الوقت- قبل نحو ست سنوات قامت السعودية بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الجرائم التي قام بها تحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الست الماضية من خلال تنفيذ الكثير والكثير من الجرائم ضد أطفال ونساء اليمن واستهداف البنية التحتية والمستشفيات وفرضه حصاراً خانقاً على كل أنباء الشعب اليمني، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن هذه الجرائم بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية عن مسارات واتجاهات جديدة من أهداف العدوان على اليمن، ومن بين الركام تطفو طموحات وأطماع التحالف الأمريكي السعودي الاماراتي ومشاريعهم للهيمنة على موارد ومواقع حيوية في البلاد، في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ قادة المرتزقة. ففي حين يتصارع مجندو المرتزقة وتظهر الخلافات والتباينات بين فصائل الخونة عبر وسائلهم الإعلامية، يجلس قادتهم مع دول تحالف العدوان على طاولة واحدة لمناقشة قضايا ومشاريع استثمارية لا يريدونها أن تظهر على السطح، لكي لا تنفضح مخططاتهم النابعة من المصلحة الشخصية. ولفتت تلك التقارير إلى أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي لا يزال يستمر في نهب آبار النفط اليمني في حقول القطاع 9 بمنطقة الخشعة غرب وادي حضرموت المحتلة شرقي البلاد. ووفق تلك المصادر، فإن تحالف العدوان استقدم معدات تنقيب ضخمة تعمل على تعميق الآبار النفطية المحفورة بهدف رفع معدل استخراج النفط. وأوضحت المصادر أن قوى العدوان والاحتلال تعمل على استكشاف آبار نفطية جديدة في منطقة “القشعة” بهدف استنزاف الموارد النفطية ونهب عائداتها.
وخلال سنوات الحرب الطاحنة التي بدأت منذ عام 2015 في اليمن والتي أدخلت أكثر من 20 مليون يمني في دائرة الفقر والمجاعات، تكشّفت العديد من الانتهاكات والجرائم للدول المشاركة في الحرب، وأماطت تقارير دولية اللثام عن تورط أطراف إقليمية بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي. ويبدو أن المجتمع الدولي غير مهتم إطلاقاً بما يجري في اليمن من انتهاكات بحق المدنيين وغير المدنيين، هذه الانتهاكات التي تتكشف لنا يوماً بعد يوم والتي تشرف عليها وتقودها كل من الإمارات والسعودية تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة، فتارة يدمّرون البنى التحتية لليمن ويضعون شعبه على حافة المجاعة تحت حجة إعادة الشرعية القابعة في فنادق الرياض، وتارة يضعون كل من يقف في وجه طموحاتهم في السجون تحت ذريعة أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.
وخلال الايام الماضية وبينما تتقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية “أنصار الله” أكثر فأكثر في مختلف أنحاء مدينة مأرب، بذلت الدول المعتدية الكثير من الجهود خلال الأيام القليلة الماضية بمساعدة أنصارها الغربيين لوقف العمليات العسكرية على مدينة مأرب. وتقول مصادر ميدانية، إن قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية اقتربت خلال اليومين الماضيين من أبواب مدينة مأرب من المحور الغربي وسيطرت بالكامل على مديرية صرواح، وهي أقرب جبهة لمدينة مأرب. إن الانتصارات الاخيرة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الأيام الماضية في العديد من جبهات القتال في محافظة مأرب، دفعت بمن ما زال في نفسه كرامة وغيرة على وطنه وعرضه أن يغادر صفوف العدوان ويلتحق بالصف الوطني ويدافع عن بلده وشعبه.
الجدير بالذكر أنه منذ مطلع فبراير الجاري تصاعدت هجمات قوات صنعاء الصاروخية على مناطق سعودية بالصواريخ الباليستية والمقذوفات والطائرات المسيرة، وتقول حكومة صنعاء إن هذه الهجمات تأتي ردا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن. حيث أكد وزير الخارجية في حكومة صنعاء، “هشام شرف”، أن هجمات قوات صنعاء ضد السعودية والقوات الموالية لها ستتوقف عندما يوقف التحالف بقيادة الرياض ضرباته على اليمن. وقال “شرف” في مؤتمر صحفي: “أوجه رسالة اليوم للإدارة الأمريكية الجديدة وللسعوديين، عندما تتوقف ضرباتكم عن الأراضي التي تسيطر عليها حكومة الإنقاذ الوطني، ستتوقف ضرباتنا نحوكم بشكل بسيط جدا”. وأشار “شرف”، إلى أنه لا يمكن تجاهل حكومة صنعاء وحركة “أنصار الله” في أي عملية سلام في اليمن. وقال: “أنصار الله هم طرف مهم جدا في عملية السلام”.
وللخروج من المستنقع اليمني بماء الوجه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي “نايف فلاح مبارك الحجرف” قبل عدة أيام، قبول دول تحالف العدوان الخيارات السلمية لإنهاء الأزمة اليمنية، وثمن “الحجرف” الجهود الأممية، وما حققته من إنجازات لتعزيز الاستقرار والتعافي والتنمية في اليمن، انطلاقاً من عجلة التنمية في المحافظات اليمنية، والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية في جميع أبعادها. كما زعم “الحجرف”، حرص مجلس التعاون على استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ودعم المجلس لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
ويرى مراقبون أن دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي تسعى لشرعنة وجودها الاستعماري بالمحافظات الجنوبية والشرقية، من خلال ما يُسمى باتفاق الرياض وتشكيل حكومة صورية في جنوب اليمن ولقد اتخذت دول العدوان من اتفاق الرياض أداة للتدخل العسكري في مدينة عدن حيث نقلت الرياض الآلاف من الجنود السعوديين إليها وأنشأت مليشيات موالية لها في محافظتي عدن وأبين، وعملت على السيطرة على محافظة المهرة خلال الفترة الماضية .وما تخلص اليه كثير من التحليلات أن الهدف من كل ما يجري هو الحيلولة دون استعادة الجيش واللجان الشعبية لمحافظة مأرب وتمكين الانتقالي من السيطرة على الحدود الشطرية تمهيدا للانفصال وجعله طرفا في أي مفاوضات قادمة للتسوية.
وعلى هذا المنوال نفسه، ذكر العديد من المراقبين أنه أضحت جلية أهداف السعودية والامارات في اليمن وذلك عبر مساعيها لفرض النفوذ في المناطق الاستراتيجية لليمن، ابتداءً من باب المندب والمخا في الساحل الغربي لتعز والجزر اليمنية في البحر الأحمر، مروراً بمدينة عدن ومينائها، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تمتد اطماع الرياض وأبوظبي إلى مد نفوذهما في شبوة وحضرموت حيث المناطق النفطية والموانئ المتعددة، وصولاً إلى جوهرة اليمن الثمينة، متمثلة بجزيرة سقطرى الاستراتيجية في ملتقى البحر العربي والمحيط الهندي. كما يرى المراقبون أن دور السعودية يظهر عبر استراتيجيتها الجديدة التي اتبعتها في سبيل نهب نفط اليمن كما اكدها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في وقت سابق، وها هي اليوم تحاول السيطرة الكاملة على ما بعد الحدود، من خلال إبرام الاتفاقات مع قيادات تلك المناطق، لتحصل على امتياز يخولها نهب هذه الثروة لـ 7 عقود مقبلة.
وفي الختام يمكن القول إن هذه الدعوات السعودية والإماراتية للجلوس على طاولة المفاوضات وايجاد حل سلمي للأزمة اليمنية ما جاءت إلا بعدما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من تحرير معظم أراضي اليمن وتنفيذه للعديد من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة داخل العمق السعودي، الأمر الذي أثقل كاهل الاقتصاد السعودي وتسبب بحدوث أزمة مالية في الميزانية الحكومية السعودية ولهذا فإن دول تحالف العدوان تبحث لها الان عن مخرج ينقذها من المستنقع اليمني الذي غرقت وخسرت الكثير من جنودها وأموالها فيه، وخاصة أن العديد من الدول الغربية أعلنت خلال الايام الماضية عن نيتها إيقاف بيع الاسلحة للرياض وابو ظبي بسبب الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الإماراتي في اليمن وتخلي إدارة “جو بايدن” الجديدة عن الرياض.