رجال اليمن يقلبون معادلات القوة.. القوة البحرية اليمنية في أوجها
تظهر تصريحات محمد علي الحوثي هذه تنامي قدرة البحرية اليمنية خلال سنوات الحرب مع التحالف السعودي. کما تتضح أهمية كفاءة وقدرة البحرية اليمنية عندما نعلم أن الجبهة البحرية اليمنية، على بعد ألفين وخمسمئة كيلومتر، تطل على خليج عدن وبحر العرب جنوباً، وعلى البحر الأحمر غرباً.
وفي الواقع، تقع قوة اليمن البحرية بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، ما أعطى هذا البلد أهميةً استراتيجيةً خاصةً.
ولا تقتصر أهمية اليمن بسبب مضيق باب المندب فحسب، ولكن أيضاً بسبب قربه من القرن الإفريقي، وشواطئه الطويلة في البحر الأحمر وبحر العرب، وما يترتب على ذلك من وجود موانئ مهمة مثل عدن والحديدة.
إن البحرية اليمنية استطاعت أن تلعب دورها کقوة رادعة خلال سنوات الأزمة اليمنية، بعد السيطرة علی ميناء “الحديدة” والإشراف على مضيق “باب المندب” على طول بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، حيث نقطة عبور ملايين براميل النفط يومياً، ومرور السفن التجارية إلى قناة السويس والمصفاة السعودية في “ينبع”، ثم دخول الناقلات والسفن التجارية إلى المياه الحرة نحو دول مثل الصين وأوروبا.
ونظراً لأهمية قوة البحرية اليمنية، ينبغي أن نلقي نظرةً على قدرات وأهم عمليات هذه القوة، خلال أكثر من خمس سنوات من الأزمة اليمنية.
قدرات البحرية اليمنية
مهمة البحرية اليمنية هي حماية سواحل البلاد على طول البحر الأحمر وبحر العرب، وتتكون من قيادة البحرية وخفر السواحل والوحدات البحرية العائمة ووحدات خفر السواحل ووحدات المشاة البحرية.
وفي 5 أكتوبر 2015، أظهر فريق من الخبراء البحريين من الجيش واللجان الشعبية اليمنية جزءاً من تكتيكاتهم القتالية، بينما حذرت البحرية اليمنية دول التحالف السعودي من التسلل إلى المياه الإقليمية.
وفي هذا الصدد، أعلنت أنصار الله في تشرين الثاني 2017، أن لديها أيضاً سلسلة من الصواريخ البحرية المحلية التي تسمى “المندب 1”.
وإضافة إلى القدرات المذكورة أعلاه، أظهرت البحرية اليمنية الكفاءة والردع في استخدام الطائرات دون طيار والقوارب السريعة والطائرات الانتحارية دون طيار، وتصميم وبناء واستخدام ألغام بحرية يمنية بنسبة 100 بالمئة، القادرة على مواجهة السفن الحربية للتحالف السعودي، وهو ما يظهر كفاءة وردع هذه القوى.
أهم عمليات البحرية اليمنية
كانت سفينة النقل عالية السرعة HSV-2 Swift، التي تم بناؤها في الأصل للبحرية الأمريكية وتم تأجيرها لاحقاً إلى الإمارات، واحدة من أولى الضحايا في المعركة البحرية عام 2016 في اليمن، ومع تدمير البحرية اليمنية لهذه السفينة، بدأت الحرب البحرية في أزمة هذا البلد رسمياً.
وفي شتاء 2017، أعطت العمليات البحرية اليمنية بالسفن الانتحارية شكلاً جديداً للمعارك البحرية، ويعدّ تدمير سفينة “المدينة” المتقدمة التي شاركت في قصف المناطق السكنية اليمنية بطائرات مسيرة يمنية، نقطة تحول في الحروب البحرية بين التحالف السعودي واليمن.
وقد تكررت طريقة الحرب هذه فيما بعد، في الهجوم على منصات النفط السعودية في ميناء “المخا” الذي تحتله القوات الإماراتية، ومن أكثر الأساليب فعاليةً للبحرية اليمنية في إرساء سياسات الردع في البحر، هي عملية التلغيم البحري والتي تتم باستخدام ألغام “مرصاد” البحرية.
منذ عام 2016، برزت البحرية اليمنية كواحدة من أهم القوى وأكثرها تأثيراً في الحرب المفروضة على الشعب اليمني، وقد استطاعت هذه القوة أن تلعب دوراً خاصاً في تغيير التكتيكات العسكرية لأنصار الله في الظروف الصعبة، والحصار الذي يعيشه الشعب اليمني من خلال عملياتها الدفاعية والهجومية.
کما أن استخدام المعدات الحديثة التي صنعها المتخصصون في وزارة الدفاع، إلى جانب التخطيط المناسب والمحسوب لعمليات بحرية جديدة، يمكن أن يحوِّل التوازن لمصلحة قوات أنصار الله الشعبية.
بالنظر إلى أهمية مضيق باب المندب والبحر الأحمر، يمكن لأنصار الله تعزيز القوات البحرية لإنهاء الأزمة في الاتجاه المطلوب واستخدام قوة ردع مهمة. لكن الأمر المهم للغاية هو عدم استخدام هذه الإجراءات كذريعة للوجود المباشر لقوى عابرة للإقليم في المنطقة.