بين الحرب والسلم بالمنطقة فاصل يجمع الخيارين يتأرجح بين الاستهداف والضغط والحصار وبين الدعوة الى الحوار والتسوية وبالحد الأدنى الاتفاق، وبين هذا وذلك تتقلص وتنعدم احيانا كل المقومات المطلوبة لخوض الحرب بشكل كامل او الاتفاق بشكل واضح
هذا الفاصل بين الخيارات اصبح اسير مدة زمنية ضيقة تنتظر تسلم الادارة الامريكية الجديدة زمام قيادة العالم وملفات المنطقة المتأزمة على وجه الخصوص ، لكن هذا التسلم اضحى ايضا بخانة الرمادية والمواجهة الامريكية الداخلية خصوصا وان ترمب يخوض معركة البقاء بالبيت الأبيض ربما حتى بعد ان يعلن المجمع الانتخابي رسميا فوز بايدن ، لان ترمب لا يعتبر خروجه خروج شخصي او حزبي بل يشكل ذلك انتكاسة لما يعتبره إنجازات للأمن القومي الامريكي حققها على المستوى الخارجي على مدى اربع سنوات ويجب ان تستكمل بولاية اخرى على اقل تقدير ابرزها حصار ايران وفنزويلا وسوريا ولبنان وفرض شبه سيطرة على القرار بالعراق ومن جهة اخرى إبرام صفقة القرن وتسريع التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ، مقابل تعزيز الضغوط الداخلية الاقتصادية والاجتماعية على ح ز ب الله في لبنان والمق ا وم ة
الفلسطينية بغزة
اما على المستوى الدولي تعتبر إدارة ترامب انها نجحت بشكل كبير بتحجيم التمدد الاقتصادي الصيني وكبلت روسيا بعقوبات رسمت حدود أمريكية لدورها ونفوذها خارجيا ، وانسحب ذلك على اضعاف تدريجي لدول الاتحاد الأوروبي خصوصا فرنسا وألمانيا وبالتالي غياب اَي تأثير للاتحاد على المستوى الدولي اقتصاديا وسياسيا
اما علاقة إدارة ترامب بالخليج فتعتبر ام الإنجازات بالنسبة لها بعد ان شكلت الأموال التي حصلت عليها مباشرة او من خلال أسواق النفط وبيع السلاح احد اهم ركائز الاقتصاد الامريكي وتوفير ملايين فرص العمل من خلال هذا المال الذي لم تحصل عليه بهذا الحجم اَي إدارة أمريكية من قبل ..
وعليه لا تبدو الانتخابات الرئاسية الامريكية وضعت أوزارها بعد! رغم الفوارق الحاسمة لمصلحة بايدن ولا يبدو رحيل ترامب شأن امريكي صرف بل اصبح متعلق بملفات دولية واقليمية تبني سياساتها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على اتضاح صورة الادارة الجديدة للبيت الأبيض ، وهذا ما يمكن ان يكون دافع لحروب ومواجهات عسكرية وتسعير للحصار والعقوبات بأكثر من مكان وعلى اَي اتجاه لفرض واقع يسمح للمتضرر من رحيل ترمب بتعزيز اوراقه مع الادارة الجديدة وللرابح من مجيء بايدن فاقد لأوراق قوة تجعله بموقع مؤاتي لابرام اتفاق متوازن او تسوية مقبولة ..
#يتبع
عباس المعلم / كاتب سياسي