يعيش الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة اضطراب ما بعد صدمة هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام جوزيف بايدن. لا شيء يشغل باله فيما تبقى من أيام ولايته سوى صناعة الألغام المناسبة لعرقلة دخول خصمه البيت الأبيض بسلام، حتى وإن كان ذلك يعني محاولة زعزعة الحد الأدنى من الاستقرار المتبقي في عالم مهتز أصلا.
قبل أيام فقط غرّد الرئيس الأميركي محملاً إيران مسؤولية الهجوم على محيط السفارة الأميركية في العراق، كتب على تويتر فوق صورة لثلاثة صواريخ: “سفارتنا في بغداد تعرضت الأحد لعدة صواريخ (…)احزروا من أين جاءت؟ من إيران”.
وتابع “الآن نسمع حديثا عن هجمات أخرى ضد أميركيين في العراق (…) نصيحة ودّيّة لإيران: إذا قُتل أميركي واحد فسأحمّل إيران المسؤولية، فكّروا في الأمر جيدا”.
بعد ساعات من الهجوم، اجتمع في البيت الأبيض كل من وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريس ميلر، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبيرت أوبراين، لتجهيز مجموعة من الخيارات لترامب حسبما نقل مسؤول أميركي لرويتر. المسؤول الذي لم يكشف عن هويته أضاف أن كل الخيارات التي على الطاولة مصممة بشكل لا يؤدي إلى تصعيد وتؤمن في الوقت نفسه الردع من وقوع هجمات أخرى.
في المقابل كانت طهران تعلن عن زيارة قام بها قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل قاآني إلى بغداد للقاء المسؤولين وإبلاغهم بشكل واضح أن إيران لا علاقة لها بالهجوم الأخير على السفارة الأميركية، وهو ما ظهر وكأنه سحب للذرائع وتأكيد على ما جرى تسريبه من زيارة قاآني السابقة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر إلى العاصمة العراقية وتأكيده على استمرار الهدنة.
اللافت هنا أن القائد العسكري الإيراني بدا وكأنه يرتدي بذة دبلوماسية، فيما ظهر رأس الدبلوماسية الإيرانية، محمد جواد ظريف، وكأنه في المقابل يرتدي اللباس العسكري بتوجيهه تحذيرا واضحا للرئيس ترامب من خلال حسابه على تويتر حيث كتب “هذه المرة النتائج ستكون أسوأ (…) ترامب سيكون مسؤولا عن تبعات أية مغامرة يقدم عيها في الأيام الأخيرة من ولايته.”