ملهم أبوزامل :
في ظل الانكشاف الفاضح للزمرة الاوسلوية التي تتصدر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية, وخاصة بعد التصريحات الاخيرة لها حول مايخالف الميثاق الوطني الفلسطيني والهدف الذي انشئت له المنظمة, وفي ظل افتضاح امر التنسيق الامني مع العدو الصهيوني المحتل للارض والذي يمارس ابشع صور الارهاب والاجرام بحق ابناء الشعب الفلسطيني واحراره ومناضليه وأرضه, التنسيق الذي لم يتوقف ابدا حسب تصريحات مسؤولي السلطة, وفي ظل اعادة السفراء الذين تم سحبهم من بعض الدول الخليجية كاعتراض على اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني, وايضا في ظل الاصرار على النفاق في مايخص المصالحة الفلسطينية وظهور ان كل الاجتماعات السابقة كانت مجرد حقن تخدير وجرعات امل مسموم تحقن في عقول وضمائر هذا الشعب التواق للوحدة الداخلية, وحتى بعد عدم اتخاذ سلطة الامر الواقع في غزة لاي اجراء او ادانة لفضيحة الخيانة والعمالة الاخيرة التي عرت عباس وسلطته, يبدو ان الامور وصلت الى طريق مسدود ولكنه واضح ومكشوف وعلني, والى مفترق طرق يفرض على الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية الرافضة لان توسم بوسم الخيانة او الشيطنة في صمتها عما يحصل من خيانة تاريخية لمسيرة نضالية طويلة دفع ثمنها عشرات الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني الصامد البطل, يفرض عليها خيارات مصيرية ومريرة لكنها العباءة التي تخرجها من درك العمالة والتبعية والارتزاق..
هنا ومن واجبنا كمثقفين فلسطينيين وعروبيين الا نكتفي بتشخيص المرض القاتل ولكن ينبغي علينا ان نطرح رؤيتنا للخروج من هذا الوحل الاسود ..
لذلك ارى انه لامناص امام القيادات الفلسطينية المناضلة الا الخروج من الضفة الغربية الى احدى دول محور المقاومة وانشقاقها عن منظمة التحرير الحالية واعلان عن منظمة تحرير فلسطينية جديدة تضم داخلها جميع فصائل منظمة التحرير الرافضة لاوسلو وتبعاتها وللعمالة للعدو, لقيادة العمل الوطني من الخارج, وبذلك تكون اولا قد درأت عن نفسها التهم التي علقت بها نتيجة انقيادها تحت راية ابي مازن ولتعمل بجد وبشكل حقيقي لصالح القضية الفلسطينية ..لكن عليها اولا ان تشكل قيادات طليعية سرية من عناصر غير معروفة لاجهزة السلطة تدخل في وضع كمون لحين الطلب وبدء العمل النضالي وتقود الشعب الفلسطيني في ثورته الحتمية ضد سلطة عباس وأزلامها..اما الخوف من التأثير السياسي لدول الاحتضان فهو امر غير مبرر وقد اثبتت تجربة ماقبل اوسلو ان شق الصف مع دول محور المقاومة كان خطأ قاتلا وقعت به كثير من الفصائل الفلسطينية دون ان تدرك ان عرفات كان يؤسس وقتها لهذا الخروج كي يطلق شعار (ياوحدنا )فيم ابعد …واما عن التمويل المالي فجميع دول محور المقاومة جاهزة وعلى أتم استعداد لجميع انواع الدعم المالي والعسكري والسياسي للخارجين عن نهج اوسلو والتنسيق الامني ومباركة التطبيع مع الكيان الصهيوني ..وحيث انه لم يتبق اليوم للقضية الفلسطينية من منافح ومدافع ومؤيد لها سوى محور المقاومة فهذا يثبت كم كان حجم الخطأ في الاصطفاف السياسي الذي اتجه بها نحو دول الرجعية والخذلان حتى وصلت الى ماوصلت اليه من اهتراء وشحوب وتقلص.كما يثبت كم هي بحاجة للعودة لنظرائها في معاداة الكتلة الصهيونية السرطانية والانسجام والتنسيق معهم والعمل يدا بيد وخاصة بعد بطلان اكذوبة (…….اولاً).
لقد قاد الراحل خليل الوزير الانتفاضة الفلسطينية الاولى من تونس واستطاع ان يمدها بكل اشكال الصمود, ولا اعتقد انه عمل لا يستطيع القيام بمثله كادر من كوادر الشرف في منظمة التحرير الفلسطينية .
ان الضرورة وتسارع الاحداث يجعل من الاسراع بهذه الخطوات وتنفيذها امرا حتميا لان تسارع الاحداث يشي بمخطط دنيء للقضاء على القضية الفلسطينية وحق العودة بشكل نهائي وبمساندة ومباركة غربية وعربية واضحة تم التمهيد له منذ زمن بعيد واتضحت معالمه بشكل جلي بعد الربيع العربي واحداثه وصولا الى مسلسل اتفاقات التطبيع ..
اما الشعب الفلسطيني القابض على الجمر والرازح تحت بطش الاحتلال وسطوة ازلامه في السلطة الفلسطينية ومطرقة الجوع وسندان الفقر وقلة الموارد فلابد له ان يتخذ خياره الحاسم فليس هناك فرق بين موت وموت لكن الموت بكرامة اشرف بكثير من الموت ذلا وخضوعا …والانقضاض على الموت اسهل من انتظاره ..
اعلم جيدا صعوبة تحقيق هذه المطالب, وصعوبة البدء بثورة ولكننا اذا كنا نجد بين شبابنا من ينفذ عمليات استشهادية ضد كيان الاحتلال فلن نستصعب ان نجد الفدائيين المطلوبين لقيادة المرحلة …
ومابين انتظار وانتظار احلام تضيع وقضية تتماوت ..ومابين انطلاق وقيام وتحرر خطوات تتعثر لكنها حين تقف فلن تقع وحين تنطلق فلن تعود وحين تزأر لا صوت يعلو فوق صوتها.
المصدر: ملهم أبوزامل