لمواجهة ما يقرب من ثلاثة أعوام من العقوبات الأميركية، تعيد قطاعات من الاقتصاد الإيراني تنظيمها في محاولة للاعتماد على الاقتصاد المحلي الضخم للبلاد، بحسب تقرير نشرته “الحرة”.
وكانت العقوبات في إطار حملة “الضغوط القصوى” التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران، عضو منظمة أوبك، مما أدت إلى تقليص إيراداتها النفطية، وعرقلت تجارتها الخارجية.
وتقول وول ستريت جورنال إن الشركات الإيرانية تعمل على إنتاج بضائع كانت إيران استوردتها منذ فترة طويلة من الخارج، بينما تقوم الشركات الأصغر النامية بالتوظيف.
ووفقا لإحصاءات الحكومة الإيرانية، نما إجمالي إيرادات الصناعة غير النفطية لإيران بنسبة 83٪ في العامين الماضيين، متجاوزا قطاع الطاقة الذي تضرر بسبب العقوبات.
وفي وقت سابق من كانون الأول، قال محافظ البنك المركزي الإيراني إن اقتصاد البلاد نما بنسبة 1.3٪ من آذار إلى منتصف أيلول، مدفوعا إلى حد كبير بالتصنيع المحلي.
وقال خبير العقوبات في المجلس الأطلسي محسن تافاكول: “حتى لو قطعت العقوبات صادرات إيران النفطية بالكامل، فإن اقتصاد البلاد يمكن أن يستمر في البقاء”.
ويمنح الاقتصاد المحلي المعزز إيران بعض المجال قبل وصول إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن التي قالت إنها سترفع بعض العقوبات وستعود إلى اتفاق 2015 الذي يحد من البرنامج النووي الإيراني، إذا استأنفت إيران الالتزام به.
وعززت البلاد من تخصيب اليورانيوم، وأقرت في وقت سابق هذا الشهر قانونا بوقف تفتيش الأمم المتحدة لمواقعها النووية. وحث وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الولايات المتحدة على الامتثال لالتزاماتها السابقة، بموجب الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في 2018، قبل إجراء أي مفاوضات بشأن العودة إليه.
ونأت أغلب الدول والشركات بنفسها عن طهران بسبب الخوف من أن تتعرض هي نفسها للعقوبات بسبب التعامل مع النظام. ومع ذلك، تتكيف بعض قطاعات الاقتصاد الإيراني مع الانقطاع عن التجارة الدولية.
على سبيل المثال، بعد أن دفعت العقوبات الأميركية شركة مستحضرات التجميل الفرنسية لوريال عام 2018 للتخلي عن محادثات الاستحواذ مع “زارسيما نامي راسا”، أطلقت الشركة الإيرانية مجموعة منتجاتها الخاصة التي حلت منذ ذلك الحين محل لوريال في العديد من صالونات تصفيف الشعر في طهران.
كما استفادت شركة باكشوما الإيرانية لتصنيع الأجهزة المنزلية من رحيل أكبر المنافسين من كوريا الجنوبية -إل جي إلكترونيكس وسامسونغ- وطورت أول غسالة أطباق محلية الصنع، تسمى جوزفين، على اسم المخترعة الأميركية للماكينة جوزفين كوكرين.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن مبيعات باكشوما من غسالات الصحون والغسالات ارتفعت بنسبة 40٪ و55٪ خلال العامين الماضيين، مما سمح للشركة بتوظيف 600 عامل، وفقا لمهرداد نيكزاد، مدير التسويق لديها.