الذكرى الـ33 لتأسيس حركة “حماس”.. صوت الحق في مواجهة الطغيان
الوقت – تُعرّف حركة “حماس” على أنها “حركة تحرر وطني، ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين”. وتمثّل “مقاومة الاحتلال الإسرائيلي” المشروع الاستراتيجي لحماس، كما أنها تعمل إلى جانب ذلك في مختلف الميادين، سواء السياسية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والجماهيرية والاجتماعية والإغاثية والتعليمية”.
التأسيس
في 14 كانون أول 1987، تأسست حركة “حماس” على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين. وتزامنت انطلاقة الحركة مع بداية اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة باسم “انتفاضة الحجارة”، في 9 كانون أول 1987.
نفوذ الحركة انتشر بشكل كبير، بعد المشاركة، التي وصفها مراقبون سياسيون بالفاعلة والقوية، في مواجهة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحملت حركة حماس السلاح، عام 1987، من خلال تأسيس جهاز عسكري أسمته “المجاهدون الفلسطينيون”.
العمل العسكري
أسست حركة “حماس” جناحها العسكري المسلّح، عز الدين القسّام، عام 1992، حيث أعلن عن اسم الكتائب في أول بيان صدر في 1 كانون ثاني من ذلك العام. لكن بذور هذه الكتائب تشكّلت قبيل الإعلان عنها في عام 1986؛ قبيل الانطلاقة الرسمية لحركة “حماس”، حيث نفّذت الحركة عمليات مختلفة تحت عناوين مختلفة منذ ذلك الوقت وحتى عام 1992 (عام تأسيس القسّام).
الجناح العسكري لحماس، قبل تأسيس “القسّام” كان يعمل باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، بقيادة الشيخ صلاح شحادة. وبحسب مراجع تاريخية، تمكّن “المجاهدون الفلسطينيون” من اختطاف وقتل الرقيب الإسرائيلي “آفي ساسبورتس” في 3 فبراير/ شباط 1989، والجندي إيلان سعدون في 3 مايو/ أيار عام 1989.
وفي المقابل، شنّت إسرائيل في أيار 1989 حملة ضد “المجاهدون الفلسطينيون” ما أدى إلى تفككه، ودفع الحركة لاحقا لتشكيل كتائب “عز الدين القسّام” عام 1992. ولذلك قال مراقبون سياسيون، إن “تأسيس القسّام ساهم في تغيير معادلة الصراع مع إسرائيل”.
المشاركة السياسية
انخرطت حركة “حماس” في العملية السياسية الفلسطينية للمرة الأولى عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عقدت عام 2006. وفازت الحركة آنذاك بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. هذا النجاح لاقى رفضا إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، كما رفضت حركة فتح (الخصم السياسي لحماس) وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك، برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى “عدم الاتفاق على البرنامج السياسي”.
وكانت تلك الأحداث بداية رسمية للانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي “فتح” و”حماس”، والذي لا زال مستمراً حتّى اليوم؛ في ظل جهود “متعثّرة” لتحقيق المصالحة الفلسطينية. واتفقت حركتا فتح وحماس، مؤخرا، على عقد الانتخابات الفلسطينية العامة، التشريعية على أن تتبعها انتخابات رئاسية، في مدة أقصاها 3 شهور.
وأرسلت حركة “حماس”، موافقة خطية بذلك للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يصدر عقب هذه الموافقة، المرسوم الرئاسي من أجل البدء الفعلي بالتوافق على إجراء الانتخابات، فيما لم يصدر هذا المرسوم حتى اللحظة.
اغتيال قيادات الحركة
تعرّض قيادات حركة “حماس” و”كتائب القسام”، منذ إعلان التأسيس، للملاحقة الإسرائيلية والتي وصلت إلى حد تنفيذ عمليات اغتيال بحقّهم، ومن أبرز القيادات التي تم اغتيالها: صلاح شحادة، مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة “حماس”، وإسماعيل أبو شنب، القيادي البارز في “حماس”، وأحمد ياسين، مؤسس حركة “حماس”، وعبد العزيز الرنتيسي، وأحمد الجعبري، أبرز قادة كتائب “عز الدين القسّام”.
محاولات عرقلة المصالحة الفلسطينية
قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، مساء الأحد في كلمة متلفزة بثتها قناة الأقصى التابعة لـ”حماس” بمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيس الحركة في 14 ديسمبر/ كانون أول 1987. إن عودة السلطة الفلسطينية للتعاون مع إسرائيل شكل عائقا كبيرا أمام تحقيق المصالحة.
وقال هنية: “دفعنا بكل قوة نحو نجاح مسار المصالحة مع فتح ولكن للأسف عودة السلطة للتعاون مع الاحتلال شكل عائقًا كبيراً أمام تحقيق هذه المصالحة”. وأشار إلى أن “حماس مع المصالحة والشراكة ووحدة الشعب الفلسطيني ومع ضرورة إعادة بناء المرجعيات الفلسطينية بدءًا من منظمة التحرير الفلسطينية”.
وأضاف “حماس جاهزة ومستعدة لبناء مشهد فلسطيني موحد من أجل التصدي لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية”. وأكد أن ذكرى تأسيس الحركة هذا العام تمر “في ظل تطورات كبيرة وهائلة لها تأثير عميق على قضيتنا وعلى مستوى المنطقة، ما يتطلب منا النظر بعمق لكل المتغيرات والتحديات التي تمر بها المنطقة وكذلك الفرص”.
واعتبر أن حركته “أعادت الاعتبار لمشروع المقاومة وقدمت إضافة نوعية وكمية مهمة للمقاومة”، مضيفا “استطاعت حماس ونجحت في خوض كل أشكال المقاومة وبناء قاعدة صلبة لها في قطاع غزة متمثلة بنظرية الردع وقض مضاجع العدو”. وقال إن “حماس تعمل على بناء المقاومة وتطويرها في كل فلسطين وبأشكالها كافة”، معتبرا أن “الضفة المحتلة تشكل الساحة الأهم في إدارة الصراع مع العدو”.
وأضاف هنية أن على إسرائيل ألا تظن أن الشعب الفلسطيني “استكان أو ضعف ومن يعتقد أن الضفة ساكنة أو هادئة أو مردوعة فهو واهم”. ووصف تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل بـ “الجريمة”، داعيا “كل النخب سواء في الدول التي طبعت أو غير المطبعة إلى أن تعلن موقفها بكل وضوح برفض التطبيع، وأن تعيد الاعتبار لثقافتها وفكرها ووعي أجيالها تجاه القضية الفلسطينية والقدس”.
ووجه رئيس المكتب السياسي للحركة رسالة إلى الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية قائلا: “أقول لأسرانا إنّ حماس وفصائل المقاومة تعمل بصمت وبقوة ووعي من أجل تحريركم وكسر قيدكم، وحماس التي أنجزت صفقة “وفاء الأحرار” ومن خلال ما هو بين يدها، وما يمكن أن تقوم به مع فصائل المقاومة، سوف تنجز لكم هذه الحرية والعودة للأهل والديار”.