أصبحت الشابة الكويتية فاطمة الزلزلة واحدة من بين أبطال الأرض الشباب لعام 2020 بفوزها بجائزة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أعلى تكريم بيئي تمنحه المنظمة الدولية سنويا لسبع شباب تقل أعمارهم عن الثلاثين ويمثلون سبع مناطق حول العالم.
وفازت الزلزلة البالغة من العمر (24 عاما) بالجائزة كممثلة لمنطقة غرب آسيا .
وقالت الزلزلة لوكالة أنباء (شينخوا) إنها لم تتوقع الفوز بسبب صعوبة هذا التحدي العالمي، ومشاركة آلاف المرشحين في هذه المسابقة، التي يتم فيها اختيار مرشح واحد عن كل منطقة.
واعتبرت الزلزلة هذه الجائزة بمثابة صوت لها للتوعية بضرورة إدارة النفايات بالطريقة الصحيحة في بلادها والاستفادة منها.
وأضافت “أنا أبحث عن صوت…. صوتي غير مسموع …أنا أبحث عن دعم فعلي من الدولة والهيئات الحكومية التي تعنى بالبيئة والشباب من أجل تنفيذ مشروعي في إطار أوسع.”
وتمكنت الزلزلة من الفوز بهذه الجائزة بفضل مشروع باسم “إيكو ستار”، وهو مشروع أطلقته قبل عام برفقة شقيقتها مروة، واعتمدت فيه على استبدال النفايات المنزلية بالنباتات الخضراء.
وروجت الزلزلة للمشروع عبر صفحة في موقع “انستغرام”، وحثت الجمهور على المشاركة في هذه المبادرة التطوعية وتوعيته بطرق فرز النفايات المنزلية.
وقالت هذه الشابة التي درست الهندسة الكهربائية، إن برنامج خواطر التلفزيوني، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الشقيري، هو الذي لفت انتباهها إلى مشكلة التلوث والنفايات المنزلية، ومن هنا تملكها هاجس تدوير النفايات.
وبدأت الشقيقتان مشروعهما التطوعي بمنحة دراسية تصل قيمتها إلى 200 دينار كويتي شهريا (الدينار يساوي نحو 3.2 دولار أمريكي )، وبسيارة مستعملة وسائق وظفتاه لتأمين عملية نقل النفايات، بالإضافة إلى مجموعة من المتطوعين.
وكان المشروع يغطي في البداية كل مناطق الكويت، لكن الاستجابة الجيدة لسكان محافظات حولي والعاصمة ومبارك الكبير، دفعت الشابتين إلى التركيز على هذه المناطق، خاصة أن الإمكانيات اللوجيستية كانت ضعيفة والهدف بيئي وليس ماديا.
وقالت فاطمة الزلزولة إن المبادرة كانت مجانية في المرحلة الأولى، لكنها شرعت بفرض رسوم بقيمة دينار واحد على المشاركين فيها لحثهم على الالتزام والجدية بعد أن تبين أن هناك عددا من غير الملتزمين، ممن كانوا يتصلون ثم لا يوفون بوعد تسليم النفايات المتفق عليها.
غير أن شراكة “إيكو ستار” مع شركة (مشاتل المسيلة) في مرحلة لاحقة سمحت للمشروع بتقديم النباتات مكافآة للملتزمين بفرز النفايات وتسليمها للمبادرة، التي تقوم بتوصيلها إلى المصانع لتدويرها واستغلالها.
ولفتت الزلزلة إلى أن المشروع نفّذ منذ انطلاقته 2000 عملية استلام، وسمح بإعادة تدوير أكثر من ثلاثة أطنان ونصف من المواد البلاستيكية، و10 أطنان من الورق و120 طناً من المعادن.
ويقوم مشروع “إيكو ستار”، وفق الزلزلة، أيضا ببناء قاعدة بيانات للنفايات التي يتم جمعها، وتسجيل كل شيء عنها بدءا من وزنها ووصولا إلى مكان التقاطها، كما يهدف إلى التوعية البيئية وتدوير النفايات ومكافحة التصحر أيضا.
ورغم أن فاطمة الزلزلة امرأة وشابة في مقتبل العمر، إلا أن هذا لم يمنعها من إقناع العديد من الشركات باستقبال النفايات التي تجمعها من خلال هذا المشروع الذي لم يتوقف حتى خلال الحجر الحصي الذي فرضته السلطات للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وتطمح الزلزلة اليوم لأن تنخرط الهيئات الحكومية المختصة في مشروع إدارة النفايات، وتنفذه في كل تراب الكويت حتى تتمكن من الحد من آثار التلوث والتخلص من هذه النفايات.
ويصل معدل إنتاج الفرد الواحد في الكويت من النفايات إلى كيلوغرام ونصف يوميا، لذلك يعد عدم تدوير هذه النفايات من الفرص المالية المهدرة.
فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2014، وفق الموقع الألكتروني للأمم المتحدة، إلى أن 76 في المائة من نفايات الكويت، هي نفايات قابلة لإعادة التدوير، وأن القيمة المحتملة للمواد الخام التي يمكن توفيرها من المكبات تزيد عن 130 مليون دولار سنويا.
ومن المقرر أن يحصل الفائزون بهذه الجائزة على التمويل والإرشاد لدعم مبادراتهم البيئية من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتهدف جائزة أبطال الأرض الشباب، التي تعد جزءا من حملة “من أجل الطبيعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة” إلى إلهام وتحفيز المزيد من الشباب للعمل من أجل حماية الطبيعة مع اقتراب موعد عقد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن استعادة النظام البيئي ( 2021-2030)، ومؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي في مايو 2021 ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في نوفمبر 2021.