ديانا غسطين–موقع المردة
2385 إصابة بفيروس كورونا يوم أمس، رفعت العدد التراكمي للإصابات منذ 21 شباط 2020 حتى اليوم الى 183888 حالة.هذا الارتفاع الجنوني الناجم عن عدم وعي كبير لدى الفئة الاكبر من المواطنين قد يؤدي إذا ما استمرت الأمور على هذا المنوال الى كارثة قد تطيح بالقطاع الصحي.
وفي السياق، يشير عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث لموقع “المرده”، الى أن “ما يحصل من ارتفاع في اعداد الاصابات كان متوقعاً اولاً بسبب عدم قدرة الدولة على محاسبة المخالفين الكبار مثل اصحاب المطاعم والملاهي ذوي النفوذ، وثانياً بسبب عدم القدرة على اقناع الناس بأن كل الاجراءات والتدابير المتخذة هي من أجل سلامتهم وبالتالي عليهم الالتزام بها”. ويضيف: “مشهد التفلّت الذي رأيناه في فترة الاعياد، والذي كان مألوفاً بعد كل اغلاق قسري، هو الدليل القاطع على أننا وصلنا الى مرحلة قد ترتفع فيها نسبة الإصابات كثيراً مما سيشكّل خطراً على حياة المواطنين ويزيد الضغط على القطاع الصحي لا سيما وأن المستشفيات باتت شبه ممتلئة”.
وحول ما إذا كان الاقفال العام سيجدي نفعاً بعد الاعياد، يلفت البزري الى أن “الإقفال العام هو اجراء مؤقت لأخذ نفس”.
ويتابع في حديثه مع موقع “المرده” “أنه وعلى الرغم من تأثير الاقفال العام الإيجابي على القطاع الصحي، فإن له تأثيرات أخرى قد تنعكس سلباً على الوضع الاقتصادي في البلد”.
ويرى البزري أنه “في مرحلة معينة على الوقاية أن تغلب. ولكن بما أن الإجراءات الوقائية لم تنفع فلا حلّ امامنا سوى اللقاح الذي من المفترض أن يصل الى لبنان في شهر شباط المقبل، إلا أن توزيعه لن ينتهي قبل منتصف السنة”.
ويؤكد أنه “الى حين الانتهاء من توزيع اللقاح، فإننا سنكون في مرحلة دقيقة وامام خيارين لا ثالث لهما. فإمّا الابقاء على التسيب الموجود وبالتالي تحمّل آثاره الفادحة، وإمّا الذهاب الى إجراءات متشددة مثل الاغلاق بغض النظر عن كل ما يمكن أن يرافقه من آثار سلبية”.
وحول توزيع اللقاح ومجّانيّته، أكّد البزري أن “اللجنة العلمية وضعت تراتبية معينة للتوزيع والدولة ستمشي بها. وبالتالي، سيتلقى اللقاح اولاً القطاع الصحي لا سيما العاملين في الخطوط الامامية، يليهم المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، ومن ثمّ سيتم تلقيح العاملين في المهن الاساسية وصولاً الى اوسع شريحة من المواطنين”.
“اللقاحات ستصل على دفعات، وسيتمّ توزيعها حسب الاولوية” يتابع البزري مؤكداً ان “شركة “فايزر”كانت الأسرع بإنتاج اللقاح المضاد لفيروس “كورونا”، وهي الأكثر قدرة على إعطاء اللقاحات لدول العالم. إلا أننا ايضاً بصدد الحصول على لقاح “استرازينيكا” والذي قد يغيّر المعادلة إن لجهة سهولة استعماله او ثمنه فهو ارخص من لقاحي “فايزر” و”موديرنا” وحتى لجهة المعلومات الواضحة والشفافة التي تؤمنها الشركة المنتجة للقاح، كما أن لقاح “استرازينيكا” يمكن تخزينه لمدة ستة اشهر فيما لا تتوفر هذه الخاصيّة لدى اللقاحين الآخرين”.
وحول مجّانية اللقاح، يلفت عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا الى أن “اللقاح مجاني لا سيما وان الدولة قد دفعت ثمنه أما عبر خزينتها او عبر القرض الذي حصلت عليه من البنك الدولي”.
يبقى أنه الى أن يصل اللقاح المنتظر لا بد من الاتعاظ من التجارب الاوروبية الكارثية فيما خص فيروس كورونا والتذكر بأنّ “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.