الوقت – نقف الآن على أعتاب الذكرى الأولى لاستشهاد الحاج قاسم سليماني. الشخص الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى شعوب المنطقة حتى بعد استشهاده. يعد دور الشهيد سليماني في دعم محور المقاومة في جميع أنحاء المنطقة وإلحاق الهزيمة النهائية بداعش من العوامل المهمة في شعبيته.
وفي هذا الصدد، تحدث العميد المتقاعد أمين حطيط الخبير الاستراتيجي اللبناني ومحلل الشؤون العسكرية والاستراتيجية. حيث أكد أن الشهيد قاسم سليماني وضع تفعيل مشروع المقاومة بجدية نصب عينيه قبل عام 2010. ولعب دوراً مهماً في دعم المقاومة في جنوب لبنان.
وأضاف، لقد توجه الجنرال سليماني إلى العراق في وقت مبكر جدا للدفاع عن هذا البلد. هناك، سعى لبناء هيكلية وقدرة العراق الدفاعية من الصفر. لعب الشهيد سليماني دورا أساسياً لا يمكن إنكاره في تشكيل قوات “الحشد الشعبي” العراقية.
وفيما يلي نص الحوار مع العميد أمين حطيط:
كما تعلمون نحن حالياً على أعتاب الذكرى الأولى لاستشهاد الحاج قاسم سليماني. ما هو تقييمك للدور الذي لعبه هذا القائد العسكري في دعم المقاومة في سوريا ولبنان؟
كان دور القائد الشهيد “قاسم سليماني” في منطقة غرب آسيا بشكل عام وفي سوريا وفلسطين بشكل خاص ، في الواقع تجسيداً لأحد أهم مبادئ وقيم الثورة الإسلامية الإيرانية. فلطالما استندت مبادئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
لذلك وضع الشهيد قاسم سليماني بجدية تفعيل مشروع المقاومة على جدول أعماله قبل عام 2010. حيث لعب دوراً مهماً في دعم المقاومة في جنوب لبنان. كان دور الشهيد سليماني بارزاً في لبنان ، وتحول الى شريك رئيس في تحقيق النصر على الكيان الصهيوني وخاصة في عام 2006. كما لعب دورا بارزاً ومميزا في سوريا وتمكن من توحيد فصائل المقاومة في هذا البلد في المعركة ضد الإرهاب.
خلال حرب تموز، لعب الجنرال سليماني دورا فاعلاً ومهماً. برأيك ما مدى فاعلية دور الشهيد سليماني في إلحاق الهزيمة الكبيرة بالكيان الصهيوني في حرب تموز؟
دور الشهيد سليماني في الانتصار الكبير في حرب تموز واضح تماماً. حيث يمكن تلخيص دعم الشهيد سليماني للمقاومة في لبنان خلال حرب تموز في ثلاثة محاور. المحور الأول هو الدعم المعنوي والنفسي. المحور الثاني كان المشاركة الوثيقة في عمليات التخطيط وتوجيه وإدارة العمليات. كان دائمًا في الميدان خلال حرب تموز وكان يتنقل باستمرار من ساحة المعركة إلى المقر الرئيس والعكس.
المحور الثالث هو أن الجنرال سليماني كان في الواقع حلقة الوصل بين المقاومة في لبنان وعمقها الاستراتيجي في سوريا وإيران. وعبرها كان يتخذ خطوات لتوفير السلاح اللازم لرجال المقاومة في لبنان.
في ديسمبر 2017 أعلن الجنرال سليماني رسميًا الهزيمة النهائية لإرهابيي داعش التكفيريين. ما هو تقييمك لدوره في هزيمة داعش، وكذلك الإجراءات التي اتخذها لحماية وحدة أراضي العراق؟
من خطط للاعتداء على العراق فوجىء بالدور الكبير والبارز للجنرال سليماني في هذا البلد. حيث توجه الجنرال سليماني إلى العراق في وقت مبكر جدا للدفاع عن هذا البلد. هناك، سعى لبناء هيكلية وقدرة العراق الدفاعية من الصفر. لعب الشهيد سليماني دورا أساسياً لا يمكن إنكاره في تشكيل قوات “الحشد الشعبي” العراقية.
لا شك في أن هناك ثلاثة عوامل أساسية ورئيسة في تشكيل قوات الحشد الشعبي. العامل الأول كان الفتوى الخاصة بالجهاد الكفائي التي اصدرها آية الله السيستاني. العامل الثاني هو أن مجاهدي العراق استجابوا لفتوى المرجعية ، أما العامل الثالث والأهم فهو وجود القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني في ساحة المعركة في العراق. كان مصمماً ومنفذاً وقائد العمليات العسكرية في العراق. لذلك لا يمكن الحديث عن محاربة داعش في العراق والحفاظ على سيادة هذا البلد دون ذكر ما قام به الشهيد سليماني.
يتحدث الجميع عن حقيقة أن الجنرال سليماني على الرغم من موقعه العسكري ورتبته ، كان حاضرا دائمًا في ساحة المعركة شخصيًا. ما رأيك في هذا؟
الحقيقة أن الجنرال سليماني كان شخصاً شجاعاً للغاية. كان دائماً حاضراً في مناطق النزاع الخطرة على الخطوط الأمامية في ساحة المعركة. شهدنا وجود الجنرال سليماني في المناطق التي دارت فيها معظم الاشتباكات. أينما كان هناك حاجة إلى وجود الجنرال سليماني ، كان يحضر . في الواقع ، كانت الشجاعة إحدى السمات البارزة للشهيد سليماني. السمة التي لم تفارقه أبدا.
حصل الجنرال سليماني على مكانة خاصة بين شعوب المنطقة بسبب منجزاته في المنطقة لسنوات عديدة. مكانة لم يفقدها اليوم حتى بعد عام على استشهاده. ما الأسباب والعوامل التي جعلت الشهيد سليماني يكتسب هذه الشعبية على المستوى الإقليمي والدولي؟
بطبيعة الحال، إن الشعب الداعم للمقاومة ويسعى إلى حريته واستقلاله يحب شخصاً مثل الشهيد سليماني، لأنه يرى فيه صفات مميزة. تميز الشهيد سليماني بالعديد من الميزات البارزة ، وهنا نذكر 3 من أهم الميزات. أول ما يميزه هو إرادته وروح التضحية والاستشهاد.
السمة الثانية للشهيد قاسم سليماني تواضعه. وفي الوقت نفسه، كان شعبياً وكان يظهر الحب للناس دائماً. السمة الثالثة هي أن الشهيد سليماني أصر بشدة على تنفيذ مهمته على اكمل وجه تؤدي في النهاية إلى النصر.
كانت السياسة الخارجية السعودية طوال السنوات الماضية تعتمد على دعم الجماعات الإرهابية في أجزاء مختلفة من المنطقة، وتعزيز الأيديولوجية الوهابية في الساحة الدولية. برأيك إلى أي مدى استطاع الجنرال سليماني أن يكسر المعادلات السعودية في دعم الإرهاب والفكر الوهابي؟
كان الشهيد قاسم سليماني رجل مختلف الجبهات وكان له هدف رئيس وهو دعم قضية الأمة أي قضية فلسطين. كان قائداً لفيلق القدس. قوة هدفها الأساسي تحرير القدس وفلسطين. كان الشهيد سليماني يواجه كل عقبة في طريق تحرير القدس وفلسطين وبذل قصارى جهده لإزالة هذه العقبة.
إن السعوديين وبالتعاون مع أعداء الأمة الإسلامية ودعم الإرهاب ، دأبوا على اتخاذ خطوات لتأجيل تحرير القدس. لذلك تمكن الشهيد سليماني بشكل جيد من مواجهة سلوكيات السعودية الرامية لتأخير تحرير فلسطين وواجه دورها المخرب.