} عمر عبد القادر غندور*-البناء
يتبيّن من خلال المواقف المتنافرة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبيت الوسط أن لا أفق في لبنان لتشكيل الحكومة العتيدة.
الرئيس الظلّ لرئيس الجمهورية، كما يحلو للبعض ان يسمّيه، تحدث لمدة ساعة استعرض فيها عناوين الخلاف مع الرئيس المكلف، وأورد حلولاً متجدّدة وليست جديدة. أحدثها تشكيل حكومة لا يشارك فيها التيار الوطني الحر ورفع العدد من 18 إلى20 الى 22 والى 24 مع تطبيق العدالة والتوازن في توزيع الحقائب، وان رئيس الجمهورية لا يحتاج الى الثلث المعطل. وعندما يقول الرئيس المكلف إنّ تسمية الوزراء السنة من حقه حصراً ويأخذ من الاشتراكي اسم وزيره وينتظر من الثنائي الشيعي أن يعطيه أسماء وزرائه يجب أن ينطبق ذلك على المسيحيين.
ولم تتأخر الردود من بيت الوسط وجاء في إحداها أنّ جبران باسيل ما زال يقيم في «لالالاند» ويفرض على رئيس الجمهورية الإقامة الجبرية، وان لا تواصل مع رئيس الجمهورية عبر وسيط، بل مع رئيس الجمهورية مباشرة! وانّ العلاقة مع جبران «فالج لا تعالج!»
وإذا كان طرفا الأزمة الحكومية في مكانين متباعدين ولا تواصل بينهما، فأين الشعب الذي يعيش حالة انهيار اقتصادي معيشي أكثر قسوة وخطراً من وباء كورونا؟
وتذكرنا هذه الحالة بخصمين ذهب أحدهما الى القاضي في منزله وقصّ عليه مشكلته، واستمع إليه القاضي بكلّ اهتمام، ولما انتهى قال له القاضي معك حق.
ولما انصرف الرجل جاء الطرف الثاني يقصّ على القاضي مشكلته وكانت زوجة القاضي تسترق السمع.
ولما انتهى الرجل قال له القاضي: معك حق.
وبعد انصراف الرجل قالت زوجة القاضي لزوجها: كيف تستمع لطرفي النزاع وتقول لكلّ واحد منهما معك حق؟
فأجابها القاضي: وأنت معك حق.
وهكذا هي محنة لبنان، أن يتصوّر كلّ فريق في لبنان أنه على حق، من غير أن يتهيّأ لبلدنا التعيس من يفرض الحق والالتزام به.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي