الوقت- صنَّفت وزارة الخزانة الأمريكية مجموعة “سرايا المختار” البحرينية کجماعة إرهابية، متذرِّعةً ببعض المزاعم الكاذبة وغير المثبتة.
ووصفت وزارة الخزانة الأمريكية الجماعة البحرينية بأنها جماعة إرهابية، بزعمها أنها قامت بتفجيرات في الطرق التي تمر بها القوات الأمريكية.
قبل عامين ظهر اسم جماعة “سرايا المختار” من بين الجماعات البحرينية التي أبدت ردود فعل على إعدام آل خليفة لثلاثة شبان بحرينيين.
حيث إنه رداً على إعدام “عباس السميع وعلي السكنيس وسامي مشيمع” من قبل النظام البحريني، قالت سرايا المختار البحرينية: إن “تمرد مافيا الاحتلال انتهك كل الخطوط والعادات والقيم، ويتحرك باتجاه قتل الشعب المسلم والشجاع، ويستخدم كل الإجراءات القمعية لاستهداف كل الأطياف”.
الحظر.. الرصاصة الأخيرة في ساحة الهزيمة
إن فرض العقوبات من قبل أمريكا والدول الغربية على دول أخرى، يظهر بشكل عام أن هذه الدول لا يمكنها اتخاذ أي إجراءات أخرى ضد خصومها، وفي الواقع إن العقوبات هي الشيء الوحيد الذي يستطيع الغرب فعله.
وبعبارة أخرى، إن فرض العقوبات هو في الواقع نوع من الاعتراف بالعجز والفشل، ولهذا السبب تلجأ أمريكا دائمًا إلى عقوبات ضد خصومها عندما تجد نفسها غير قادرة على فعل أي شيء آخر، ويمکن القول إن أمريكا أصبحت مدمنةً للعقوبات.
هذا في حين أن الأهداف التي تحظرها أمريكا في المنطقة ليس لديها عادةً تجارة أو تفاعل مع أمريكا، وفي الواقع لن يكون لهذه العقوبات تأثير محدد وحاسم على أنشطة هذه الجماعات الشعبوية المعادية لأمريكا.
الخوف من النفوذ
من ناحية أخرى، فإن حظر وزارة الخزانة الأمريكية لمجموعة “سرايا المختار” في البحرين، يثبت أن هذه المجموعة البحرينية تمكنت من تحقيق مثل هذا النفوذ والكفاءة في مشيخة البحرين الصغيرة، بحيث أصبحت الآن على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية في واشنطن.
وبعبارة أخرى، فإن جماعة “سرايا المختار” باعتبارها جماعةً معارضةً للنظام الحاكم في البحرين، تمثل حاليًا تحديًا كبيرًا لحكام المنامة، وبما أن المنامة حليف وثيق لواشنطن، فإن الأمريكيين يقاطعون الآن هذه الجماعة البحرينية التي تعارض مشايخ الحكم في البحرين.
وبالتزامن مع حظر مجموعة سرايا المختار، كان ملحوظاً أن الأمريكيين قد ربطوا هذه المجموعة بإيران، وقدموا مزاعم حول علاقة المجموعة بإيران دون تقديم أي دليل.
هذا في حين أن الولايات المتحدة ومن خلال ربط الجماعات الشعبية المناهضة لها في المنطقة بإيران، تحاول السماح للحكومات القمعية المتحالفة معها مثل البحرين بقمع هذه المجموعات الشعبية.
في الواقع، بعد حظر واشنطن للجماعات المناهضة لأمريكا في المنطقة، فإن قمعها وتقييدها من قبل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة سيتم بسهولة ودون اعتراض، وبما أن أسماء هذه الجماعات مدرجة على قائمة الإرهاب التي تزعمها الولايات المتحدة، فإن جماعات حقوق الإنسان لا تبدي ردود فعل أو حساسية تجاه القمع والإجراءات التعسفية ضد هذه الجماعات.
ستكون أمريكا عرضةً للخطر أكثر
اللافت في هذه الأثناء هو عدم محاسبة الولايات المتحدة من قبل قادة هذه البلدان.
في الواقع، على الرغم من أن وزارة الخزانة الأمريكية سعت إلى زيادة قمع وتضييق هذه المجموعة الشعبية في البحرين من خلال تصنيف مجموعة سرايا المختار في البحرين منظمةً إرهابيةً، إلا أن هذه الخطوة ستحدّ بلا شك من وجود الأمريكيين في المنطقة، وفي البحرين على وجه الخصوص.
يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية حاليًا قبالة سواحل البحرين، ويزعم البيت الأبيض أن تمرکز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية يهدف إلى حماية مصالح الولايات المتحدة في الخليج الفارسي وبحر عمان والبحر الأحمر وخليج عدن وجزء من البحر الأحمر.
في الواقع، منذ عام 1993 تمركزت القيادة الإقليمية للبحرية الأمريكية في البحرين، وفي يوليو 1995 استضافت البحرين الأسطول الأمريكي الخامس، والأمريكيون بتوقيع اتفاقية واشنطن للتعاون الدفاعي التي تم توقيعها بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي مع البحرين، تمتعوا بالعديد من التسهيلات في مطارات وموانئ البحرين.
ومع ذلك، على مدى السنوات القليلة الماضية، شعر الأمريكيون بعدم الأمان الشديد في البحرين، لدرجة أنهم كانوا يفكرون في بعض الأحيان بنقل أسطولهم الخامس من البحرين إلى دولة أخرى في جنوب الخليج الفارسي، وقد تم إجراء بعض عمليات النقل هذه أيضاً.
يعود نقل القوات الأمريكية من البحرين، قبل كل شيء، إلى شعور هذه القوات بانعدام الأمن في البحرين، ولا شك أنه بعد إضافة جماعة “سرايا المختار” الشعبية إلی قائمة الإرهاب من قبل واشنطن، فإن القوات الأمريكية ستشعر بعدم الأمان في البحرين أكثر من أي وقت مضى.