تحقيقات - ملفات

حقائق صوان لا الحقيقة ؟!

نقل ملف تحقيق المرفأ من القاضي صوان، هذه الخطوة لا يمكن اختصارها بخبر نقل الملف وتداعياته ومن معه ومن ضده ، بل السؤال الأهم ماذا فعل صوان على مدى ٦ اشهر بالتحقيق وما هي الحقيقة التي وصل او بدأ بالوصول اليها ، جل ما فعله توقيفات ٦ ب ٦ مكرر ومن ثم استعراضات شعبوية بالادعاء على مسؤولين سياسيين دون سواهم ، لم يقل لنا المحقق العدلي ما هو نوع الجرم بهذا الانفجار هل انه عمل تخريبي ام حادث عرضي ، ماذا كان يحتوي العنبر ١٢ من كميات النترات الى مواد اخرى معه ؟
لم ينطق صوان بحرف تقني عن ماذا حدث قبل الساعة السادسة وبعدها ب ٤ اب ، وما هو سبب اشتعال النيران لمدة ٤٠ دقيقة قبل انفجار النترات ؟ لم يقل شيء او يحرك ساكنا أو ربما حتى انه لم يقرأ مئات الصفحات من خلاصة التحقيقات التقنية وتحديد المسؤوليات وأسباب الانفجار ومحتويات العنبر ١٢ غير النترات التي رفعتها شعبة المعلومات له وتحقيقات الجيش والتي استندت على رأي تحقيقات FBI والمخابرات الفرنسية ..؟
كل ما كان يفعله صوان هو الرضوخ الى ما يريده الاعلام من حقيقة التفجير ولهذا الاعلام حقائق عديدة كل وسيلة او اعلامي يريد حقيقة مختلفة عن الآخرين ،وهذا ينسحب ايضا حتى على أهالي الضحايا والمتضررين الذي يريدون حقيقة عاطفية وان لم تستند الى قرائن وأدلة فعلية فهم يريدون رؤوس كبيرة سواء كانت متورطة ام بريئة ،؟!
شكل صوان زعامة ثورية شعبية على أهالي الضحايا لا قاض عدلي يحكم بالأدلة والقرائن لا بالعاطفة !!؟حتى ان عباراته بالرد على محكمة التمييز حملت انطباع عن شخص يحكم بمحكمة ثورية لا قاض يخضع للقانون والنصوص والأصول ..
هناك حقيقة واحدة لانفجار ٤ اب هي من ادخل النترات وكيف بقيت ولأي جهة تعود ملكيتها ولأي جهة مرسلة ، ومن تسبب بالإهمال والتقصير ؟وسبب الحريق والانفجار والكشف عن كامل محتويات العنبر ١٢ قبل الانفجار وكمية النترات الفعلية التي دخلت الى العنبر ١٢ والكمية التي كانت موجودة يوم ٤ اب ، وان هذه النترات بعد عام من تخزينها بالعنبر لم تعد تصلح تقنيا وعلميا لصناعة المتفجرات ، فلماذا كانت تسرق ولمن تباع ولأي سبب ، كل هذه الامور لم يقترب منها او حتى فكر بطرحها مع نفسه القاضي صوان لسبب بسيط انه كان يسير بخيار سياسي شعبي يعتبر بديل لمتغيرات بالنظام الحالي طرحت عقب ١٧ تشرين وتلقفتها جهات قضائية وسياسية كانت ترعى وتدعم صوان لا بالوصول الى حقيقة انفجار المرفأ بل الى قصر بعبدا عبر وحي ولغة فرانكوفونية ومبادرة فرنسية يبدو ان شكلها تشكيل حكومة وصلبها رئاسة الجمهورية
وعليه بعد كل ما تقدم اصبح انفجار المرفأ امام المطالبة بحقائق يريدها ويطلبها كل طرف سياسي او اعلامي او طامح لأصوات انتخابية نيابية بالاقضية المحيطة بالمرفأ والتي من شأنها ترجيح الاكثرية المسيحية لطرف على اخر ،ومن يحرق الأوراق والاسماء والملفات للوصول الى سدة الرئاسة الاولى التي يبدو لم تعد متناسبة للجنرالات بل لتجربة جديدة ومختلفة وهي القضاة …
عباس المعلم / كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى