ما يجري بطرابلس اكبر من كسر الذراع الأمني لسعد وصراع الأخوة !!؟
فقراء طرابلس ، المدينة المحرومة والمهمشة ،صفات تطلق على المدينة واهلها منذ عقود ، وواقع الحال هو كذلك كما معظم ما يعرف بالأطراف منذ ما قبل وبعد إنشاء لبنان الكبير ، لكن يبقى للشمال وطرابلس على وجه الخصوص وجه خاص بالفقر والحرمان لا خلاف عليه ..
اليوم بعد انهيار الاقتصاد اللبناني بشكل عام انعكس هذا الامر اكثر على الشمال وعاصمته، وهذا أمرا طبيعي يعتبر امتداد بديهي لسوء الحال قبل وبعد ومع استمرار الانهيار ، ما يعني ان ارضية وذريعة اَي تحرك شعبي واحتجاجي أمرا اكثر من محق ..
لكن ما حدث بالأيام الاخيرة في مدينة طرابلس يختلف بشكل واضح عن هذا الحق ألذي اريد به باطل! على الرغم من ان جميع من يشاركون بهذه الاحتجاجات هم فقراء فعليا ، لكن مسار الاحتجاج جاء مختلف عن مطالبهم من حيث يقصدون ولا يقصدون ، وفي الأيام الاولى لبدء الاحتجاجات تولت مجموعات تابعة لبهاء الحريري قيادة التحرك وقطع الطرقات والتخريب العام والخاص في المدينة وهو أمرا ليس بجديد على هذه المجموعات التي كانت تفعل ذلك سابقا بوسط العاصمة بيروت العام الماضي ، اما المستجد هو ان تحركها الحالي بدأ في طرابلس بأهداف محددة أهمها خلق حالة نفور واعتراض واضح على سعد الحريري وهذا ما ظهر من خلال تصريحات وكلام المحتجين؟ والهدف الثاني هو اخراج او حصار فرع المعلومات بالمنطقة لاعتباره الذراع الأمني الفاعل لسعد الحريري والذي كان احد اهم أسباب شعبية ونفوذ سعد بالشمال بعد ما اعتبر القوة الأمنية للسنة في لبنان خصوصا بعد مرحلة بدء الحرب في سوريا وتفجيري مسجدي التقوى والسلام بالمدينة .
لماذا فرع المعلومات لان الاعتقاد السائد عند بهاء ان هذا الفرع مع الامن الداخلي شكلوا عائق لتوغل حركته في بيروت وصيدا والبقاع لصالح سعد خصوصا بعد اشكال طريق الجديدة منذ اشهر والذي انتج تفوق وسيطرة كاملة لسعد بالمنطقة على حساب اَي خرق صغير يعطي بهاء ارضية منافسة ومؤثرة بمواجهة تيار أخيه
وعند وضوح المشهد لدى تيار المستقبل تحرك التيار بشكل سريع وتحركت ايضا قوى اخرى بطرابلس لكن كل منهم باتجاه ، بحيث نزل مناصرو المستقبل اليوم الى ساحة عبد الحميد كرامي ليس لمواجهة جماعة بهاء بل من اجل تخفيف الضغط على الامن الداخلي بعد ما اتهم التيار الأزرق بشكل مباشر الجيش بتصرف مريب بعدم تدخله الا بعد مهاجمة المحتجين للأمن الداخلي والمعلومات وسقوط ضباط وعناصر جرحى اثر استهدافهم بقنابل يدوية واحراق مراكز حراستهم ، ثانيا لحرف الأنظار بالتهجم على المستقبل على حساب الهجوم على رئيس الجمهورية والوزير باسيل
بالمقابل تحرك الثنائي ميقاتي – ريفي نحو الساحة بهدف إثبات الوجود بين صراع الأخوة مستخدمين العصب الطائفي عبر استهداف وشتم ح ز ب ال ل ه وأمينه العام وإيران والنظام السوري
بالخلاصة المبدئية حتى الان يمكن الجزم بعودة معظم التيارات والشخصيات التي كانت تقود محاور باب التبانة- جبل محسن لكن مع فارق ان هذه المحاور تتصارع مع بعضها للسيطرة على المدينة والمنطقة بظل غياب الدعم الاقليمي ومرحلة خلط اوراق المنطقة ، لتبقى الخشية الاكبر هي دخول خلايا التطرف الأصولي لتسعير هذا الصراع او للسيطرة على المنطقة خصوصا وان ارضية القهر والغضب مستعرة لدى الشباب الطرابلسي بظل الانهيار الاقتصادي والفقر والذي عادة ما يكون الحافز الاكبر. لتوغل التطرف ، وايضا عدم إغفال استهداف الأجهزة الأمنية والتباين بين جهاز وآخر وهذا اذا ما استمر سياخذ طرابلس والشمال الى سناريو كارثي سيضرب كل لبنان وتصل شرارته الى خارج الحدود بفعل ورد فعل …
عباس المعلم /كاتب سياسي