الوقت- عندما نشأت الرباعية الدولية، كان هدفها ايجاد حل للصراع الفلسطيني_الاسرائيلي، ولكن ذلك لم يحصل اطلاقاً على الأقل خلال آخر عقدين، والأسباب معروفة ومتعلقة بشكل مباشر، بأطماع كيان العدو الذي يعتاش على سرقة أراضي الفلسطينيين وخيرات بلادهم، والمؤلم اليوم أن على الفلسطينيين أصحاب الأرض أن يتقاسموا بلادهم مع الاسرائيلي، وهذا الكلام غير أخلاقي وهو انتهاك لسيادة الدولة الفلسطينية، ومع ذلك ورغم أن السلطة الفلسطينية طبعت مع اسرائيل على أمل حل الدولتين، وأن يصبح للفلسطينيين دولة خاصة بهم، ولكن وكما هو متوقع أخلت اسرائيل بالمعاهدة واستمرت في قضم الأراضي واحتلالها، ولا تزال حتى اللحظة تبني مستعمراتها فوق الأراضي الفلسطينية، ولم يستطع القانون الدولي حتى اللحظة ردعها عن ذلك، وحتى الرباعية الدولية لم تتمكن من الضغط على الاسرائيلي، واليوم عاد الحديث عن دور الرباعية الدولية من جديد للمساهمة في حل الصراع، ولكن هل يمكن الوثوق بهذه الرباعية من جديد.
ما هي الرباعية الدولية؟
هي لجنة دولية تتكون من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جعلت على عاتقها مهمة حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وهي المهمة التي فشلت فيها بسبب عوامل رئيسة من بينها غض الطرف عن تعنت الجانب الإسرائيلي، وإقصاء حركة حماس.
وبعد انتهاء الحرب على العراق، تهيأت فرصة جديدة للتسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فأطلقت اللجنة ما عرف بخطة “خريطة الطريق” في 30 نيسان 2003، وذلك استنادا إلى رؤية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش التي أوضحها في كلمة ألقاها في 24 حزيران 2002.
ونصت الخطة على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية 2003، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، يقوم الفلسطينيون بملاحقة المقاومة ومنع ما يطلق عليه الإرهاب وذلك بالتعاون مع إسرائيل. أما إسرائيل فتنسحب من المدن الفلسطينية، وتجمد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وتهدف الخطة إلى قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بنهاية عام 2005.
وقبلت السلطة الفلسطينية الخطة، كما قبلتها إسرائيل التي وضعت 14 تعديلا عليها. ومع ذلك، فإن الخطة بمجملها لم تجد طريقا للتنفيذ بسبب استمرار إسرائيل في تنفيذ مشاريعها الاستيطانية.
ما الجديد اليوم؟
بحثت موسكو وواشنطن آفاق التعاون الثنائي في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعبرتا عن اهتمامهما بتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، يوم الاثنين، بعد محادثات بين مبعوث وزارة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط فلاديمير سافرونكوف ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، إن روسيا والولايات المتحدة مهتمتان، بالتعاون البناء لتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط.
وبحث الجانبان آفاق التعاون بين موسكو وواشنطن على مسار التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، بما في ذلك في إطار اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين، وأشاد الجانب الروسي باستعداد الولايات المتحدة لاستئناف مشاركتها الكاملة في اللجنة الرباعية لمصلحة تنشيط الحوار الثنائي حول مشاكل التسوية في الشرق الأوسط.
وأشار البيان إلى أنه “بشكل عام، أكد الجانبان التزامهما المتبادل بالتعاون البناء من اجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في وقت سابق إن المنظمة مستعدة لبدء الترتيبات لعقد اجتماع بشأن التسوية الإسرائيلية الفلسطينية حيث حان الوقت لذلك بعد تغيير الإدارة الأمريكية.
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن أعضاء اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) وافقوا على الحفاظ على اتصالات منتظمة وأكدوا على أهمية الحوار المباشر بين فلسطين وإسرائيل بعد اجتماع اللجنة الرباعية عبر الإنترنت.
وشدد الجانب الروسي على أهمية الجهود المبذولة لتهيئة الظروف لاستئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي تتم بوساطة الرباعية الدولية من أجل تسوية القضايا الجوهرية للوضع النهائي على أساس حل الدولتين المعترف به دوليا والمتصور. وأوضحت الوزارة أن التعايش السلمي بين دولتين فلسطين وإسرائيل تم التأكيد على عدم جواز اتخاذ خطوات أحادية الجانب سواء أكانت تحريضاً على العنف أم توسيع الأنشطة الاستيطانية بما في ذلك تحطيم المباني الفلسطينية في الضفة الغربية. واتفق المشاركون على تنظيم اجتماعات في شكل رباعي بانتظام.
وفي كلمته أمام مناقشات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن التسوية في الشرق الأوسط في 26 يناير، اقترح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقد اجتماع وزاري لأعضاء الرباعية، مع إسرائيل، فلسطين، مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، والسعودية، للمشاركة في تأليف مبادرة السلام العربية، والتي ستنعقد في ربيع أو صيف 2021.
نحن غير متفائلين بعمل هذه اللجنة لعدة أسباب:
1- عدد من الدول الخليجية طبع مع اسرائيل وهذا اعطى مشروعية مجانية للعدو الاسرائيلي لا يستحقها.
2- الرباعية الدولية، مكونة من جميع الدول التي تدعم اسرائيل بالسر والعلن، ورغم خرق اسرائيل للقانون الدولي، إلا أن هذه الدول لم تقدم على اي خطوة لردع الكيان الاسرائيلي.
3- الكيان الاسرائيلي هو كيان استيطاني ويهدف للسيطرة على كامل فلسطين، ولطالما أن السلطة عادت للتنسيق معه وعدد من العرب طبع معه، فهو يجد نفسه في موقع قوة ولن يلتفت لما تقوله الرباعية.
4- الحل من خلال المقاومة واستعادة السيطرة على كامل الارض المنهوبة من الفلسطينيين، قد يبدو الأمر في الظروف الراهنة صعباً ولكنه لن يكون مستحيلاً في القادم من الأيام.