توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 قد يكون أخطر بكثير مما كنا نتوقع على فئة الشباب، وأن الشباب في أميركا يموتون حاليا بمعدلات تاريخية.
وقام باحثون منهم جيريمي صمويل فاوست، هارلان م. كرومهولز، روشيل ب. الينسكيفي، بإجراء هذه الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (Journal of the American Medical Association).
وكتب مؤلفو الدراسة أيضا مقالا بصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) قالوا فيه إن الشباب يموتون بمعدلات تاريخية، مضيفين “وجدنا أنه من بين البالغين في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاما خلال الفترة من آذار حتى نهاية تموز الماضي، كان هناك ما يقرب من 12 ألف حالة وفاة أكثر مما كان متوقعا بناء على المعايير التاريخية”.
وفي الواقع، يبدو أن تموز كان الشهر الأكثر فتكا بين هذه الفئة العمرية بالتاريخ الأميركي الحديث. وقد مات ما معدله 11 ألف شاب أميركي في هذا الشهر على مدار 20 سنة الماضية، وتضخم هذا العدد إلى أكثر من 16 ألفا خلال هذا العام.
الضرر النسبي
وقال الباحثون “صحيح أن الوفيات بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاما تمثل أقل من 3% من وفيات كوفيد-19 بالولايات المتحدة، وفقا للمركز الوطني للإحصاءات الصحية. لكن ما كنا نعتقده من قبل حول الضرر النسبي لكوفيد-19 بين البالغين الأصغر سنا لم تؤكده البيانات”.
وأضافوا “في الماضي، استغرق الأمر منا وقتا طويلا للاستجابة لأوبئة المسكنات الأفيونية وفيروس نقص المناعة البشرية (إيدز) عندما بدأ الشباب يموتون بأعداد كبيرة. الآن بعد أن أصبح لدينا معلومات مماثلة حول كوفيد-19 يجب علينا معالجتها على الفور”.
وقال الباحثون “نحن بحاجة إلى تعديل رسائلنا وسياساتنا، التوعية في الأسابيع والأشهر القادمة أمر حتمي. نحتاج أن نخبر الشباب أنهم في خطر وأنهم بحاجة إلى ارتداء أقنعة واتخاذ خيارات أكثر أمانا بشأن التباعد الاجتماعي”. فهذا الأمر أكثر أهمية الآن -كما يقول هؤلاء الباحثون- بعد أن أصبحت اللقاحات الآمنة والفعالة حقيقة واقعة.
ويحتل الشباب الأصحاء مرتبة متدنية على قائمة أولويات إطلاق اللقاح. وهذا يعني أن “تعديل السلوك الآن يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح الشابة العام المقبل”. موت الشباب وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد حذر في تموز الشباب من أنهم ليسوا بمنأى عن خطر فيروس كورونا، في الوقت الذي يتعاملون في بعض البلدان باستخفاف حياله، مما يؤدي إلى زيادة معدلات انتقال الفيروس.
وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي وقتها “قلنا ذلك ونقوله مرة أخرى: الشباب يمكن أن يصابوا، يمكن أن يموتوا، يمكن أن ينقلوا الفيروس”. وحث هذه الفئة على “اتخاذ الاحتياطات نفسها مثل الآخرين لحماية أنفسهم من الفيروس وحماية الآخرين”.
وأصر على أن “الشباب يجب أن يكونوا في طليعة التغيير” في المواقف الاجتماعية الجديدة التي أدخلها الوباء، مثل التباعد الجسدي وغسل اليدين ووضع القناع عندما لا يمكن الابتعاد.
سفير الشمال