نار تحت الرماد في طرابلس .. لا لكسر العرف في قاديشا…
غسان ريفي-سفير الشمال
تسود حالة من الترقب في مدينة طرابلس تجاه ما ستؤول اليه الامور في شركة كهرباء قاديشا على صعيد انتخاب مجلس ادارة جديد لها، في ظل محاولة التيار الوطني الحر كسر العرف السائد بمنح منصب (نائب الرئيس – امين السر) والذي يتولى الاشراف على ادارة قاديشا الى احد المحسوبين عليه هو كريم سابا من قضاء الكورة بعدما كان يشغل هذا المنصب سامر دوغان (سني من بيروت) حيث ترتفع الاصوات مطالبة بتسمية العضو السني في مجلس الادارة طارق عبدالله حفاظا على العرف ولكسر الهيمنة التي يفرضها التيار البرتقالي وما ينتج عنها من تجاوزات ومخالفات من دون حسيب او رقيب.
لم يعد خافيا على احد ان طرابلس تغلي غضبا على ما يقوم به التيار الوطني الحر في قاديشا على صعيد التعيينات والترفيع والاستنسابية في التعاطي مع الموظفين بحسب انتماءاتهم الطائفية والسياسية.
وقد جاء تكليف رئيس المصلحة الادارية ماريو شديد بادارة الشركة بدلا من المدير عبدالرحمن مواس الذي غادر لبنان في اجازة حاصة ليزيد الطين بلة، خصوصا ان شديد لديه ملف قضائي بتهمة الفساد، وهو ليس مهندسا ولا يمكن في شركة فنية – تقنية الا ان يديرها مهندس، كما لا يجوز ان يترأس على مهندسين شخص غير مهندس الامر الذي قد يثير حفيظة نقابة المهندسين في طرابلس التي من المفترض ان تتدخل اعتراضا.
والانكى من ذلك، هو ان شديد سارع الى اصدار مذكرة توسيع صلاحيات وذلك في تصرف استفزازي من شأنه ان يضاعف من النقمة التي باتت عارمة تجاه ما يحصل من استباحة سياسية غير مسبوقة لقاديشا.
لم ينته الامر عند هذا الحد، بل وصل الى الاتجاه نحو كسر العرف في مجلس الادارة وترجمت بمحاولة مصادرة منصب (نائب الرئيس – امين السر) لاحد المحسوبين على التيار البرتقالي للاشراف على قاديشا، لتكتمل بذلك دائرة الهيمنة، الامر الذي واجه تدخلات سياسية ومعارضة شديدة ادت الى فرط عقد الجمعية العمومية التي عقدت يوم الخميس الفائت في كهرباء لبنان وكانت مخصصة لانتخاب مجلس ادارة قاديشا، في حين كان من المفترض ان تعقد الجمعية في قاديشا طالما ان الانتخابات هي لمجلس ادارتها.
بناء على ذلك، تتكثف الاتصالات من اجل سحب فتيل الفتنة التي قد يتسبب بها اي قرار لا يحترم العرف السائد بتسمية طارق عبدالله لمنصب نائب الرئيس – امين السر، في وقت يحاول فيه البعض التذاكي والالتفاف بطرح تسوية خبيثة تقضي بتسمية طارق عبدالله نائبا للرئيس وكريم سابا لامانة السر، وهو امر يرفضه ابناء طرابلس والمعنيون بالشركة جملة وتفصيلا خصوصا ان منصب نائب الرئيس لا مهام له وهو لزوم ما لا يلزم من دون امانة السر.
تقول مصادر مطلعة على اجواء قاديشا ان النار تحت الرماد وان اية تجاوزات جديدة قد تحصل ستؤدي الى ما لا يحمد عقباه وصولا الى التظاهر والاعتصام والغضب واقفال الشركة وتعطيلها.