عماد موسى-نداء الوطن
لم يفشّ رئيس الجمهورية قلبَه بالبيان المقتضب رداً على خطاب سعد رفيق الحريري في ذكرى اغتيال والده. إتهّم العماد الرقيب سعد بـ”فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور”، تاركاً للمستشار الأول في قصر الشعب سليم جريصاتي تلقينه الدرس المناسب. وكأننا أمام حفل حلاقة للعريس. الرئيس بلّ الذقن وجريصاتي حلَق. لم تكن المرة الأولى التي يقصف فيها جريصاتي مرابض الحريري ويدك بطريقه تحصينات المستقبل والإشتراكي ومعاقل الشيخ الجليل أنور الخليل بقذائف بلاغية من عيار 155 مليمتراً.
لكن ما يؤسف له أن بعد حلقتين، أو ثلاث من مسلسل “حب وكراهية” فقد المشاهدون متعة الإثارة والتشويق. يصرّح الحريري في القصر يعرف المشاهدون أن رد مكتب الرئاسة سيصدر. تسرّب مصادر المستقبل أجواء تردّ مصادر القصر بأجواء مناقضة تماماً. تشمّس في بيت الوسط تهطل الأمطار مزاريب في بعبدا. لم تكسر رتابة المسلسل الحكومي، سوى اللقطة الخاطفة التي يظهر فيها البطل الأسطوري متحدثاً إلى المهاتما دياب واصفاً خصمَه، معبود الجماهير، بالكذاب. هذه اللقطة أبقت المشاهدين، أسبوعاً بعد أسبوع، على أعصابهم بانتظار أمر ما يحرّك المشاعر ويقض المضاجع ويثير الرغبات، إنتظروا حتى 14 شباط حتى ضرب سعد ضربته كاشفاً عن لائحة بأسماء مرشحين للتوزير قدمها له رئيس الجمهورية شخصياً ليدرسها، ليُعلن لاحقاً، بلسان ممثلي التيار العوني أن الورقة مجرد تمرين للبيت… وهكذا خُتم الجزء الأول من المسلسل لتشتعل الأحداث من جديد، وتُسجّل في الجزء الثاني من “حب وكراهية” عودة الممثلة القديرة مي خريش إلى الواجهة بدور شجرة الدرر مع إطلالة مميزة للممثل “القهّار” روجيه عازار، وفي كواليس الإنتاج كلام على إسناد دورين رئيسين لهاغوب بقرادونيان وندى بستاني، يستعيد اللبنانيون من خلالهما تألق بطلي “فارس ونجود”.
من تابع الجزء الأول من مسلسل “حب وكراهية” على الشاشات اللبنانية، وأولى حلقات الجزء الثاني، أيقن أن البطلين وإن فرّقهما الوجد فهما متمسكان بالدستور إلى أبعد حد، وكل منهما يفسّر مواده بطريقته. وأقترح كمشاهد يوزع وقته المسائي بين “غصون” و”فريد الفقير”، و”جوليا” و”أمير” تضمين الحلقات المقبلة ما يشد الإنتباه أكثر، كإسناد دور رئيس مجمع لتشخيص مصلحة النظام، للرمز التاريخي العماد البحار إميل لحود الأكبر، على أن يكون مجلسه حكماً بين الرئاسة الأولى وبين الرئاسة الثالثة في حال نشوب أزمة دستورية بينهما وإن لم يمشِ الإقتراح القيّم في الجزء الثاني من المسلسل فليكن في الجزء الثالث…