ما ان نشر الإعلام الاسرائيلي خبر مقتضب بعنوان ( إسرائيل خططت لاغتيال نصرالله ) دون شرح او تفصيل لهذا الخبر ، حتى انفرد الإعلام الخليجي بشكل متصاعد بتشريح وابعاد هذا العنوان و اصبح المادة الأولى على النشرات الإخبارية والتحقيقات الإعلامية والبرامج الحوارية التي لم تترك محلل عسكري وامني وسياسي بالخليج وأمريكا وإسرائيل الا واستضافته لتحليل وتقييم هذا الاغتيال المفترض ..
حتى الان لم يتوقف الإعلام الخليجي عن تناول هذا الأمر بل دخل معه بذلك الإعلام العبري بتصريحات وعناوين اوسع بهذا السياق وربطه بمرحلة ما بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن زاده ، بشكل اوحى ان الهدف التالي هو نصرالله وأنه هدف سهل لإسرائيل وتحت أعينها منذ سنوات والأمر يحتاج فقط لاتخاذ القرار بالتنفيذ
آخذا هذا العنوان ابعاد وصلت إلى حد السخرية من سماحته وأمنه وحالة الرعب والارتباك التي اصابت قيادة الحزب امنيا وميدانيا بالبحث عن تامين مكان امن له بعد وقف تجوله وعدم قدرة أمنه الشخصي بايجاد مقر اخر له اكثر امنا، دون ان تتضمن هذه السخرية أي تناول أو حديث عن تداعيات وعواقب استهداف سماحته إذا ما نجحت عملية الاغتيال
وهذا الأمر يأخذنا إلى توصيف خلفية إبراز هذا الأمر حاليا بالمدة الفاصلة بتسلم إدارة أمريكية جديدة وتوتر غير مسبوق بالمنطقة والإقليم المزخم بتحشيد عسكري وتهديدات واسعة ضد طهران ومحورها ، وهو ان يكون لهذا الخبر الغير جديد أمرين أولا جولة من جولات الحرب النفسية خصوصا وان تهديد سماحته ليس بجديد وهو مطروح منذ توليه قيادة الحزب وبهذا السياق يمكن الجزم ان العدو ومن يعاونه بتسويق تهديد نصرالله خسر هذه الجولة دون ان يكون للحزب أي رد أو تلميح ينفي مزاعم العدو بل ترك ادعائه يأكل نفسه بنفسه بعد ان فقد أي مسار جدي أو تقني يعزز مصداقية أو قدرة العدو أولا على معرفة مكان السيد وثانياً إمكانية استهدافه وتحمل عواقب فشل ذلك قبل توقع عواقب نجاحه
أما الأمر الثاني فهو يتعلق بامكانية ان يكون هدف إبراز خبر نية العدو لاغتيال سماحته وسهولة ذلك ربما لإحداث ارتباك امني بأمن السيد الشخصي وبالتالي جعله يقوم باجراءات واسعة تتعلق بحمايته ومكان إقامته وبذلك يصبح متاح للعدو مراقبة وتحديد انتقاله من مكان إلى اخر ، وهذا احتمال ساقط بشكل شبه حاسم لانه تكرر كثيرا على مدى ثلاث عقود بين العدو والحزب الذي لم يكن يوما يبني سياسته الأمنية والعسكرية على ادعاء أو استدراج العدو بل من خلال هيكيلية ومنظومة أمنية مغلقة جدا خصوصا تلك المتعلقة بأمن السيد والتي فشلت استخبارات العدو ونظيراتها الأمريكية والغربية والخليجية وحتى شبكات عملائها في لبنان بخرقها حتى بعز ذروة حرب تموز وسيطرة إسرائيل الكاملة على اجواء ومياه وحدود لبنان البرية على مدار الساعة لأكثر من ٣٣ يوم
وعليه سيذهب وهم ووهن العدو بهذا السياق ادراج خيبات متلاحقة في مواجهته وحربه مع الحزب عسكريا وامنيا واعلاميا ونفسيا ، وسماحته لم ولن يغير مكانه بتهويل مكشوف من العدو وهو باقيا اليوم وغدا بسكنه الذي تعرفه الأرض والسماء بين
” هادي والحسين ” …
عباس المعلم / كاتب سياسي