مع فوضى الوباء هذا العام، من السهل أن ننسى أن هناك أي شيء آخر يدعو للقلق بخلاف “كوفيد-19″، وهو موسم البرد والإنفلونزا.
وتحمل الفيروسات الثلاثة أعراضا متشابهة، وهي السعال والعطس والاحتقان وضغط الجيوب الأنفية (مع انسداد أو سيلان الأنف) والصداع والتعب العام، وأوجاع وآلام والحمى في حالات الإنفلونزا.
وتتواجد هذه الفيروسات (نزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19) في مجموعة من الحالات تتراوح من الزكام الخفيف إلى الحاجة إلى جهاز تنفس في وحدة العناية المركزة. وهناك عدد من العوامل التي تحدد ما إذا كنت ستمرض أم لا، وكذلك مدى المرض الذي قد تصاب به، وأحد هذه العوامل، التي غالبا ما نتغاضى عنها، هو حالة نظام المناعة لدينا.
ويمكن لأي من فيروسات الشتاء شديدة العدوى أن تعطل حياتنا اليومية بشكل كبير، لذلك من الضروري التفكير في المستقبل. ولا يقتصر علاج العدوى الفيروسية على تخفيف الأعراض فحسب، بل يتعلق أيضا بموازنة نظام المناعة حتى نتمكن من الشفاء بسرعة وكفاءة، ويمكن أن تساعد العلاجات الطبيعية.
-منع السعال:
العسل هو البديل الطبيعي المثالي لعقار ديكستروميتورفان، وهو العنصر النشط في معظم أدوية السعال المتاحة دون وصفة طبية. ووجدت دراسة أجريت عام 2018 في نيجيريا أن العسل من المحتمل أن يكون فعالا في تهدئة السعال عند الأطفال مثل ديكستروميثورفان.
ويعمل العسل على تلطيف الجزء الخلفي من الحلق لفترة أطول من شراب السعال الاصطناعي، بفضل “آثاره المضادة للأكسدة والفيروسات الراسخة”.
وتوضح الصيدلانية ماريا جيل فلوريس: “يحتوي العسل على العديد من مضادات الأكسدة المهمة التي قد تساعد في حماية الجسم من تلف الخلايا، وغالبا ما يتم الإشادة بخصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات”.
وتم استخدام العسل كدواء منذ آلاف السنين، ولكن تأكد من مراجعة طبيبك إذا كنت تخطط لاستخدام هذا بكميات كبيرة ولفترات طويلة من الزمن. كما لا ينبغي إعطاؤه للأطفال بعمر 12 شهرا أو أقل (فقد يحتوي على بكتيريا تسمى المطثية التي تسبب التسمم السُّجقي عند الرضع).
-تخفيف الجيوب الأنفية:
إذا أصبت بنزلة برد أو الإنفلونزا، فمن المحتمل أن تتذكر الاحتقان المزعج وعدم القدرة على التنفس من أنفك.
ولحسن الحظ، هناك حل بسيط للغاية، وهو غسل الجيوب الأنفية. وأوضح الخبراء أن “علاج أمراض الحساسية والجيوب الأنفية بالمياه المالحة قد نشأ من الهند القديمة. وكان يعتقد أن ري الممرات الأنفية بالمياه المالحة يمكن أن يساعد في إزالة المخاط وتقليل الالتهاب المزمن”.
وعلى الرغم من أنه علاج قديم للاحتقان والتهاب الأنف وغيرها من المشاكل المتعلقة بالجيوب الأنفية، فإن “الغسل الأنفي يفعل بالضبط ما يعد به” ويوفر راحة أكبر.
ووجدت مراجعة دراسة أجريت عام 2018 خارج المملكة المتحدة أن الغسل الأنفي بالمحلول الملحي يمكن أن يساعد في تقليل الاحتقان للأشخاص المصابين بالتهاب الأنف التحسسي.
-تخفيف التهاب الحلق:
يقول الخبراء إن “الزنك عنصر غذائي أساسي يمكن أن يساعد في دعم جهاز المناعة في الجسم، ونعلم أن تناوله كمكمل غذائي، عند المرض، يمكن أن يقلل بشكل طفيف من مدة المرض. والزنك قد يمنع تكاثر وإيواء الفيروس في الأغشية المخاطية”.
وأضافوا أن هناك أيضا نظرية متطورة مفادها أن الزنك قد يساعد في الحد من درجة الاستجابة الالتهابية لجسم المريض للعدوى. ويمكن أن يتسبب الالتهاب في الشعور بالألم والإرهاق وبعض الأعراض الأخرى التي تختلف حسب الظروف. وقد يعني الحد من الالتهاب تقليل الأوجاع والآلام والمزيد من الطاقة.
وعلى الرغم من أن الأدلة العلمية والسريرية حول الزنك مختلطة، لكن الدراسات التي أجريت على مستحلبات الزنك، على وجه الخصوص، أظهرت إمكانية واعدة لعلاج نزلات البرد (سواء لتقصير مدة الأعراض أو تخفيف أعراض البلعوم).
وبشكل عام، يحتاج البالغون من 8 إلى 11 مغ للحصول على صحة مثالية. وتنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) على أن “الزنك يعزز وظائف المناعة ويساعد الناس على مقاومة الأمراض المعدية”.
والحد الأعلى للجرعة (حاليا) هو 40 مغ للبالغين. ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الزنك إلى القيء والإسهال والصداع، لذا يجب الانتباه إلى الكمية التي يتطلبها الجسم واستشارة الطبيب قبل استخدامها عند المرض.
-تخفيف الأعراض المتعددة:
تم استخدام شاي الزنجبيل لعدة قرون، وذلك لسبب وجيه، حيث أنه يعد مسكنا لذيذا ومتعدد الأعراض وله آثار جانبية قليلة في العادة.
وهذا العلاج المنزلي القديم يحتل مكانة عالية في قائمة العلاجات الطبيعية التي يجب استخدامها. وأوضح الخبراء أن الشاي الأخضر والأسود ليس لهما نفس الخصائص ولا التأثيرات التي يملكها شاي الزنجبيل، وأشاروا إلى أنه يمكن أن يساعد في إزالة البلغم في الجيوب الأنفية والرئتين.
ووجدت دراسة أجريت عام 2013 من باحثين تايوانيين أن الزنجبيل الطازج (ولكن غير المجفف)، فعال في علاج أمراض الجهاز التنفسي، “وفي حالات معينة، تحتوي الأعشاب الطازجة على مركبات معينة سليمة أكثر من الأعشاب المجففة، وقد يكون هذا أحد العوامل العديدة التي تساهم في التأثيرات المتغيرة للزنجبيل الطازج مقابل الزنجبيل المجفف. وبالنسبة لشاي الزنجبيل، فإن الزنجبيل الطازج أكثر فائدة في التهابات الجهاز التنفسي العلوي والإنفلونزا، ومع ذلك، بالنسبة للغثيان، فإن هناك أبحاثا تدعم استخدام الزنجبيل الجاف”.
المصدر: بزنس إنسايدر