الوقت- في كل مرة يشعر فيها مسلحو ادلب أنهم على وشك الانهيار، يبدأون البحث عن طريقة لاحداث الفوضى، على أمل ان ينتفض الغرب على وجه الخصوص وارسال “الخوذ البيضاء” لانجاز مسرحية جديدة، وإعادة تأزيم الأوضاع، ولكن تكرار هذا الموضوع أصبح ممل وساذج، والواضح ان تركيا والغرب يريدون أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لأنهم يعلمون أن الدخول في أي حرب ستكون لصالح الجيش السوري وحلفائه، لذلك يعمدون إلى دفع الغرب لانقاذهم من خلال القيام ببعض الاستفزازت السخيفة واتهام الجيش السوري بها.
التحضير لهذه الاستفزازت كشفته روسيا، هذه المرة، حيث أكد الأدميرال فياتشيسلاف سيتنيك، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، في إفادة إعلامية، أن المسلحين يستعدون لاستفزاز آخر ضد السلطات السورية، فقد وصل الخوذ البيضاء إلى محافظة إدلب مع معدات تصوير الفيديو.
وقال سيتنيك: “حسب المعلومات المتوفرة، فإن مسلحي الجماعات المسلحة غير الشرعية يستعدون للقيام باستفزاز من أجل اتهام القوات الحكومية السورية بقصف مستوطنات في منطقة خفض التصعيد في إدلب”.
ولفت إلى أنه تم تسجيل نشاط لمسلحي جماعة تحرير الشام الإرهابية في منطقة الفوعة بمحافظة إدلب.
وفي حال قام هؤلاء المسلحين باستفزاز الجيش السوري، لن يكونوا بخير اطلاقاً، فصبر الجيش السوري وكذلك روسيا نفذ من هؤلاء، خاصة في ظل عدم وفاء تركيا بالتزامتها وضمان عدم هجوم مسلحيها على الجيش السوري والقوات الروسية، واحتلالها أراضٍ سورية ودخول قواتها إلى سوريا دون اذن رسمي من السلطات الرسمية.
ورغم كل المحاولات الروسية بدفع المسلحي والأتراك نحو التسوية السلمية إلا أن الأمر لم يتحقق حتى اليوم، وعلى العكس من ذلك ساهمت تركيا في تشكيل ما يسمى “الجيش الوطني السوري” الذي ارتكب جرائم كثيرة من إعدامات ميدانية، إلى قصف البنية التحتية، وقصف المدارس والمشافي، وخطف واعتقال المدنيين، والاستيلاء على العقارات والأملاك والأراضي والمحاصيل والثروة الحيوانية وتفريغ صوامع الحبوب وقطع المياه، إلى جانب ابتزاز السكان في قوت عيشهم وأمنهم والخطف بغرض الفدية.
في منطقة خفض التصعيد بإدلب، سُجل 36 هجوماً من مواقع جماعة جبهة النصرة الإرهابية (بما في ذلك 28 هجوماً بحسب الجانب السوري)، منها 15 في محافظة إدلب. 13 اعتداء في محافظة اللاذقية، وفي محافظة حلب هجومان، وفي محافظة حماة 6 هجمات.
الخوذ البيضاء تدعي دائما أن هدفها انقاذ المدنيين، ولكن كل هذا الكلام لاقيمة له، لطالما أن قياداتها تعيش في فنادق أوروبا، وشعب ادلب الذي ضاق ذرعاً بالمسلحين يعاني الويلات في ظل عقوبات أمريكا المفروضة على الشعب السوري.
الخارجية الروسية وصفت أنشطة الخوذ البيضاء بأنها “عنصر من عناصر حملة إعلامية لتشويه سمعة السلطات السورية”، وتحملها على وجه الخصوص مسؤولية الاستفزاز الذي أعطى الغرب سببا لاتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية وتوجيه ضربات ضدها.
كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أكثر من مرة وجود مختبرات لتجهيز وإعداد المواد السامة لدى التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة من سوريا، بالتنسيق مع تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي، يديرها مختصون وخبراء تم تدريبهم في أوروبا ليتم استخدامها في تنفيذ هجمات كيميائية مفبركة ضد المدنيين بهدف اتهام الدولة السورية.
وسبق أن قام تنظيم “جبهة النصرة”، باستخدام أسلحة كيمائية في عدة مناطق في حلب والغوطة الشرقية وإدلب، بغية الضغط على الحكومة السورية، واتهام الجيش السوري بذلك، فيما نفت دمشق مراراً كل تلك المزاعم التي تفيد باستخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية.
ونظراً لأن الأوضاع الاقتصادية كارثية في ادلب، أكد نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا الفريق أول فياتشيسلاف سيتنيك، أن دمشق ستفتح 3 معابر إضافية أمام الراغبين بالخروج من إدلب بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والرعاية الطبية.
وقال: “استعدت السلطات السورية بمساعدة مركزنا لفتح معابر من سرقاب وميزناس وأبو عزيدين أمام المواطنين الراغبين بمغادرة إدلب عبر حدود منطقة وقف التصعيد”.
وأشار سيتنيك إلى أنه “سيتم فتح المعابر في ظل كثرة الطلبات المقدمة من سكان منطقة وقف التصعيد في إدلب، بسبب نقص الرعاية الطبية والوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي نشأ بسبب العقوبات الأمريكية”.
الدور الأمريكي
إذا كانت إدارة بايدن تتطلع إلى تصحيح سياسة واشنطن الخارجية المفرطة في العسكرة، فإن إحدى الفرص لإعادة رسم استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب تكمن في إدلب، وهي المنطقة التي وصفها المسؤولون الأمريكيون ذات مرة بأنها “أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ 11 أيلول/سبتمبر”.
إن وقف إطلاق النار الروسي-التركي مستمر منذ عشرة أشهر. إذا انهار هذا الوقف، قد يبرز الصراع السوري، المحصور إلى حد كبير الآن في مواجهة مضطربة، كمركز لعدم الاستقرار الدولي.
ومما يثير القلق أن الحوار الروسي-التركي بشأن مستقبل إدلب وصل إلى طريق مسدود، والمحادثات السورية التي تيسرها الأمم المتحدة تحتضر.
هيئة تحرير الشام الارهابية
في سورية، وفي العواصم الأجنبية، يرتكز التخوف من هيئة تحرير الشام على هواجس حقيقية. فهيئة تحرير الشام هي أحدث نسخة من فصيل كان يُعرف أصلاً بجبهة النصرة، والذي شارك مؤسسه السوري (زعيم هيئة تحرير الشام الآن) أبو محمد الجولاني في التمرد العراقي بعد عام 2003 كعضو في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وفي عام 2011 نسق مع قيادة التنظيم لإنشاء فرع له في سورية.
أصبحت جبهة النصرة مخيفة لجميع السوريين بسبب تكتيكاتها العدوانية في وقت مبكر من الصراع. استمرت جبهة النصرة في استخدام التفجيرات الانتحارية ضد أهداف عسكرية، الأمر الذي وفر لها ميزة تكتيكية على الفصائل غير الجهادية، لكنه ساهم أيضاً في ظهور التصورات المحلية والدولية بأن المعارضة المسلحة تتحول إلى مشروع إسلامي متشدد. كما تورط أعضاء جبهة النصرة في بعض من أبشع الأعمال التي ارتكبتها قوات المعارضة المسلحة، بما في ذلك الإعدام واحتجاز الرهائن.