من يُريد اعدام لبنان؟
نور نعمة-الديار
لبنان يذوب شيئا فشيئا، ويوما بعد يوم. الشعب يجوع. شركات تقفل واخرى تقلص من توسعها في لبنان وتقلل من عدد موظفيها. غلاء فاحش لاسعار المواد الغذائية. عمليات التهريب مستمرة. الدولار تجاوز التسعة آلاف ليرة لبنانية. سرقات ونهب وفوضى كبيرة. الامن الغذائي والاجتماعي مهدد وينذر ان الآتي اعظم.
وامام كل هذه التحديات, يجد اللبناني نفسه وحيدا في مواجهة الازمة المالية والمعيشية والاجتماعية،في حين تحتدم المنافسة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على حكومة التي اصبح تشكيلها ضروريا بعد ان اصبح وجود لبنان مهددا بالزوال وشعبه يموت الف مرة من كثرة الجوع والقهر والمعاناة. الهذه الدرجة يريد المسؤولون اعدام لبنان؟ الهذه الدرجة اصبحت البلاد لا تتسع لانانية البعض؟
اليس هناك حل يتفق عليه بدلا من الاستمرار بالمناكفات التي ارهقت المواطن اللبناني كما انهكت مؤسسات الدولة او ما تبقى منها؟
في الواقع, هناك دائما حل يرضي الطرفين عندما تغلب لغة العقل والهدوء والمحبة للبنان وشعبه على لغة الاستقواء والاستئثار والانانية وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الضيقة؟
لقد رضي الشعب ان يعود سعد الحريري الرئيس المكلف للحكومة المرتقبة بعد ان اطاح به في انتفاضة 17 تشرين وذلك لسبب واحد لا غير لان الناس اصبحت يائسة وتريد حلا للازمة من ايا كان. كما رضيت بعدم اجراء انتخابات نيابية مبكرة، وبالتالي ازالت الضغط على التيار الوطني الحر وغيرهم من الاحزاب رغم نبذ ورفض شريحة كبيرة من اللبنانيين لهذه الاحزاب. كل هذا القبول بالواقع، وان كان استسلاما ما هو الا استغاثة بان يتمكن المسؤولون هؤلاء من ان يفعلوا شيئا ايجابيا واحدا. ولكن اذا انتفضت الناس على الطبقة الفاسدة واذا صمتت ازاء ادائهم المشين، يبقى المسؤولون عندنا يتبعون النهج ذاته وفي كلا الحالتين يدفع الشعب اللبناني الثمن.
للاسف في زمن الازمات اقله، يضع المسؤولون خلافاتهم جانبا، الا ان المسؤولين اللبنانيين يمعنون في تفاقم الازمة وذلك لعدم وجود رجال دولة بينهم. لذلك وبكل حزن نقول ان من يدفع لبنان الى الانهيار ومن يريد اعدام هذا الوطن المقدس هم مسؤولوه.