الحدث
قبل انتهاء المهلة.. الوكالة الذرية تُكثف حراكها وإيران تدرس المشاركة باجتماع أوروبي مع واشنطن وتتمسك برفع العقوبات
أعلنت طهران أنها تدرس مقترحا قدمه الاتحاد الأوروبي للمشاركة في اجتماع غير رسمي تحضره الولايات المتحدة مع بقية أعضاء الاتفاق النووي، في حين أكد مسؤول إيراني أنه لا معنى لأي عودة للاتفاق من دون التحقق من جدية واشنطن.
ويبحث مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اليوم مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي مسألة التعاون بين إيران والوكالة.
وتأتي زيارة غروسي قبيل انتهاء المهلة الإيرانية التي أعلنتها لوقف العمل بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي، إذا لم تعد الولايات المتحدة والدول الغربية إلى التزاماتها بالاتفاق.
وقال عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تدرس المقترح الأوروبي بعقد اجتماع لمجموعة (4+1) بمشاركة واشنطن وطهران.
وأضاف أن وقف إيران العمل بالبروتوكول الإضافي ليس انسحابا من الاتفاق النووي، وإنما هو خفض لالتزاماتها، موضحا أنه بعد وقف العمل بالبروتوكول الإضافي، فإن عمليات التفتيش لن تتوقف، لكنها ستتراجع بنسبة 30%.
وأكد عراقجي أنه إذا رفعت واشنطن جميع العقوبات فستتراجع إيران عن جميع خطوات خفض الالتزامات في الاتفاق، مشيرا إلى أنه لا يحق لواشنطن الحديث عن مجموعة (5+1)، وقال إن شرط عودتها للمجموعة رفع العقوبات.
يشار إلى أن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 يهدف بشكل أساسي إلى رفع العديد من العقوبات المفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان عدم سعيها لتطوير سلاح نووي.
لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات على طهران، التي ردت بدورها بالتنصل من بعض الالتزامات التي يرتبها الاتفاق عليها.
جدية واشنطن
وقال ممثل إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إنه لا معنى لأي عودة للاتفاق النووي من دون التحقق من جدية رفع واشنطن العقوبات، مشددا على ضرورة توفير ضمانات لعودة عائدات النفط إلى إيران عبر النظام المصرفي العالمي في حال رفع العقوبات النفطية.
في المقابل، قالت واشنطن إنه لا خطط لديها لرفع العقوبات قبل حوار مع أوروبا.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اقترح في وقت سابق من هذا الشهر وسيلة للتغلب على المأزق بين بلاده والولايات المتحدة بشأن من سيبدأ أولا العودة إلى الاتفاق النووي، قائلا إنه يمكن للاتحاد الأوروبي “تنسيق” الخطوات.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربیعي إن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها واشنطن صغيرة، وهي إشارات غير كافية بشأن حسن نية الإدارة الأميركية الجديدة.
وأضاف ربيعي -في مقال بصحيفة “إيران”- أن المشكلات التي تواجه التحركات الدبلوماسية بشأن تنفيذ الاتفاق النووي تشكل مقدمة طبيعية لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتهم، بما في ذلك رفع جميع العقوبات في المستقبل القريب.
وأوضح ربيعي أن المبادرات الدبلوماسية قد تنجح في التوصل إلى نتائج إيجابية، وأكد أنه حتى لو عادت واشنطن إلى الاتفاق ورفعت جميع العقوبات، فإن ذلك لن يعوض الخسائر التي تعرض لها الشعب الإيراني.
الخطوة الأولى
في السياق، قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية هانز بليكس إنه من الواضح أن كل أطراف الاتفاق النووي تريد العودة إلى العمل به، لكن العقبة هي أن إيران تريد أن تخطو الولايات المتحدة الخطوة الأولى، في حين تريد واشنطن عودة طهران للالتزام ببنود الاتفاق قبل رفع العقوبات عنها.
وأضاف بليكس -في لقاء مع الجزيرة- أن إزالة هذه العقبة ستُمكن من تحقيق تقدم، عبر خطوات متزامنة يتم التوصل إليها، عبر الجهد الدبلوماسي، وقال إن قطر يمكنها لعب دور فيه.
واعتبر أن ما تتحدث عنه الولايات المتحدة بخصوص ضرورة وقف تدخلات إيران في شؤون المنطقة هو أمر مهم، لكنه غير مرتبط بالاتفاق النووي، مؤكدا أن ما يجب التركيز عليه الآن هو الالتزام بالاتفاق، حفاظا على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: متابعات