بداية غير موفقة لبايدن.. الإدارة ليست مسرورة من خطاب “عودة أميركا”
كتب الصحافي وولتر راسل ميد في صحيفة “وول ستريت جورنال” عن السياسة الخارجية للرئيس الأميركي جو بايدن، لافتاً إلى أنه قبل مضي أقل من شهر على ولايته، دخلت إدارته في مشاحنات مع الصين وروسيا وإيران. واكتشفت أن بعض حلفاء الولايات المتحدة لم يكونوا مسرورين تماماً من خطابه في 4 شباط عن “عودة أميركا”، وفق ما كان يأمل كثيرون من الديموقراطيين.
وفي آسيا، أثارت سياسة الإدارة حيال ميانمار-القائمة على فرض عقوبات من دون التأثير فعلياً على قدرة الجيش على الحكم- قليلاً من الحماسة. وكانت إشادة وزير الخارجية الهندي بالتعاون الهندي-الياباني في ما يتعلق بمشاريع إقليمية للبنى التحتية تربط ميانمار بجيرانها، بمثابة إشارة إلى أن الهند تعتزم المضي في التعاون مع ميانمار بصرف النظر عما تريده واشنطن. وبالتزامن، فإن الجزء الأكبر من الصحافة الهندية التي تدعم حزب بهارتيا جاناتا الحاكم، كان يشتعل غضباً من مينا هاريس، ابنة أخت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي يبدو أنها تقف إلى جانب المحتجين على سياسات الحزب الحاكم.
تحديات داخلية وخارجية تنتظر إدارة بايدن.. هذه أبرز ملفات الـ100 يوم الأولى
ويرفض القادة الأوروبيون الأخلاقيات الأميركية. وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستيراد النشاط الأكاديمي والثقافي الأميركي باعتباره تهديداً لأسلوب الحياة الفرنسية، بينما يدفع البراغماتيون في القارة إلى تعزيز العلاقات مع روسيا والصين-متجاهلين فعلياً جهود إدارة بايدن لزيادة الضغط على منتهكي حقوق الإنسان في موسكو وبيجينغ. ومع إعلان الممثل التجاري الأميركي بأن التعريفات الجمركية الانتقامية التي فرضت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب على النبيذ والجبن والمواد الغذائية لن ترفع قريباً، يكون قد انتهى أسرع شهر عسل ديبلوماسي في التاريخ.
وفي الشرق الأوسط، لا تبدي إيران أي حماسة لتسهيل عودة إدارة بايدن إلى الاتفاق النووي لعام 2015. بينما تبدي “إسرائيل” والدول العربية المحافظة استياء من مضي أميركا في هذا الاتجاه.
وفي ما يتعلق بتركيا العضو المشاغب في حلف شمال الأطلسي، فقد وعد بايدن خلال حملته الانتخابية بمساعدة المعارضة في وجه الرئيس رجب طيب أردوغان. وحتى الان، اكتفت الإدارة الجديدة بانتقاد قمع تركيا للتظاهرات الطلابية المؤيدة للمثليين، ودعت أنقرة إلى الإفراج عن رجل الأعمال المعارض عثمان كافالا.
وفي الجوار الأميركي، تسبب إلغاء خط أنابيب الغاز “كيستون إكس. إل.” بغضب الكنديين. وتبدو إدارة بايدن في طريقها إلى نزاع مع الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بسبب قطع الغابات في حوض الأمازون-القضية الحساسة بالنسبة إلى اليمين البرازيلي. وأقرّ الرئيس المكسيكي اليساري مانويل لوبيز أوبرادور الذي تأخر في تهنئة بايدن، قانوناً يحد من التعاون المكسيكي-الأمريكي لمكافحة الإتجار بالمخدرات، وعرض اللجوء السياسي على جوليان أسانج.
ومع أن العديد من الحكومات في آسيا تتشارك القلق حيال الصين، لكنها تشعر أنها مهددة من التسويق الأميركي للديموقراطية. وفي الشرق الأوسط، فإن عناصر أساسية في أجندة بايدن قد حيّدت الجميع فعلياً.
ويرى الكثير من الأميركيين اللاتينيين في الأموال والنفوذ الصينيين، عاملي مواجهة صحيين للهيمنة الأميركية في النصف الغربي من الكرة الأرضية. وبينما يتشارك بعض الأوروبيين القلق الأميركي حيال الصين وروسيا، فإن باريس وبرلين لا تجدان سبباً، كي تقبلا وصفات واشنطن للتعامل معهما.
ويخلص الكاتب إلى إدارة بايدن ترى في تجديد الألتزام الأميركي بالتعددية، وسيلة لحمل الحلفاء على الوقوف إلى جانب أجندة طموحة تقودها الولايات المتحدة. لكن الكثير من الحلفاء، حتى المقربين من بينهم والمتعمقين في الديموقراطية، يؤيدون التعددية كوسيلة للحد من قدرة أمريكا على فرض سياسات لا يريدونها.
المصدر: 24