سيّدي أبا هادي..
-سركيس الشّيخا الدّويهي-كاتب واعلامي
أنا في سبيلِ الكتابةِ عنكَ أستبيحُ كلَّ شيءٍ، فاسمحْ لي بأن أُزيلَ الكلفةَ نهائيًّا بيني وبينَكَ، وأن أُناديَكَ: يا حسن.
يا جنوبيَّ السِّماتِ وعامِلِيَّ الصِّفاتِ، ويا عُقدةَ المُتَخاذِلينَ والمُنبَطِحينَ والخاضِعينَ، وقاهرَ الأعداءِ والعُمَلاءِ والمُتَآمِرينَ، وسيّدَ الأحرارِ والشُّرَفاءِ والصّادِقينَ، ومُعِزَّ المُؤمِنينَ والمُستَضعَفينَ والمظلومينَ، ومُذِلَّ الكافِرينَ والمُتَجَبِّرينَ والظّالِمينَ،
أَحبَّ اللهُ مَنْ أَحبَّكَ يا حسن، وكَرِهَ اللهُ مَنْ كَرِهَكَ، ووالى اللهُ مَنْ والاكَ، وعادى اللهُ مَنْ عاداكَ.
فداكَ نفسي، ودمي، وأهلي، ومالي، وولدي…
يا أبا لبنانَ وتاجَ أمَّتِنا،
منذ ثمانيةٍ وثلاثينَ عامًا، وأنتَ تحملُ صليبَنا، وتتلقّى سِهامَ الحاقدينَ وطَعَناتِ المُبغضِينَ. أَلَمْ تتعبْ؟ أَلَمْ تيأسْ؟ أَلَمْ تُفكّرْ للحظةٍ في التّخلّي عن مسؤوليّاتِكَ والسّفرِ إلى مكانٍ بعيدٍ؟
منذ ثمانيةٍ وثلاثينَ عامًا، وأنتَ تبذلُ نفسَكَ في سبيلِ أحبّائِكَ، وتُضحّي بأجملِ أيّامِ عمرِكَ من أجلِ كرامَتِنا وعِزَّتِنا. أَلَمْ ينضُبْ يَنبوعُ عطاءاتِكَ؟ أَلَمْ يجِفَّ بحرُ تضحياتِكَ؟
مِنْ أيِّ عالمٍ أنتَ يا حسن؟ ولِمَ لا ترحمُ نفسَكَ؟
أنتَ مِنْ عالمٍ آخرَ، من عالمٍ بعيدٍ، ما وُجِد أحدٌ فيهِ إلَّا أنتَ.
أنتَ لا تُشبُه أحدًا، ولستَ مِنْ طينةِ أحدٍ.
أنتَ مُتواضعٌ صادقٌ، لا تعرفُ التّكبُّرَ ولا النّفاقَ.
أنتَ شريفٌ أمينٌ، لا تعرفُ النّذالةَ ولا الخيانةَ.
أنتَ مُخلصٌ نزيهٌ، لا تعرفُ الغدرَ ولا العمالةَ.
أنتَ عزيزٌ كريمٌ، لا تعرفُ الذُلَّ ولا الهوانَ.
أنتَ جبّارٌ عظيمٌ، لا تعرفُ الخضوعَ ولا الاستسلامَ.
أحبُّكَ يا حسن، لأنّكَ أمينٌ على أرواحِنا ودمائِنا، يا لابسًا عِمامةَ عليٍّ، وخاتَمَ الحَسَنِ، وعباءةَ الحسينِ.
أحبُّكَ، لأنّكَ لم تنحنِ، ولم تتخاذَلْ، ولم تضعفْ، ولم تُطأطِئْ رأسَكَ، ولم تركعْ، ولم تُهزَمْ، ولم تنكسرْ، ولم تتآمرْ، ولم تُساوِمْ، ولم تُطَبِّعْ…
معكَ لا نَضطَرِبُ، ولا نَخافُ، ولا نَرتَجِفُ، ولا نَخضَعُ، ولا نستَسلِمُ، ولا نُطبِّعُ…
أنتَ يا حسن، مُرشِدُنا، ومَرجِعُنا، ومُعَلِّمُنا، ونصرُنا، وفَخرُنا، ومَجدُنا…
أنتَ يا حسنُ، أعظمُ أسرارِ التّحريرِ، وأجملُ آياتِ النّصرِ، وأسمى غاياتِ الوجودِ…
أنتَ يا حسنُ، أشرفُ النّاسِ، وأطهرُ النّاسِ، وأكرمُ النّاسِ، وأصدقُ النّاسِ، وأنبلُ بَني البشرِ…
يا سيّدي، ويا حبيبي، ويا قائدي،
أَطفِئْ شمعتَكَ الواحدةَ والسّتّينَ وابتسمْ، فأنتَ “شيخُ الشّبابِ”، والعُمرُ يليقُ بكَ، فالشّيبُ لم يزدْكَ إلّا حُسْنًا، وطهرًا، وبهاءً، وجمالًا… والسِّنونَ لم تزِدْكَ إلّا حكمةً، وعِلمًا، وفهمًا، ووعيًا، وبصيرةً، وإيمانًا…
أتمنّى لكَ قوّةَ الأسدِ وعمرَ الأرزِ والزّيتونِ، يا حارسَ كرامتِنا، والعينَ السّاهرةَ على عِزَّتنا.
أُقبِّلُ يدَيْكَ، وجبينَكَ، وعِمامتَكَ الطّاهرةَ، فيا لَيْتَني أَسْتَطيعُ أَنْ أُقَدِّمَ لَكَ قلبي هديّةً في عيدِ ميلادِكَ.
كلَّ عامٍ وأنتَ الأقوى، والأغلى، والأبهى، والأنقى، والأحلى؛ و”العمر كِلّو” يا شيخ الشّباب.