في ظل سلسلة اعتداءات وإصابات ميدانية في شتى أنحاء الضفة الغربية، توجه المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سانت فنسنت والغرينادين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً بوقف المحاكمة الصورية للاحتلال بحق الأسير الفلسطيني المهندس محمد الحلبي، وإطلاق سراحه لأن الأدلة على ذنبه معدومة.
وقد أرفق منصور مع رسالته، نص الرسالة الحزينة والنداء العاجل الذي وجّهه والد الأسير محمد، الدكتور خليل الحلبي، بشأن محنة ابنه، وقال فيها إن الاحتلال الإسرائيلي، يأسر ابنه منذ يونيو (حزيران) 2016 دون أي دليل على التهم الموجهة إليه، إلى جانب تعرضه للاستجواب القسري والتعذيب بهدف الضغط عليه للحصول على اعتراف بجريمة لم يرتكبها.
وقد أُجريت له حتى الآن 124 جلسة محاكمة. وأشار منصور إلى أن محمد كان قد شارك منذ فترة طويلة في العمل الإنساني لدعم شعبه، وحصل على جائزة بطل الأمم المتحدة الإنساني في عام 2014 تقديراً، من بين أمور أخرى، لعمله الدؤوب مع الأطفال الفلسطينيين في غزة الذين أُصيبوا بالسرطان، منوهاً إلى أنه معروف على نطاق واسع لجهوده الإنسانية. وناشد منصور المجتمع الدولي، العمل وبشكل عاجل، لأي مناصرة وأي خطوات عملية يمكن أن تساعد في معالجة محنة محمد وتسهل إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي. كما أعاد تأكيد الدعوة الدائمة من القيادة الفلسطينية للإفراج عن جميع الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، بمن في ذلك المحتجزون الإداريون، ودعا لإيلاء اهتمام عاجل، على وجه الخصوص، للسجناء الأكثر ضعفاً، بمن فيهم الأطفال والمرضى وكبار السن خصوصاً في هذا الوقت من الجائحة العالمية، وحث المجتمع الدولي على التعبئة والحشد في هذا الصدد.
كانت مدن الضفة الغربية، وعلى الرغم من البرد القارس والشتاء الشديد، قد شهدت عدة مظاهرات ومسيرات ضد ممارسات الاحتلال خصوصا في مجال الاستيطان والتهويد والقمع والاعتقالات.
وأصيب أربعة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أحدهم في رأسه، أمس (الجمعة)، خلال قمع جيش الاحتلال، مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن الجيش أطلق الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين، ما أدى لإصابة 4 منهم بالرصاص، بينهم شاب (18 عاماً) أُصيب بعيار معدني في رأسه، أفقده الوعي ونُقل على أثر ذلك إلى المستشفى، حيث وُصفت حالته بالخطيرة. وأشار شتيوي إلى أن عشرات المواطنين أُصيبوا بالاختناق نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها جنود الاحتلال في أثناء قمعهم المسيرة.
وأصيب سبعة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال مسيرة بيت دجن الأسبوعية شرقي نابلس. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال قمعت المشاركين في المسيرة الأسبوعية التي انطلقت نحو الأراضي المهددة بالاستيلاء في القرية، ما أدى لإصابة 7 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق.
يشار إلى أن جيش الاحتلال كان قد اقتحم القرية فجر اليوم، واعتقل أربعة مواطنين، بينهم شقيقان.
وأُصيب 3 مواطنين برصاص الاحتلال المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال لمسيرتين سلميتين في منطقة عين سامية بقرية كفر مالك، والمدخل الشرقي لقرية المغير شرقي رام الله. وأفاد شهود عيان بأن عشرات المواطنين تجمعوا وسط قرية كفر مالك، وتوجهوا إلى أراضي عين سامية المهدَّدة بالاستيلاء عليها لإقامة بؤرة استيطانية، إلا أن جيش الاحتلال منعهم من الوصول إلى المنطقة، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز والصوت، وأُصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في القدم، وعشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
من جهة أخرى، أقدم مستوطنون، أمس (الجمعة)، على تقطيع أشجار وتدمير غرفة زراعية في بلدة ترمسعيا، شمال شرقي رام الله. وأفاد شهود عيان بأن المستوطنين قطعوا نحو 400 شجرة عنب، ودمروا شبكة للري الزراعي في منطقة السهل بالبلدة. وهؤلاء المستوطنون هم الذين أقاموا قبل أيام بؤرة استيطانية ونصبوا فيها بيوتاً متنقلة قبالة سهول بلدة ترمسعيا، التي تقع بمحاذاة مستوطنة «عادي عاد».
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس (الجمعة)، حملة اعتقالات طالت 10 مواطنين على الأقل من مناطق متفرقة في الضفة، بينهم شقيقان.