الأخبار
لا يزال ترامب عند موقفه، إذ يرى أنه سيكون من الصعب جداً الإقرار بالهزيمة والتنازل بموجب الظروف الحالية. هذا ما أكّده في حديث إلى الصحافيين أعقب كلمته التي وجّهها إلى القوات المسلحة الأميركية في الخارج لمناسبة “عيد الشكر”، أول من أمس، مكرّراً قوله إن “عمليّة تزوير واسعة جرت” في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر. وعمَّا إذا كان يعتزم مغادرة البيت الأبيض يوم أداء الرئيس الجديد اليمين الدستوريّة، قال: “بالطبع سأفعل، وأنتم تعرفون ذلك”. ولتصريحه هذا دلالة مهمّة في وقت يُعتبر فيه رفضه الإقرار بفوز بايدن ثابتاً، وكذلك فريداً في التاريخ الأميركي. لكنّه شدّد، في المقابل، على أن “أموراً كثيرة ستحصل قبل العشرين” من كانون الثاني/ يناير. يجيء شبه الإقرار هذا، بعدما فشلت كل الطعون التي قدّمها فريقه القانوني لغاية الآن، بينما تثبّت الولايات الحاسمة في الانتخابات، الواحدة تلوَ الأخرى، نتائج التصويت.
مع ذلك، جدّد الرئيس الأميركي تشكيكه في هذه النتائج، ولا سيّما أن أجهزة التصويت شابتها مشاكل و”حوّلت الأصوات” في أكثر من مكان إلى بايدن، “وكأننا في دولة من العالم الثالث”. كذلك، رفض التحدّث عن انتخابات عام 2024 التي يشاع أنه سينافس فيها، على اعتبار أن الانتخابات الحالية لم تنتهِ بعد، و”هناك آلاف الأصوات التي يمكن أن تغيّر النتيجة”. واستجابةً لأحد الطعون التي قدّمتها حملة ترامب، أصدرت محكمة اتحادية في ولاية بنسلفانيا أمراً قضائياً يمنع موقّتاً أيّ تصديق محتمل على ما تبقى من نتائج الانتخابات في الولاية، لكنّ محكمة الاستئناف في هذه الولاية رفضت طلب الحملة الداعي إلى حجب إعلان فوز بايدن فيها، ما يعني أن الحكم سيُستأنف لدى محكمة بنسلفانيا العليا، قبل أن ينتقل إلى المحكمة العليا في واشنطن العاصمة. في الإطار ذاته، قالت رئيسة الحزب الجمهوري في ولاية أريزونا، كيلي وورد، إنها ستقدّم دعوى قضائية للمطالبة بالسماح لها بالتدقيق في بطاقات الاقتراع لتحديد ما إذا كان قد تم فرزها بشكل صحيح أو لا. في هذا الوقت، أعلن ترامب أنه سيتوجّه في الخامس من الشهر المقبل، إلى ولاية جورجيا التي تنظّم في كانون الثاني/ يناير انتخابات فرعيّة لملء مقعدين في مجلس الشيوخ، ستحسم نتيجتها الغالبية فيه.
وأرغم ترامب في بداية الأسبوع الجاري، على إعطاء الضوء الأخضر لبدء عملية انتقال السلطة بين إدارته وإدارة الرئيس المنتخب، ما أتاح لبايدن الاطلاع على مختلف الملفات والحصول على تمويل وتلقّي الإيجاز اليومي لأجهزة الاستخبارات الأميركية. كما بات في إمكانه الاطلاع على المعلومات المتعلقة بوباء “كورونا” وسير تقدّم مختلف اللقاحات قيد التطوير. وكان لكيفية تعامل الإدارة الحالية مع الأزمة الصحية في الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب دور في هزيمته، بعدما تخطّى عدد الوفيات في الولايات المتحدة، جرّاء “كوفيد-19″، الـ 260 ألفاً، أعلى حصيلة في العالم. في هذا الإطار، قال الرئيس الأميركي إن تسليم لقاح الفيروس سيبدأ الأسبوع المقبل والأسبوع الذي يليه، مؤكداً أنه سيتم إرساله، في البداية، إلى العاملين في الخطوط الأمامية والعاملين في المجال الطبي وكبار السن.