صونيا رزق-الديار
مؤتمر مُوسّــع من «لـقاء سيدة الجبــل والمـبادرة الوطـنية» وسياسيين مـن كـل الطــوائــف
بعد وصول الازمة الحكومية الى حائط مسدود، وغياب التشكيلة الحكومية حتى اجل غير معروف، وعلى أثر فشل الوساطات العديدة، ومن ضمنها وساطة البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط بعبدا وبيت الوسط، دعا سيّد بكركي الى تدويل الازمة اللبنانية، تحت عنوان وضع لبنان المنهار يستوجب أن تطرح قضيته في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، وكانت سبقت ذلك دعوته الى ضرورة التزام الحياد، «كيلا ندفع دائماً الاثمان الباهظة، اذ لو كان قائماً في لبنان ما كنا لنشهد أي أزمة دستورية، بما فيها أزمة تأليف الحكومة حالياً، وعلاوة على المصالح الفئوية التي تفرز الأزمات والحروب في لبنان، يبقى السبب الرئيسي هو الانحياز وتعدد الولاءات، وأي مقاربة جديدة لوجودنا اللبناني يجب أن تنطلق من اعتماد الحياد لنحافظ على وجودنا الموحد والحر والمستقل»، على حدّ قول البطريرك.
ناقوس الخطر هذا الذي دقه البطريرك الراعي، جوبه بالرفض من قبل البعض، عبر انتقادات وتهويلات، فيما اتى تأييد البعض وخصوصاً الاحزاب المسيحية التي اطلقت مواقفها المرحّبة، على ان ُتتابع الاسبوع الحالي عبر سلسلة خطوات، ستؤكد الدعم القوي لمواقف البطريرك الماروني، إذ سيُعقد مؤتمر سياسي موسّع ينظمه «لقاء سيدة الجبل»، مع تحركات شعبية يجري التحضير لها، كما ان وفداً نيابياً من كتلة «لبنان القوي» التي تقف على الحياد منذ اعلان البطريرك دعوته تلك، سيزور بكركي قريباً جداً وحينئذ سيكون لها موقف محدّد، ولم تستبعد مصادر مقرّبة من الكتلة ان يكون وسطياً لا يحمل لها الخلاف مع حارة حريك، بل يبقى على مسافة من الطرفين، كذلك الامر سوف يزور وفد من كتلة «الجمهورية القوية» بكركي ايضاً، وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد سارع الى اعلان الدعم القواتي لموقف الراعي، عبر رفضه أي نوع من التهديد لبكركي، معلناً تأييده لمواقفه.
وعلى خط مواقع التواصل الاجتماعي، فقد إشتعلت ولا تزال عبر مواقف التأييد والدعم للراعي، من خلال «هاشتاغ» «بكركي وحدها بتحكي صح» و«كل الدعم لبكركي وسيّدها» والى ما هنالك، فضلاً عن ردود معاكسة اعتبرت أن التدويل يعني فتح جبهات حرب جديدة طائفية في لبنان، ووضعه تحت نير الاحتلال، من جديد، وغيرها من العبارات التي ادت الى حرب طائفية ومذهبية على تلك المواقع، ترافقت مع كل انواع الشتائم المتبادلة من المناصرين الحزبيين من دون ان تستثني احداً.
الى ذلك تقول مصادر سياسية مواكبة للتحرّك الشعبي في حديث لـ«الديار» : «سيُعقد مؤتمر سياسي بدعوة من « لقاء سيدة الجبل والمبادرة الوطنية» وسيضّم سياسيين ومسؤولين حزبيين ووجوهاً من المثقفين تحوي كل الطوائف، في ما يخص التأييد لعقد المؤتمر الدولي لحل ازمة لبنان، معتبرة أنه فرصة للمحافظة على الميثاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية، ومحاولة أخيرة بعد فشل المبادرات المطروحة للحل المستعصي.
واشارت المصادر المذكورة الى ان البطريرك سبق ان قدّم هذا الطرح منذ اكثر من عام ونصف العام، حين ناشد الامم المتحدة بضرورة التحرك لمساعدة لبنان قبل الانهيار الوشيك، وهو عاود قبل فترة وجيزة طرحه على بعض الديبلوماسيين، كما طرحه خلال زيارته الفاتيكان على قداسة البابا فرنسيس، ولقي تأييداً. ولفتت المصادر الى ان وفوداً لبنانية تتحضر لزيارة الفاتيكان للضغط على المجتمع الدولي، في اتجاه تدويل الأزمة اللبنانية، وكشفت أنّ الراعي طرح الفكرة خلال لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السابق يان كوفيتش قبل مغادرته بيروت، وعلى السفيرة الأميركية اليزابيت شيا، وتلقى وعداً بمساعدة لبنان في هذا الاطار من قبل الشخصيتين، فضلاً عن دعم بعض السفراء العرب والأجانب الذين زاروا بكركي في الأيام القليلة الماضية، وختمت المصادر، أنّ الاتصالات واللقاءات ستتكثف خلال الاسبوع الجاري للغاية عينها.