الحدث

فريق الحُكم “ينكث بالوعود” وبكركي غاضبة.. هل يواصل الراعي مساعيه؟

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تحت عنوان “فريق الحُكم “ينكث بالوعود” وبكركي الغاضبة ستواصل مساعيها.. والخطر الصحي عودٌ على بدء”: حاول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن يمنح لبنان فرصة لقيام حكومة وبدء مسار مختلف، لكن ظنّه خاب بفعل مهنة التدمير التي يحترفها فريق الحكم. حاول البطريرك الماروني بشارة الراعي فعاد الى بكركي بلا عيدية الحكومة، والسبب اختلاق الشروط والشروط المضادة من قبل المولجين أمر الحُكم. وجّه البابا فرنسيس رسالة لاذعة، لكن للأسف فأهل الحكم لا يسمعون. هم لم يسمعوا بعد مرور سنة صوت الناس الذي صدح في كل لبنان، ولم يسمعوا صوت بكاء الامهات الثكلى بعد انفجار المرفأ ولا عويل الذين فقدوا أحبتهم أو بيوتهم او أرزاقهم وومتلكاتهم. ولكي لا يسمعوا المزيد كان غيابهم عن القداس التقليدي الذي تقيمه البطريركية المارونية سنوياً بمناسبة عيد الميلاد، وكانت ذريعة تبرير الغياب كورونا. لكن عظة البطريرك فضحت سبب التغيب.

الراعي كان صريحاً في وضع الاصبع على الجرح مكررا أكثر من مرة “توقّعنا فتفاجأنا”، قاصداً بالطبع مَن تشاور معهم قبل أيام محاولاً فك أسر الحكومة، وإذ بهم يفاجئونه بغير ما وعدوا به، ورهنوا لبنان بالصراعات الخارجية والمصالح الشخصية.

في هذا السياق، رفضت أوساط بعبدا في حديث جريدة “الأنباء” الالكترونية ربط عدم حضور الرئيس ميشال عون قداس بكركي كما جرت العادة بالموضوع الحكومي، وقالت انه كان لأسباب صحية كما جاء في بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، ولم يكن هناك أية خلفية سياسية على الاطلاق “لأن علاقة عون ببكركي وبالتحديد مع البطريرك الراعي هي على أفضل ما يرام ولا يجوز اعطاؤها أبعادا مغايرة لذلك”.

وعن الانتقادات التي وجهها الراعي للرئيسين عون وسعد الحريري بسبب التأخير في تشكيل الحكومة، اعتبرت اوساط بعبدا أن “من حق الراعي ان يعبّر عن رأيه، خاصة بعد المساعي التي قام بها بهذا الصدد، لكن الأمور على ما يبدو لم تنضج بعد، والراعي وعد باستئناف مساعيه علّها تتكلل بالنجاح في المرة المقبلة”.

مصادر بكركي أشارت في المقابل عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أنه “برغم الانتقادات اللاذعة التي وجهها البطريرك الراعي ضد القوى السياسية التي اتهمها بالتقصير، فإن بكركي لن توقف مساعيها من أجل تحريك الملف الحكومي لأن وضع البلد أصبح على شفير الانهيار وتشكيل الحكومة هو حاجة ملحّة، ومصلحة الشعب أهم من أي اعتبار”.

مصادر بكركي دعت كل القوى السياسية الى “التنازل والتخلي عن شروطها لمصلحة لبنان، فما النفع اذا تحسنت الشروط الخاصة وانهار البلد؟”، متوقعة ان “يُجري الراعي سلسلة لقاءات بعد الأعياد من أجل تدوير الزوايا وتأمين ولادة سليمة للحكومة التي طال انتظارها”
. عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش أشار من جهته في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى “فشل كبير على مستوى السياسية اللبنانية”، معتبرا ان “صيغة المحاصصة المعتمدة منذ سنوات عدة هي التي أوصلتنا الى ما نحن عليه من فشل في كل شيء”. ورأى ان “عدم خروج البلد بتشكيلة حكومية هو دليل على فشل التركيبة السياسية، ولهذا السبب أتت انتقادات الراعي وغيره من المراجع”، محمّلا مسؤولية التعطيل الى “أكثر من جهة سياسية”، وإلى “المحاصصة في الآليات المعتمدة في طريقة تشكيل الحكومات”.

النائب السابق فارس سعيد اعتبر بدوره في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية ان “التأخير في تشكيل الحكومة مردّه الى أسباب لها علاقة بالمفاوضات الأميركية الإيرانية”، معتبرا ان “الأسباب الداخلية المقدمة غير مقنعة ولا أحد يريد مواجهة هذا الواقع، وكذلك لا أحد يريد مواجهة حزب الله وستبقى الأوضاع كما هي”.

وأشار سعيد الى أن “الحل سيأتي من الخارج وليس بالضرورة ان يكون لمصلحة لبنان واللبنانيين”، قائلا: “هناك من يتحدث عن مؤتمر تأسيسي، واليوم هناك كلام عن وصاية دولية وهذه الحلول تنقل لبنان من الجمهورية الثانية الى جمهورية مجهولة المصير”، داعيا المسيحيين ان “يعيدوا النظر ويراجعوا تجربتهم من العام 2005 حتى اليوم، وخاصة منذ العام 2016 ولغاية الآن، وأن يقوموا بمراجعة هادئة من أجل العودة الى الدستور والى وثيقة الوفاق الوطني والشرعية الدولية، فكل الذين تسلّموا زمام الأمور بعد العام 2005 عليهم اعادة النظر في مواقفهم”.

عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي شدد من ناحيته في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية على ان “الوضع العام في لبنان بشكل عام لم يعد يطاق”، سائلا: “ماذا سيحصل للطبقات الفقيرة عندما يتوقف الدعم عن السلع الأساسية، وفي حال أصبح سعر صفيحة البنزين 50 ألف ليرة، فماذا سيحل بهذا الشعب؟”، متوقعا كارثة كبيرة في حال لم تتشكل الحكومة بأسرع وقت.

وإلى الشق السياسي والاقتصادي، يزداد الخطر الصحي مع عودة التفلت كن كل إجراءات الوقاية من وباء كورونا وهو ما قد يؤدي الى تداعيات كارثية. وتحدث عراجي بصفته رئيس لجنة الصحة النيابية عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، قائلا: “لغاية الان كل المعلومات والمصادر العالمية تشير إلى ان هذه الطفرة الجديدة لكورونا سريعة الانتشار، بمعنى اذا كان كورونا ينقل العدوى الى شخصين فإن السلالة الجديدة تنقل العدوى الى 5 أشخاص”، مضيفا “ما يمكن قوله انه وباء سريع الانتشار”.

وبما يتعلق بوقف الرحلات الى بريطانيا، اشار عراجي الى انه تحدث مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بهذا الصدد، وكان رأيه ايقاف الرحلات الى بريطانيا لفترة أسبوع لكن وزير الصحة لا يحق له تبني القرار إنما يصدر توصية بالموضوع، وعندما طُرح الأمر على اللجنة الوزارية رُفض الاقتراح.

وقال عراجي: “كان من المفترض ايقاف الرحلات الى لندن لمدة أسبوع واحد على الأقل لنرى ماذا سينتج من ارتدادات”، كاشفا ان وزير الصحة كان مع هذا الرأي، مؤكدا أنه وحسن سيعاودان الضغط على اللجنة الوزارية من أجل وقف الرحلات من وإلى لندن.
المصدر: “الأنباء” الإلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى