أسرار انفجار جباع: صاروخ فشل في إصابة طائرة إسرائيلية

 

ابراهيم ريحان -أساس ميديا

تعدّدت الروايات حول طبيعة الانفجار الذي دوّى في منطقة جباع في إقليم التّفاح الأسبوع الماضي، إذ بقيت الروايات المُتدَاولة في هذا الإطار ضمن الفرضيات، إلا أنّ أحداً لم ينفِ وقوع الإنفجار ذلك اليوم.

وقد كشفت مصادر شديدة الإطلاع على حزب الله لموقع “أساس” أنّ الإنفجار وسحابة الدخان الخفيفة التي شُوهدت في المنطقة سببها أنّ حزب الله أطلق صاروخ أرض – جوّ باتجاه طائرة استطلاع اسرائيلية كانت تُحلّق في أجواء المنطقة.

وقال المصدر إنّ الحزب تعمّد عدم إصدار أي بيان في هذا الخصوص، ليبقى هو والقيادة الإسرائيلية فقط على علم ودراية بما حصل في أجواء إقليم التفاح، في ما يبدو أنّها “رسالة” من قيادة الحزب تجاه إسرائيل ضمن “الحرب الأمنية” التي تدور بين الطرفين في لبنان وسوريا وعلى امتداد الحدود مع العراق. كما أنّ إطلاق الصّاروخ يندرج في المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله قبل عام ونيّف عن عزم الحزب على التصدّي للمُسَيّرات الإسرائيلية “في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب”. وقد استطاع الحزب بعدها إسقاط عدد من طائرات الإستطلاع والمُسيّرات بوسائل مختلفة، أبرزها القرصنة الإلكترونية.

قبل عام من اليوم، قام حزب الله بإطلاق صاروخ أرض – جوّ في أجواء كفررمان – النبطية باتجاه طائرة استطلاع لم يسقطها، إلا أنّ قيادة الحزب أصدرت بيانًا يومها أكّد أنّ عناصره قاموا بـ”التصدّي” للطائرة بـ”الأسلحة المُناسبة وأجبروها على مغادرة الأجواء”. وبات واضحًا أنّ الحزب خَبُرَ حركة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، وبات يُميّز بين تلك التي تُحلّق في مهمة روتينية، وبين التي تُحلّق في مهمّة خاصّة، وهذا ما يُفسّر لماذا يستهدف الحزب طائراتٍ دون أخرى.

اللافت هذه المرّة هو تزامن تصدّي حزب الله لطائرة استطلاع اسرائيلية في وقت كَشِفَ الزميل جوني منيّر في جريدة “الجمهورية” عن دخول فرقة كوماندوس إسرائيلية “في وقت غير بعيد إلى شاطئ منطقة الجيّة ومناطق متفرّقة من لبنان”. وقد أفادت مصادر لـ”أساس” أنّ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تُفارق سماء منطقة ساحل الزهراني في حركة غير معتادة منذ أسابيع. ويسأل المراقبون عمّا إذا كانت هذه التحركات الخفية من قبل حزب الله وإسرائيل وأبرزها استنفار عناصر الحزب قبل أيّام في مناطق عديدة، أبرزها الضاحية الجنوبية، جاءت  بعد معلومات دقيقة وصلت عن حركة أمنيّة إسرائيلية ضمن الأراضي اللبنانية سينشب عنها مواجهة مفاجئة أو محاولة استهداف غير عادية من قبل الجانب الإسرائيلي.

ويلفت مراقبون إلى أنّ المواجهة القائمة حاليًا بين الطرفين خطيرة ولا يعلم تفاصيلها ومسرحها غيرهما، خصوصًا إذا صحّت المعلومة عن أنّ المجموعة الإسرائيلية التي رُصِدَت في الجيّة وغيرها “كانت في مهمة استكشافية لهدفٍ لم يتّضِح بكامله”. وهذا يعني أنّ الحزب كان على دراية تامّة بالرسالة التي أراد إيصالها عبر استهداف طائرة الاستطلاع في أجواء إقليم التّفاح والمُهمّة المُحتملة لها. وإن لم يسقِط أو يٌصِب الطائرة، إلا أنّ رسالة الحزب للإسرائيليين كانت: “نحن نعرف ماذا تريدون”.

وجدير بالذّكر أنّ حسابات التواصل الإجتماعي المؤيّدة للحزب والتي غالبًا ما يستعين بها لإيصال الرسائل، قامت بعد انتشار خبر “الكوماندوس الإسرائيلي على شاطئ الجية” بنشر مقاطع فيديو لما يُعرَف بـ”كمين أنصارية” الذي نصبه مقاتلون من الحزب لفرقة كوماندوس إسرائيلية في 5 أيلول 1997 ونجم عنه مقتل 12 جنديًا من أفراد وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلي “شبيطت 13″، كان قد رصدهم مُسبقًا عبر التقاط الصور ومقاطع الفيديو التي صوّرتها طائرة من دون طيّار الإسرائيلية عن مسار وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلي. كما كشف الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تفاصيل العملية عام 2010، وأكّد أنّ حزبه رصد صور طائرات الاستطلاع الإسرائيلية قبل العملية، ما مكّنه من نصب كمين في المكان المحدّد لها، وبالتالي حسم الجدل حول التقاطه بثّ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وأنّ الكمين لم يكن صدفة، وهذا ما أكّده أيضًا محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف» عامير رابابورت.

 

Exit mobile version