الحدث

باسيل يحاول الالتفاف… ويرضي “حزب الله”!

علي منتش-لبنان24

يمكن اختصار كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالامس، بأنه محاولة جيدة لاعادة استقطاب الرأي العام، كما انه مناورة سياسية واسعة يهدف من خلالها الى احراج خصومه.

ووفق مصادر مطلعة فإن باسيل لم يقدم اي جديد، وكل ما فعله هو رفع خطابه القديم التقليدي ضمن قالب مختلف، فأعلن مرة جديدة مثلا انه لا يريد المشاركة في الحكومة، لكنه اشترط من اجل تأليفها موافقة الرئيس ميشال عون.

باع باسيل القوى السياسية من كيسها، اذ انه احدا لم يعرض على باسيل المشاركة الحزبية في الحكومة، وفي الاصل هذا امر خارج النقاش لدى جميع الاحزاب من ضمنهم التيار، لكن باسيل حول هذا الامر الى تنازل ، مخرجاً نفسه اعلاميا من قفص الاتهام بالتعطيل.

وتعتقد المصادر ان باسيل نقل مجددا معركة الحكومة الى معركة مسيحية، مؤكدا انه لا يمكن السماح بأن يختار احد الوزراء المسيحيين سوى القوى السياسية المسيحية.

في خطابه ركز باسيل على هذه النقطة: اختيار الوزراء. هو في الواقع لم يتنازل عن فكرة الثلث المعطل، بل على العكس، اوحى فقط انه تنازل عنها، لكنه بتأييده لحكومة العشرين او الـ٢٢، فقد ضمن، مهما كانت حصة التيار، حصول تكتله على الثلث المعطل بمشاركة الحزب الديمقراطي والطاشناق.

اذا، ركز باسيل على معركة اختيار الرئيس للوزراء لان الامر سيضمن حصول فريق العهد على الحقائب التي يريدها وبالتالي يكون باسيل قد حصّل كل شروطه.

الاهم ان عملية الالتفاف السياسية، التي شابتها التناقضات في بعض اجزائها، تضمنت مقايضة شعبوية، لكنها قد تكون مفيدة لباسيل على مستوى الشارع المسيحي، اذ طلب حصول وتنفيذ الاصلاحات وتحديدا التدقيق الجنائي مقابل الافراج عن الحكومة، “عطونا الاصلاحات وخدوا الحكومة”.. خدوا الحكومة؟ هذا يعني ان هناك من يعطل تأليفها؟

في كل الاحوال، نجح باسيل مرحليا بتسويق خطابه، حتى انه اعاد توطيد علاقته بـ”حزب الله” عبر اكثر من اشارة علنية، لكن الاهم انه مرر اشارة بالغة الايجابية لتيار المردة وقال انه يقبل بأن تحصل المردة على الوزير المسيحي الاضافي في حكومة العشرين لكن المهم الا يحصل عليه رئيس الحكومة.

وبحسب المصادر فإن هذه الاشارة ليست للمردة، بل لحزب الله ايضا، اذ ان باسيل حريص على اظهار تأييده لرغبات الحزب بإصلاح العلاقة او ترميمها مع بنشعي، او اقله اظهار ان تيار “المردة” هو من لا يرغب بتحسين العلاقة الثنائية مع التيار.

وترى المصادر ان خطاب باسيل حاز على رضى “حزب الله” بشكل كبير، وخفف الضغوط الشعبية على العهد مرحلياً، لكنه في المقابل لم يقدم اي جديد لتسهيل التشكيل، بل قد يكون زاد الامور تعقيدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى