في محاولة وصفت بأنّها “الفرصة الأخيرة”، ويدعمها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، للطعن في فوز الديمقراطي، جو بايدن، أعلن 11 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأميركي أنهم سيعارضون مصادقة الكونغرس الأسبوع المقبل على نتيجة الانتخابات الرئاسية، ما يهدد بإحداث انقسام داخل حزبهم.
وتأتي المحاولة التي وصفت بأنّها “الفرصة الأخيرة” بعد فشل مساع متتالية قام بها أنصار ترامب لدى المحاكم بهدف إسقاط نتائج الانتخابات في ولايات أساسية عدة فاز فيها بايدن.
وأعلن الأعضاء الـ11 في بيان أنّه “على الكونغرس أن يسمي فوراً لجنة انتخابية، مع سلطة كاملة للتحقيق في عمليات تزوير انتخابي” يعتبرون أنّها حصلت، في موقف يتقاطع مع مزاعم يرددها ترامب منذ شهرين رافضا الإقرار بهزيمته.
وأضافت المجموعة التي يقودها سناتور تكساس تيد كروز أنّ “مزاعم التزوير والمخالفات في انتخابات 2020 تتخطى كل ما عرفناه في حياتنا”.
“تدقيق عاجل”
ورأت المجموعة أنّه على اللجنة التي يدعون إلى تشكيلها أن “تقود تدقيقاً عاجلاً خلال 10 أيام في نتائج الولايات” التي كانت فيها نتائج المرشحين متقاربة، وإلا “فسنصوت في السادس من كانون الثاني رفضاً لأصوات كبار الناخبين في الولايات المتنازع عليها”.
ويمكن عندها بحسب بيان المجموعة للولايات المعنية الدعوة إلى دورات تشريعية استثنائية مع احتمال مراجعة نتائج انتخاباتها.
ويتم انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة بالاقتراع العام غير المباشر. وصادقت الهيئة الناخبة في 14 كانون الأول على فوز بايدن بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لترامب، في حين يتطلب انتخاب الرئيس أصوات 270 من كبار الناخبين.
وبعد ذلك اعترف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بفوز بايدن ودعا الجمهوريين إلى المصادقة على النتائج.
ويلتئم مجلسا النواب والشيوخ الأربعاء لتأكيد هذه النتيجة، في إجراء يكون عادة شكلياً.
لكن الرئيس المنتهية ولايته ما زال يؤكد أنّه فاز بفارق كبير في انتخابات 3 تشرين الثاني، ودعا أنصاره إلى التجمع في واشنطن في اليوم المذكور.
ونشر ترامب على “تويتر” السبت قائمة أعضاء مجلس الشيوخ الـ11 الذين انضموا إلى السناتور عن ميزوري جوش هولي، مشيداً بمبادرتهم ومردداً أنه ضحية تزوير انتخابي قام به الديمقراطيون. وكتب “محاولة لسرقة فوز ساحق. لا يمكن أن ندعهم يقومون بذلك”.
وفي مجلس النواب ذي الغالبية الديمقراطية، يعتزم أكثر من مئة عضو جمهوري بحسب شبكة سي إن إن التصويت ضد المصادقة على فوز بايدن.
الأصوات غير كافية
لكن هذا المسعى لا يحظى بأصوات كافية ليفضي إلى نتيجة سواء في مجلس الشيوخ أو في مجلس النواب.
وأقر أعضاء مجلس الشيوخ الـ11 في بيانهم “لسنا سذجاً. نتوقع أن يصوت غالبية الديموقراطيين إن لم يكن جميعهم، وربما أكثر من بضعة جمهوريين بشكل مغاير”.
وبين الجمهوريين الذين يعارضون هذه المبادرة بات تومي السناتور عن بنسلفانيا، إحدى الولايات التي سيتم نقض نتيجتها أمام الكونغرس.
وكتب تومي على “تويتر”: “إن ميزة جوهرية وأساسية في جمهورية ديموقراطية تكمن في حق المواطنين في انتخاب قادتهم”.
ورأى أنّ “محاولة السناتورين هولي وكروز وآخرين لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 في ولايات أساسية مثل بنسلفانيا هي تقويض مباشر لهذا الحق”.
ووصف السناتور الجمهوري عن ولاية يوتا ميت رومني المعارض لترامب، مسعى زملائه بأنه “عبثي”.
وحضّ ترامب على الدوام النواب الجمهوريين على دعمه في معركته رفضا لنتائج الانتخابات الرئاسية، غير أن كل مساعيه لدى القضاء فشلت ورفضت المحاكم الواحدة تلو الأخرى النظر في الطعون.
وفي آخر صفعة، ردّ قاض فدرالي في تكساس الجمعة طعنا جديداً قدمه الجمهوري لوي غوميرت النائب عن هذه الولاية، وأكدت محكمة استئناف فدرالية هذا الحكم السبت.
وكانت شكوى غوميرت تهدف إلى الإثبات أن نائب الرئيس مايك بنس الذي سيترأس جلسة الكونغرس في 6 كانون الثاني، يمكنه بنفسه أن يعلن بطلان النتائج في بعض الولايات التي ينقضها الجمهوريون.