، الا أنه في نفس الوقت قال ان الولايات المتحدة تخطط لإقامة قواعد عسكريّة جديدة في السعودية وبالتحديد على البحر الأحمر، إضافة إلى مطارين عسكريين، وزعم أنّ عملية تقييم الأماكن بدأت منذ عام، وجاءت نتيجة الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية في أيلول الماضي، مدعيّاً أنّ الخطة العسكرية الجديدة ليست استفزازيّة، لكنها تسمح بالحصول على منافذ مشروطة في حالة الطوارئ، على حد تعبيره. من هنا يتبين لنا أن الالتفاف على تصريحات الرئيس الأمريكي.

في السباق كان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، يلعب من فوق الطاولة مع الجميع، مع الأعداء والحلفاء، الا أن الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، ذكرنا بباراك أوباما، الذي كان يقول شيئاً من فوق الطاولة وينفذ عكس ذلك من تحتها، وهذا ليس غريباً لأحد فبايدن كان نائبا للرئيس آن ذلك. من هنا إيقاف الحرب في اليمن ومحاسبة بن سلمان ليست من أولويات بايدن فأولويته كما سابقه ترامب، وهو استمرار حلب اموال الشعب  وضخ أمواله في السوق الأمريكية التي تتعرض لخسائر كبيرة أمام السوق الصينية.

Exit mobile version