العادات السيئة للطفل كثيرة ومتعددة الأشكال مما يحفز الآباء على دوام الاهتمام برعاية الأبناء، وتقديم كل يمكن لتأمين حياة أفضل لهم وحمايتهم سواء من مخاطر الحياة المتنوعة أو حتى من أنفسهم، لهذا يصاب الآباء بالكثير من القلق عندما يلاحظون خطأ ما في سلوكهم أو شخصيتهم -عادات سيئة- حتى لو بدا الأمر بسيطاً،
وواجبهم هنا: التعرف على المقصود بهذه العادات السيئة أولاً، وما هي أسباب وجودها لدى أطفالنا ثانياً، وكيف يمكن علاجها ومساعدتهم على التخلص منها؛ لمناقشة وتحليل هذه القضية كان معنا الدكتورة فؤاده هدية أستاذة طب نفس الطفل
الطفل وعاداته
تربية الأبناء هي المسؤولية الأولى التي يشعر بها الوالدان في حياتهما، فيعمل الأب ليلاً ونهاراً من أجل تأمين متطلَبات الحياة لأبنائه الصغار
وتبذل الأم قُصارى جهدها من أجل إتمام العملية التي بدأها الأب في المنزل من خلال رعاية الأطفال.
الأطفال يولدون صفحة بيضاء والآباء – هم – من يغرسون العادات الحسنة وينقشون عليها العادات والتقاليد والقيم والأخلاقيات.
سواء كان ذلك سيئاً أم حسناً، فإن ما يتعلمه الطفل في صغره لا يمكن للسنين أن تمحوه
العادات السيئة هي بعض التصرفات وأنماط السلوك التي يقوم بها الطفل، ويعتاد على تكرارها باستمرار حتى يصبح لديه سلوك غير واعٍ
ومن أمثلة هذه العادات السيئة عند الطفل
1-قضم الأظافر
قضم الأظافر من العادات الواسعة الانتشار حيث يجد الطفل في ممارسها لذة معينة فيها، ولا يتمكن من التوقف عنها إذا ما تطورت معه
والعادة تسبب لصاحبها العديد من الآثار السلبية مثل الآلام في الأصابع أو الحرج والشكل السيئ للأظافر
إضافة إلى ما قد تسببه للطفل من أمراض جراء نقل الجراثيم من اليدين والأظافر عبر قضمها وربما ابتلاع أجزاء منها
2-الشراهة في الطعام
. وهي من العادات المحرجة والمضرة للطفل في تناول الطعام تظهره بشكل منبوذ ويجب تعليم الطفل منذ صغره آداب الطعام والمائدة.
3-حك الأنف
قد تنتج هذه العادة عن مرض جلدي معين داخل الأنف أو أسباب أخرى، وهي تعد من العادات السيئة والمقرفة غير المستحبة
وإذا لم يتوقف الطفل عن تكرارها فوراً ويعالج سببها فسوف تصبح عادة لدى الطفل ولا يمكنه التحكم فيها أو التوقف عنها
4-سرقة الأشياء أو النقود
من الوالدين أو حتى سرقة أشياء الغرباء والزملاء في المدرسة حيث يمكن في بعض الظروف أن تتحول المسألة من حاجة لعادة يجد الطفل في تكرارها إثباتاً لذكائه ونجاحاً وانتصاراً على الآخرين،
وتكمن خطورة هذه العادة في استمرارها حتى بعد التقدم بالعمر، وما ينتج عنها من شخصية محتالة وإجرامية خطرة على المجتمع
5-الصراخ..
قد يُحاول بعض الأطفال التعبير عن ذواتهم عن طريق أسهل طريقة مزعجة بالنسبة للوالدين وهي الصراخ
وهنا تأتي خبرة الوالدين في عدم تلبية طلب الابن حتى يتحدَث بطريقة هادئة ومؤدبة
6-وقد يعمد الطِفل إلى البكاء من أجل لفت انتباه الآخرين إليه وبخاصَة والداه، ولا يجب على الأم أن تُهمل تلك الظاهرة أبداً، فربما تستطيع حلَ
الموضوع بأكمله عن طريق سؤال صغيرٍ توجهه له.. ما الذي يغضبك؟
نطق العبارات السيئة..واستخدام اليدين
7-ربما يلجأ بعض الأطفال إلى بعض العبارات السيئة فيتلفظون بها دون إدراك معناها، وهنا يتوجب على الوالدين تلقي الأمر بهدوء وتأنيب الطفل بطريقة هادئة؛ ليفهم خطأه بعيداً عن الصراخ
8-دائماً ما يلجأ الطفل إلى استخدام يديه ومحاولة الانتقام بنفسه عما يُزعجه، وهذا قد يُسبب الأذى الكبير له ولمن حوله، فعلى الأم أن تلجأ إلى عقوبة مناسبة دون أن تُلحق به أي أذى جسدي
إمكانية علاج العادات السيئة عند الطفل
سواء كان اهتمامنا بتخليص أطفالنا من عاداتهم السيئة بدافع التربية والتعليم أو بدافع الحفاظ على صحتهم ومظهرهم أو حتى حمايتهم من مخاطر هذه العادات وآثارها الصحية.. فهناك طرق عديدة
الخطوة الأولى بالعلاج تكون بتقدير مستوى هذه العادات ودرجتها، وبالتالي تقدير مستوى ما يمكن أن تعود به من آثار سواء على الطفل نفسه أو من حوله
محاولة البحث عن أسباب ظهور هذه العادة لدى الطفل، ومحاولة فهم وعلاج كل سبب وعامل على حدة
قد يظنُ بعض الآباء أنَ مسؤوليتهم تنتهي عند تأمين الماديات لأبنائهم، ولكن على العكس تماماً
مسؤولية الأب والأم تتمثل في تربيتهم التربية الطَيبة، وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة، والعادات الحسنة التي تبعدهم عن التمسك بالعادات السيئة
لا بد أن يدرك الآباء أن الطفل يكتسب عاداته عن طريق الاحتكاك مع الأسرة ومع الآخرين والناس ومن حوله
وهذا يمثل خطورة بالنسبة للأطفال؛ لأنَ الطفل في صغر سنه لا يستطيع أن يميِز بين العادات الحسنة والعادات السيئة
وتبقى هذه مهمة الوالدين
اللذين يُحسنان التعامل مع الطفل حتى يقلد ما يراه وما يسمعه، وحتى يُقلع أيضاً عن العادات غير المحمودة
يجب على الآباء فهم هذه العادات ودراسة أسبابها، وتقدير آثارها بشكل جيد بهدف إيجاد العلاج الأمثل لها
هل تلاحظين أنه في كثير من الأحيان أن سبب تعلم الطفل لعادة معينة هو ملاحظته لك؛ وبتكرارك لهذه العادة طفلك يقلدك سواء من باب التجريب أو اللعب
لهذا يجب الانتباه جيداً لتصرفاتنا أمام أطفالنا، فالطفل يراقب ذويه باستمرار ويقلد كل ما يصدر عنهم من سلوك.