مناورات إسرائيلية وتحذيرات لبنانية “حزب الله”: يجب على تل أبيب التفكير ألف مرة قبل استفزازنا
الوقت- ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أنه مع تنامي الخوف من تزايد قدرات “حزب الله” اللبناني في القطاع البحري، بدأت القوات الإسرائيلية بالتدرب ومحاكاة عمليات قد يعمد الحزب لتنفيذها ضد قطعها البحرية ولفتت تلك المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي، بدأ يوم الأحد الماضي، مناورات جاءت تحت اسم “ورد الجليل” التي انتهت يوم الأربعاء الماضي، والهدف منها تعزيز الجاهزية القتالية على الجبهة الشمالية وتعزيز قدرات سلاح الجو في مواجهة أي سيناريو قتالي محتمل. وجاءت المناورات الجوية بشكل مفاجئ بعد أسبوعين من تعرض طائرة إسرائيلية مسيرة فوق أجواء جنوب لبنان لصاروخ أطلقه عناصر “حزب الله” اللبناني.
وحول هذا السياق، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصدر عسكري أن قطاعات مختلفة من سلاح الجو شاركت في تدريبات تحاكي حرباً محتملة مع لبنان، بما فيها استدعاء الاحتياط، مشيراً إلى أن كل ذلك حدث بشكل مفاجئ لاختبار جاهزية سلاح الجو وتحسين الجوانب الضعيفة فيه إن وجدت.
وأضاف المصدر العسكري أنه خلال التدريب تم تنفيذ أكثر من 60 ساعة تدريب، وتم خلالها ضرب 3 آلاف هدف في يوم واحد، الأمر الذي وصفه بأنه تطور غير مسبوق بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي. وزعم المصدر أن كل المهمات العسكرية خلال التدريب نُفذت بنجاح، بما فيها اختبار التفوق الجوي في الأجواء اللبنانية ضد احتمال تهديد إطلاق صواريخ “أرض-جو” الروسية والإيرانية التي تنتشر في سورية ولبنان.
وأشارت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنه أجريت تدريبات ضرورية للدفاعات الجوية، لحماية سماء إسرائيل من صواريخ كروز التي يملكها “حزب الله” اللبناني. إضافة لتشغيل منظومات الدفاع الجوية النشطة ضد أي صواريخ قد تطلق باتجاه القواعد الجوية أو المناطق السكنية. وتضمن التدريب توجيه مئات بطاقات الاستدعاء للاحتياط بشكل مفاجئ، وشارك في التدريبات أيضاً كل من شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية وشعبة التكنولوجيا والخدمات اللوجستية لتأمين ما يلزم. ولفتت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بالتزامن مع مناورات “ورد الجليل”، يُجري سلاح الجو الإسرائيلي بالاشتراك مع الجيش الأمريكي مناورات “جونيفر فالكون”، للتدريب على كيفية التعامل مع سيناريوهات تعرض إسرائيل لهجوم بصواريخ سواء أكان مصدرها من قطاع غزة أم من لبنان أم سورية.
وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنه على الرغم من أزمة انتشار فيروس “كورونا” وتداعياتها، شاركت طواقم عسكرية إسرائيلية وأمريكية في تدريب مشترك في إسرائيل وألمانيا، حيث توجد قواعد عسكرية أمريكية هناك. وأضاف الموقع إن الهدف الأساسي من مناورات “جونيفر فالكون” هو اختبار منظومات الدفاع الجوية في الجيشين الإسرائيلي والأمريكي، على الرغم من الأجواء المشحونة بين تل أبيب وواشنطن مع استلام “بايدن” السلطة واختلافهما حول عدد من القضايا في المنطقة. وتحاكي المناورات المشتركة سيناريوهات التصدي لإطلاق صواريخ كروز وصواريخ “أرض-أرض”، قد تُطلق على إسرائيل من جنوب لبنان، وأشار الموقع إلى أن التدريب أخذ بعين الاعتبار احتمال إقدام إيران على تنفيذ هجوم انتقامي انتقاماً لاغتيال عالمها النووي “محسن فخري زادة”.
ونقل موقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن قائد منظومة الدفاع الجوي، العميد “ران كوخاف”، قوله إن منظومة الدفاع الجوي تخضع مؤخراً لتغيير جذري، أهمها تغيير الطريقة التي يتم بها نشر بطاريات “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”السهم” لتشمل كامل الأجواء الإسرائيلية. وأضاف، لم نعد مضطرين لنقل هذه المنظومات من الشمال إلى الجنوب ومن ثم إعادتها وفق متطلبات المعركة فقد شملت التغطية الجوية كامل سماء إسرائيل. وأشار “ران كوخاف”، من القدرات الجديدة التي تملكها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية هي نظام الإنذار المبكر الذي يسمح بالتصدي لأي هجوم صاروخي محتمل أياً كان مصدر إطلاقه، وخاصة إذا كانت صواريخ كروز يمكن أن تأتي من أي مكان.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي “أفيخاي أدرعي”، أن تمرينات وردة الجليل حاكت سيناريوهات قتال عالية الكثافة، القدرات الهجومية، إضافة إلى آليات حماية إسرائيل، مسارات القيادة التحكم والتخطيط الدقيق، والهجوم الموسع، كما تم التدرّب على مهاجمة آلاف الأهداف في حرب قد تقع على الجبهة الشمالية”. ونقل موقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن قائد سلاح الجو اللواء “عميكام نوركين” تلخيصه التمرين بالقول: “عزّز التمرين من جهوزية سلاح الجو لمحاكاة سيناريو قتاليًا في الجبهة الشمالية من خلال تدريب فعال وقوي استمر خلال الأيام الأخيرة، مؤكدًا أننا مستمرون في تأمين حماية سمائنا والحفاظ على تفوق سلاح الجو في المنطقة”.
وفي هذا السياق، تطّرق أمين عام “حزب الله” السيد “حسن نصر”، يوم الثلاثاء الماضي، إلى هذا التقرير، وحذّر إسرائيل من ان التدهور سيؤدي إلى حرب لم تُشهد منذ زمنٍ طويل. بالفعل، المواجهات المقبلة مع حزب الله يمكن ان تبدو مختلفة، وتنطوي على مساراتٍ لم تتحقق كثيراً في الماضي، كالتهديدات من البحر. من أجل ذلك يستعدون في الجيش الإسرائيلي، وأجروا هذا الأسبوع تمريناً يحاكي سيناريوهات متطرفة وقتال بقوة مرتفعة. الأمين العام لـ”حزب الله”، بعث أيضاً برسالة إلى الحكومة الإسرائيلية خلال خطاب متلفز بمناسبة “الذكرى السنوية للقادة الشهداء”، مساء يوم الثلاثاء الماضي، عقب انتهاء المناورات والمحاكاة التي قام بها الجيش الإسرائيلي. وتوجه السيد “نصر الله” بالحديث إلى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال “أفيف كوخافي”، أكد خلاله أن الحزب اللبناني لا يبحث عن مواجهة ولا عن حرب ولكن إن فرضت إسرائيل الحرب سيخوضها.
وقال السيد “نصر الله”، “وأنا أيضا أريد أن أحذر أن هذه التهديدات التي نسمعها في الأيام الأخيرة، أيام قتالية وغيرها، أنا أود أن أحذر من أن حتى لعبة الأيام القتالية هي لعبة خطر”. وأضاف “لا أحد يستطيع أن يضمن أن لعبة الأيام القتالية لن تجر إلى حرب شاملة، وإلى حرب كبيرة”. ولقد فاجأ “حزب الله” اللبناني إسرائيل بـ”خطوة عسكرية” داخل تل أبيب، حيث نشر مساء يوم الأربعاء الماضي، مقطع فيديو تحت عنوان: “أيها الصهاينة، لديكم أهداف عسكرية وأمنية داخل مدنكم”، يظهر المواقع العسكرية الإسرائيلية داخل المدن. وتبين أن الجهة التي نشرت الفيديو هي “الإعلام الحربي” التابع لـ”حزب الله” وجاء تحت عنوان: “أيها الصهاينة لديكم أهداف أمنية داخل مدنكم”.
وفي الختام يمكن القول إنه ينبغي على تل أبيب مراجعة حساباتها وعدم استفزاز قوات حزب الله اللبنانية التي تمكنت خلال السنوات الماضية من تحقيق الكثير من الانتصارات داخل العمق الإسرائيلي وينبغي عليهم أخذ تصريحات السيد “حسن نصر الله” على محمل الجد وعدم التهاون والتساهل معها.