لماذا عادت الإغتيالات بين الميليشيات المسلحة شمالي سوريا؟
تشهد الفترة الحالية عودة سلسلة الاغتيالات إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري، إذ عاد تنظيم ما يعرف باسم “حراس الدين” إلى تبني اغتيالات طالت هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” الإرهابية، بعد اتهامه للأخيرة بتنفيذ اغتيالات سابقة في صفوفه وإعطاء ما يسمى بالتحالف الدولي إحداثيات أدت إلى مقتل قياديين فيه.
في الآونة الأخيرة نفذت “النصرة” حملة عسكرية ضد قياديين ومسلحين منشقين عن صفوف ما يعرف بـ”أحرار الشام” المدعومة من تركيا، أسفرت عن مغادرة التنظيم الأخير لإدلب واتخاذه مناطق عملية “غصن الزيتون” التركية الاحتلالية مراكز لهم، فما سبب عودة الاقتتال هذا؟.
قال الخبير السوري بالجماعات الإرهابية المسلحة عمر رحمون أن “موضوع الاغتيالات له عدة اعتبارات وأسباب، الأول بما يتعلق بالدولة السورية وحلفائها الروس بمعنى أن هناك عملا أمنيا استخباراتيا سوريا روسيا محتملا يستهدف القيادات الفاعلة والمؤثرة بصفوف التنظيمات الإرهابية التي لها وزنها في المعركة، وهذا المرجح في عملية اغتيالات سابقة طالت قيادات في ما يسمى بفيلق الشام باستهداف مقر لهم في ريف ادلب الشمالي وقتل فيه ما يقارب ثمانين إرهابيا”، مضيفا أن “هذا العمل الاستخباراتي المحتمل يفكك التنظيمات ويقلل من زخمها ويؤثر على نفسية العناصر لديها“.
وأضاف رحمون أن “السبب الثاني غير خاف على أحد وهو وجود الخلافات الكبيرة بين قيادات تلك الفصائل فيما بينها بسبب تبعياتها المتعددة، فمن لا يخضع لإملاءات التركي تقوم تركيا عبر أدواتها التابعة لها بتصفيته، بالإضافة إلى خلافات شخصية وثأرية فيما بينهم بسبب المسروقات والأموال المنهوبة“.
وفيما يتعلق بالحديث عن أن التحالف الدولي هو من ينفذ تلك الاغتيالات قال رحمون إنه “لم يسبق التحالف وأن تبنى عمليات اغتيال في مناطق ادلب، إلا ما قل، كعملية اغتيال أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، لأن هذه المنطقة خاضعة للتبعية التركية المباشرة ولأن الطائرات المسيرة التركية موجودة فيها، وبالتالي إن أراد التحالف الدولي شن عمليات اغتيال لقياديين ينفذها عن طريق تابعه التركي، والأخير أكثر استثمارا بالتنظيمات الإرهابية والأقرب إلى المشهد“.
العهد- علي حسن