8 آذار: تفعيل تصريف الاعمال او الفراغ مرفوضان كبديل عن تشكيل الحكومة
نسف الرئيس المكلف سعد الحريري مرة جديدة، كل المبادرات الداخلية ووضع المبادرة الفرنسية وحراك الرئيس ايمانويل ماكرون في دوامة الخطر في خطابه امس الاول.
وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في تحالف “الثنائي الشيعي” و8 آذار لـ”الديار”، ان زيارة الحريري الى بعبدا، بعد قطيعة من 23 كانون الاول 2020 مع الرئيس ميشال عون، كان في جانب منها ايجابية بالشكل، وكان يراد منها كسر الجليد بين عون والحريري، ولكنها لم تكتمل بالايجابية، لان الحريري لم يقدم اي طرح جديد، واعاد التمسك بالتشكيلة التي قدمها ورفضها عون ايضاً في 23 كانون الاول .
وتقول الاوساط، ان في تقاطعات ومشاورات ضمن فريقنا ومع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة، تبين لفريقنا ان زيارة الحريري الى بعبدا كانت استجابة لضغوط من ماكرون على الحريري، للتاكيد على ان مبادرة ماكرون انطلقت بعد الاتصال والبيان الفرنسي- الاميركي الشهير.
وتشير الى ان التصعيد الذي قام به الحريري في كلمته امس، وفي ذكرى اغتيال والده الـ16 كان مفاجئاً، وخصوصاً لجهة تسريبه المقصود لـ”الائحة الملونة” لرد “تهمة الكذب” عنه، وفي رد مباشر على، فيديو بعبدا، الشهير والذي اتهم فيه عون الحريري صراحة بالكذب.
وهذا التسريب ووصوله المقصود الى وسائل الاعلام، وتحديداً الى قناة “الجديد” اولاً لكونها على خصومة مع العهد حالياً، قصد فيه الحريري رد “الصاع صاعين” لعون وللنائب جبران باسيل، ولرد اعتباره الشعبي والسياسي ولشد عصب جمهوره.
وتعلل الاوساط سبب التفاجئ، لأن الوساطات الداخلية كانت جارية للتهدئة الاعلامية، وكل ما قام البطريرك الماروني بشارة الراعي هدف الى تأمين لقاء بين الرجلين وتامين تغطية مسيحية لأي تدوير زوايا قد يلجأ اليه عون في حال وافق على التخلي عن حقه في تسمية كامل الوزراء المسيحيين بينما سعى حزب الله الى التهدئة وتقريب وجهات النظر ولقاء الرجلين ايضاً.
وتكشف الاوساط ان في الساعات الـ72 الماضية، وفي ظل التشنج الكبير، وعودة السجال بين بعبدا وبيت الوسط، إنكفأ كل الوسطاء، وبات الجميع ينتظرون التوقيت المناسب لاعادة تزييت المحركات الحكومية وخصوصاً حزب الله.
ولكن حزب الله وفق الاوساط، يدرك صعوبة الموقف وارتباطاته العضوية الداخلية، وتؤكد ان لم يثبت لدى الحزب ولا فريقنا السياسي وعبر الجهات الدبلوماسية والرسمية المحلية والصديقة في بيروت والمنطقة، ان هناك “فيتو” اميركياً على مشاركة حزب الله وان السعوديين يضعون “فيتو” على تمثيل حزب الله.
وتقول ان كل ما يحكى اعلامي وهو موضوع قديم، وطرح خلال حكومة الحريري السابقة والتي استقالت في 29 تشرين الاول الماضي.
وهذا الطرح لا ينطبق على الواقع لسبب اساسي، ان كل الاسماء المطروحة ومن كل الطوائف ليست حزبية ولا تاريخ حزبي لها، ولا تنتسب الى حزب الله وحركة امل كاسماء شيعية.
وبالتالي كل كلام عن عدم قبول تمثيل حزب الله ليس واقعي لان الحزب بالمعنى الكامل للكلمة ليس ممثلاً.
وتجزم الاوساط، ان المشكل الاساسي داخلي ومرتبط بقلة الثقة، وصولاً الى “سوء نوايا” عند بعض الاطراف والحلفاء لهؤلاء، وعدم رغبة عون بتسجيل سابقة في عهده وان غيره سمى الاسماء المسيحية.
وايضاً الحريري لا يريد تكريس سابقة، ان هذه هي صلاحيات رئيس الحكومة السني، وهو الذي يؤلف الحكومة ويسمي الاسماء ورئيس الجمهورية يوافق ويوقع.
ومن ضمن هذه المعضلة- المستعصية، بات المطلوب حشوة دافعة خارجية وفرنسية تحديداً كونها الوساطة الوحيدة حالياً، ويبدو انها في حاجة الى غطاء سعودي وايراني ايضاً وتنتظر الرياض وطهران وصول ماكرون اليهما على ما يبدو.
لذلك تجزم الاوساط ان كل حديث عن فراغ حتى نهاية العهد واستمرار حكومة تصريف الاعمال غير واقعي وغير مطروح وغير مقبول عند “الثنائي الشيعي” وحلفائه.
فالبديل عن الفراغ هو الفوضى، وان حكومة تصريف الاعمال في ظل رفض رئيسها حسان دياب دعوتها فأنها لن تجتمع، وكذلك وضعها الدستوري ليس سليماً. ولو انعقدت فإنها لن تكون الحل عن حكومة اصيلة كاملة المواصفات الدستورية والسياسية ولديها صلاحيات واسعة لإتخاذ القرارات الكبرى.