اتصالات فرنسية تسبق وصول ماكرون… وإعادة نظر في بعض الأسماء والحقائب؟


انطوان غطاس صعب-اللواء
ينقل عن أكثر من جهة سياسية متابعة لمسار الأوضاع، وخصوصاً المبادرة الفرنسية والشأن ‏العام، أن البلد يواجه مشاكل وتعقيدات من الصعوبة أن تحل من خلال الأفرقاء اللبنانيين، وقد بات ‏بحاجة إلى عقد دولي لإنقاذه من أزماته وخصوصاً اقتصاده المنهار، وعلى هذه الخلفية فإن ‏الفرنسيين أبقوا على مبادرتهم مدعومة من الألمانيين والأميركيين والمجتمع الدولي بشكل عام، ‏بغية عدم الوصول إلى أي حرب قد يشهدها لبنان في ظل التراكمات والخلافات وسوء الأوضاع ‏المعيشية لدى الناس وحالات الفقر التي باتت تنذر بعواقب وخيمة.‏

في هذا السياق، ثمة معلومات عن اتصالات فرنسية بالغة الأهمية ستسبق وصول الرئيس إيمانويل ‏ماكرون إلى لبنان، وذلك مع نظرائه في أوروبا ومع الإدارة الأميركية، لأن هناك حديثاً عن إعادة ‏خلط أوراق جديدة بعدما باتت هذه المبادرة غير متماسكة عندما تنصل قادة الأحزاب ورؤساء ‏الكتل النيابية من تعهداتهم أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولهذه الغاية يُتوقع أن تكون ‏هناك أجواء جديدة لإعادة تحريكها، بينما وفي المقابل هناك معلومات أخرى لا تتقاطع مع ‏استمرار هذه المبادرة، بل كل ما ينقل عن الرئيس الفرنسي أنه سيلتقي الرئيس ميشال عون ‏وسيحضه على القبول بالتشكيلة التي قدمها له الرئيس المكلف سعد الحريري، وهو مطلع عليها ‏وهي موضع قبول ودعم من باريس لا سيما وأن فيها أسماء مقربة جداً إلى العاصمة الفرنسية أي ‏إلى الذين نالوا تحصيلهم العلمي من الجامعات الفرنسية، وربما يصار إلى إعادة النظر في بعض ‏الأسماء أو الحقائب والآليات، ولكن ومن خلال أجواء عليمة فإن هناك استحالة بأن تولد الحكومة ‏قبل الأعياد، حتى ولو قام ماكرون بجهود إضافية مع المعنيين، باعتبار أن المسألة تدولت وهناك ‏عدم قبول أميركي بمشاركة حزب الله وما زال هذا الموضوع ساري المفعول، ما يعقّد الأمور ‏أكثر، وعلى هذه الخلفية ثمة من يشير إلى ترقب تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ‏الرئاسة الأميركية حيث ستكون هناك آلية جديدة في التعاطي مع الملف اللبناني. لذا فإن الوضع في ‏لبنان سيبقى يدور في حلقة مفرغة، فلا حكومة في ظل تصاعد الخلافات بين بعبدا وبيت الوسط ‏وصولاً إلى مرحلة الانفجار السياسي، ومما زاد التعقيدات فتح الملفات القضائية وهي تجري في ‏إطار تصفية الحسابات بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهذه عوامل أخرى تؤكد أن ‏تأليف الحكومة سيحتاج إلى وقت وربما إلى تسوية دولية تأتي في إطار وقف النزف الاقتصادي ‏والمالي في لبنان، وهذا لن يكون في هذه المرحلة بل عندما يتسلم بايدن الرئاسة ويدرس الملف ‏اللبناني جيداً ومن سيتولاه، لذلك يعيش لبنان، كما ينقل عن متابعين سياسيين بارزين، مرحلة هذا ‏الوقت الضائع في السياسة والأمن والاقتصاد والمال. وعلى خط موازٍ تبقى المخاوف الأمنية قائمة ‏من أي اعتداءات إسرائيلية بعدما تنامى الحديث عن هذه المعلومات التي أضحت أكثر جدية في ‏الأيام الماضية.‏

 

Exit mobile version