الإمارات تمعن في خيانتها ووقاحتها.. إذا لم تستحِ فافعل ما شئت!
الوقت- عقب “الخيانة العظمى” التي قامت بها الإمارات بحق القضية الفلسطينية والمتمثلة في تطبيعها مع عدو العرب والمسلمين، وبعد أن شرعت أبو ظبي أبوابها للصهاينة ومنعت مواطني دول عربيّة عدة من دخول أراضيها، يطل علينا قبل أيام، نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، الذي دعا لضم الكيان الصهيونيّ الغاصب إلى “جامعة الدول العربيّة “وتحويلها إلى “جامعة الشرق الأوسط”، وفق تصريحاته.
طموحات عيال زايد
تتكشف يوماً بعد آخر الأهداف الحقيقية من “اتفاقات الخيانة أو ما يعرف بـ “التطبيع”، وإنّ ما كتبه نائب رئيس شرطة دبي عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر، يعبر بشدة عن طموحات النظام الحاكم في بلاده ومساعيه إدخال العدو الغاشم، سارق الأرض وقاتل الأطفال ومشرد الملايين بالقرب من الفلسطينيين أصحاب الحق والقضيّة العادلة إلى ما تسمى “جامعة الدول العربيّة”.
وبالاستناد على اعتراف نظام أبناء زايد بكيان الاحتلال الصهيونيّ على أرض فلسطين المقدسة، والتي لا يجهل أحد أنّ ملكيتها تاريخيّاً تعود للعرب والمسلمين، يزعم خلفان في تغريدة أخرى أنّ “إسرائيل” دولة معترف بها دوليّاً، وانتهى الأمر، وكأنّ مسؤولي الإمارات هم من يحددون مصير فلسطين وقضيّتها في الوقت الذي يعيشون في مستوى لا يمكن تخيله من الرفاهية.
ومع حديث المسؤول الإماراتيّ أنّ حدود الدولة الفلسطينيّة وفقاً لمقررات الأمم المتحدة معروفة، دعا رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس المعروف بأنّه يلبي طموحات الصهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم، لإعلان دولته على حدوده المقررة وفقاً لمقررات الأمم المتحدة، مدعيّاً أنّ العالم سيعترف بها عاجلاً أم آجلاً.
جنسيّة إسرائيليّة
لو كنت مسؤولاً صهيونيّاً (لا قدر الله) لقدمت الجنسيّة الإسرائيليّة لنائب رئيس شرطة دبيّ، ضاحي خلفان، بعد أن اختلق ترهات لا يتجرأ الصهاينة المعروفون بنفاقهم على إطلاقها، حيث ادّعى أنّ كيان الاحتلال أصبح جزءاً لا يتجزأ من أرض العرب، وأننا كعرب “لسنا في حالة عداء مع تل أبيب بل في حالة جوار”، ومن المؤكّد أنّ “بوق النظام الإماراتيّ” لا يعلم أنّ الكيان يعتبر أنّ أرض فلسطين العربيّة هي العاصمة الأبديّة لدولته المزعومة.
وهنا لا بدّ من تذكير الإمارات ومسؤوليها بما أشار إليه وزير داخليّة العدو، الحاخام أرييه درعي، في حديث مع إحدى المواقع العبريّة، حيث أوضح أنّه لا يمكن تحقيق “سلام استراتيجيّ” بين اليهود والمسلمين، مُضيفاً إنّ الأمّة الإسلاميّة ستبقى عدواً لليهود ما دام القرآن كتابهم، وأظهر الوزير الصهيونيّ حينها حقيقة كيانه الإجراميّ المُعتدي، بقوله: “إنّ العرب هم أبناء هاجر أَمَة إبراهيم لذلك يجب أن يكونوا عباداً لليهود”، واصفاً الشعب اليهوديّ بـ “شعب الله المختار” الذي لا يحق لغيره حمل الرسالة، وكل من يدعي ذلك يستحق “العذاب”، بيد أنّ الشعب العربيّ مؤمنٌ بالكامل بأنّ حدود دولة فلسطين العربيّة التاريخيّة هي من البحر إلى النهر، وأنّ ذلك حق مقدس لا يمكن التنازل عنه بأيّ شكل من الأشكال، رغم ارتفاع حدة الخيانة والعمالة لدى بعض الدول العميلة وعلى رأسها دولة الإمارات.
يشار إلى أنّ تصريحات المسؤول الإماراتيّ، تأتي في ظل المساعي الإماراتيّة لبناء سلسلة طويلة من العلاقات مع العدو، من ناحية التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، فيما يصف الجمهور العربيّ ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بالخائن للعروبة والإسلام، وخاصة بعد الزيارات الصهيونيّة الأخيرة، ومساعي الحكومة الإماراتيّة في بلورة تفاصيل “اتفاقية العار” التي وقّعت مع الاحتلال الغاصب.
في النهاية، إنّ “جامعة الدول العربيّة” التي أعطت بموقفها الرخيص والمُذل من “اتفاقات الاستسلام”، ضوءاً أخضر للإدارة الأمريكيّة وذيولها في المنطقة، لتمزيق أراضي العرب، رغم إدراك المسؤولين العرب بأنّ السلام لن يحل في المنطقة مع وجود هذا العدو الذي لا يكفّ عن عبثه وتماديه وإجرامه بحق أبناء فلسطين وأرضهم إضافة إلى الدول المجاورة، وأبعد من ذلك.
واليوم مع عدم وجود أيّ رد من الجامعة العربيّة على تصريحات المسؤول الإماراتيّ المهينة للعرب والمسلمين، تتنازل تلك “المُفرقة بين العرب” عن أدنى معايير احترام الذات، لتتحول إلى منبر ميت لا رجاء منه ولا أمل.