تحقيقات - ملفات

الحزب بمواجهة الاعلام الشيطاني خير الكلام …؟!

لا قطع البث ولا اللجوء الى القضاء سيردع حملات الافتراء والاتهام والتشويه الاعلامي السياسي ضد الحزب ، لان هذه الحملات جزء اساسي من مشروع سياسي داخلي وخارجي يستهدف الحزب وجزء اخر من هذا الاعلام هو تجارة مالية رابحة لاصحابه في الحملات على الحزب
وهذا الاعلام السياسي لن يترك تفصيل يطال اَي فرد بالحزب حتى بحياته الشخصية لشن هجوم عليه ولن يترك حادث لاي شخص مهما كان شانه في الحياة العامة الا ويتهم الحزب بالوقوف خلف ما حصل او ما قد يحصل له ،
انها عملية شيطنة لا ترتكز على اَي معيار اعلامي او مهني او حتى منطقي او قابل ليصدقه العقل واهم عامل لديه هو الاستفزاز وانتظار ردة فعل الحزب عليه ليتخذها حافزا اضافيا للهجوم وإيهام الرأي العام بصوابية ما يقولون؟! وان اتبع الحزب سياسية خير الكلام ما قل ودل او الأسلوب الحضاري والمنطقي وهو اللجوء الى القضاء الذي يعتبره هذا الاعلام قمع وتهديد مضاف له من الحزب
هذا الاعلام يتسع يوما بعد يوم ولا شك ان لديه مساحة انتشار ووصول الى المجتمع كبيرة جدا وفاعلة نظرا لإمكانياته المالية والتقنية الكبيرة على كافة صعد من وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب وإللاكتروتي
ومواجهته او ردعه او حتى تكذيبه لا يمكن ان تنجح من خلال قطع البث مثلا عن بعض المناطق او اللجوء الى القضاء او المطالبة بمقاطعته لأسباب عديدة أهمها ان جمهور الحزب غير مستعد لمقاطعته ليس حبا به بل بمعرض حب استطلاعه لما يقوله خصوم الحزب وهذا دائما ما يعزز شعبية الحزب لدى جمهوره لكنه لا يحد من استفزازه وغضبه
بالمقابل لا يزال الحزب يعتمد على إعلامه الخاص والذي يعتبر اعلام حربي وحزبي بمواجهة العدو ولا يصلح لمواجهة الحملات الاعلاميةعلى الحزب لانه يخضع لضوابط ومعايير ولغة اخلاقية وكلامية ليس بإمكانها ردع شيطنة وعهر وتضليل الاعلام المقابل ولا حتى ارضاء جمهور الحزب نفسه
لذلك لن يكون بإمكان الحزب ردع الاعلام المقابل الا باعلام شبيه له يتخذ نفس الخطاب والمعايير وهذا ما لا يقبله الحزب لأسباب اخلاقية تعتبر من الثوابت لديه ،والخيار الاخر هو تمكين جمهوره من السيطرة على ثباته الانفعالي بوجه الاستفزاز الاعلامي المقابل والالتزام بتعامل قيادة الحزب مع ذلك وهذا شبه مستحيل لان هذا الجمهور كبير جدا وهو اضعاف عدد المنتظمين بالحزب ولديه تنوع واختلاف بالتفكير والأسلوب والتعاطي
ليبقى الخيار الوحيد لردع الاعلام الشيطاني بوجه الحزب هو هزيمة مشروعه السياسي داخليا وخارجيا وهذا الامر قد يحتاج الى وقت ليس بقصير ، لذلك سيستمر ويتصاعد هذا الاعلام الشيطاني اكثر بالمرحلة المقبلة ولن يردعه شيء بهذه المرحلة ..

عباس المعلم / كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى