“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني
كما سبق أن فعل نوّاب الأمة ومدّدوا ولايتهم في العام 2014 بعدما صوّتوا لأنفسهم بغالبية الأعضاء، تلقائيّاً مُددت عملية تشكيل الحكومة إلى أجل غير مُسمّى بعد إعلان قصر الإليزيه عن إصابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفيروس “كورونا”، على الرغم من عدم وجود نص قانوني أو دستوري يُلزم الرئيس المُكلّف تشكيل حكومته ضمن مهلة مُحددة.
لكن في جميع الأحوال، فإن انتكاسة الرئيس الفرنسي، أجّلت عملية البتّ بتشكيل الحكومة إلى حين تعافيه أو انتداب من ينوب عنه في الزيارة التي كان ينوي القيام بها إلى لبنان بعد دخوله في فترة “الحجر الصحي” لمدة اسبوع. وبمقدار التعويل الذي خصّه الشعب اللبناني لهذه الزيارة على اعتبار أنها المنفذ المتبقّي له للخروج من أزماته والعودة إلى السكّة التي تقوده نحو الإنفراجات، بعد سنة قحط طال جميع القطاعات والمؤسسات العامة قبل الخاصّة.
في ظلّ الوضع الحالي والذي يبدو أنه مُكمل في طريقه نحو الأسوأ خصوصاً في ظلّ غياب التفاهمات السياسية وتحويل الاختلافات بين أهل السلطة إلى خلافات ومكائد شخصيّة، ثمّة أكثر من إشارة داخلية وخارجية، تؤكّد مصادر سياسية بارزة أن الوضع سيظل على ما هو عليه خصوصاً وأن هناك فريقاً سياسياً أساسياً معنيّاً بعملية تشكيل الحكومة، يُصرّ على وضع السدود والعراقيل في وجه المساعي التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري بهدف إيصاله إلى طريق مسدود، علّه يُعلن اعتذاره عن مهمته. وهذا الخيار أصبح أقرب إلى الحريري من أي وقت مضى، على الرغم من نفيه أكثر من مرّة، وجود نيّة لديه للاعتذار.
وتُشير المصادر السياسية نفسها، إلى أن المسيحيين في لبنان هم الأكثر تضرراً من عدم وجود حكومة. فعندما وقعت الحرب في سوريا، خرجت جهة سياسية معروفة لتُعبّر عن خشيتها من أي بديل يُمكن أن يحل مكان النظام السوري، لكن الحقيقة هي أن الخشية الحقيقية على المسيحيين، أخذ لبنان إلى المجهول ومنع تأليف حكومة تُساهم باستعادة ثقة اللبنانيين جميعهم بوطنهم، وأيضاً ثقة المجتمع الدولي به.
وتضيف المصادر: بعيداً عن نظرية التقسيم وواقع الإنقسام السياسي العامودي، فالجميع لاحظ أن هناك جهة تضررت أكثر من غيرها خلال تفجير المرفأ. وهذا سؤال يوجّه إلى القادة المسيحيين حول ما فعلوه على الأرض لكل هؤلاء المتضررين!. لذلك المطلوب الإسراع بتشكيل الحكومة وعدم إنتظار إشارات خارجية أو التوقّف عند صحّة هذا الرئيس أو مزاج ذاك المسؤول، وإلا فسنتحوّل من قضية خسارة الحقائب إلى خسارة الوطن بأكمله.
في ظلّ ما ورد، المؤكد أن وجود حكومة ولو بالحد الأدنى من التوافق السياسي هو الحل الأفضل والأنسب للشعب بكل فئاته. وهنا تعود المصادر لتؤكد، أن الحريري قد أعطى نفسه فرصة أخيرة لإعادة النظر في ما يُمكن تقديمه من لائحة أسماء لرئيس الجمهورية، بعد رفض الأخير أخر الطروحات التي قدّمها له الحريري، وبعد ذلك قد يتوجه الى اللبنانيين ليُصارحهم بمسار المهمة التي أوكلت اليه في الثاني والعشرين من تشرين الأول الماضي. وقد يكون الاعتذار، أبرز سطور بيانه.