الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يؤكد أن الولايات المتحدة “مستعدة لقيادة العالم” (رويترز)
ويعني القرار أن بايدن سيتمكن من الاطلاع على أحدث معلومات أجهزة المخابرات بشأن تهديدات الأمن القومي الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مساء الثلاثاء، أن وزارته بدأت عملية الانتقال بعد أن أعلنت إدارة الخدمات العامة بايدن أنها بدأت مجريات نقل السلطة.
وقال بومبيو لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية: “بدأنا اليوم عملية الانتقال وسنفعل كل ما هو مطلوب بموجب القانون. سنقوم بهذا العمل”. وأضاف أنه “لم يتواصل بعد مع توني بلينكن مرشح بايدن بوزارة الخارجية”.
قيادة العالم
وأكد بايدن الثلاثاء أن أميركا “عادت، وهي مستعدة لقيادة العالم”، مقدماً أعضاء فريقه الرئيسيين الذين اختارهم لمهام الدبلوماسية والأمن في حكومته المقبلة.
وقدم الديمقراطي البالغ من العمر 78 سنة أول ستة أسماء كبيرة سماها لمرافقته عند انتقاله إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) وقد وضعوا جميعهم كمامات ووقفوا على مسافة من بعضهم كما تتطلب تدابير الوقاية من كوفيد-19، على منصة كبيرة في معقله في ويلمينغتون.
وأكد بايدن مع فريقه على عودة التعددية كرسالة رئيسية لحكمه، خلافاً لشعار “أميركا أولاً” الذي أطلقه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، كما كرر “تصميمه” على محاربة التغير المناخي.
وقال بايدن وبجانبه نائبته كامالا هاريس “إنه فريق يعكس أن أميركا عادت، وهي جاهزة لقيادة العالم وعدم الانسحاب منه”. وقدم الشخصيات الرئيسية الأولى في حكومته، ومن بينها شخصيات مخضرمة خدمت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما مثل أنتوني بلينكن وزير الخارجية المقبل.
وقال بلينكن “لا يمكننا بمفردنا أن نعالج مشكلات العالم، علينا أن نعمل مع الدول الأخرى”، مشدداً على الحاجة الى “التعاون” و”الشراكة”. وأضاف “الآن علينا أن نتصرف بتواضع وثقة”. وكان بلينكن، الرجل الثاني السابق في وزارة الخارجية في عهد أوباما، أحد المستشارين الدبلوماسيين الرئيسيين لبايدن.
وأكدت السفيرة الأميركية المقبلة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد “عودة تعددية الأقطاب وعودة الدبلوماسية”.
وقالت “اليوم، أفكر في الشعب الأميركي، في زملائي الدبلوماسيين وموظفي القطاع العام في العالم أجمع. أود أن أقول لكم إن أميركا عادت، إن تعددية الأقطاب عادت، إن الدبلوماسية عادت”.
مكافحة “أزمة المناخ”
وفي إشارة إلى التزامه بمكافحة “أزمة المناخ”، أنشأ بايدن منصب المبعوث الخاص للمناخ الذي سيتولاه جون كيري وزير الخارجية الاسبق، لكي يتمكن من التحرك في مواجهة ما وصفه بأنه “تهديد وجودي”.
وقال “أود أن اكون واضحاً. لا أقلل للحظة واحدة من حجم الصعوبات أمام الوفاء بالتزاماتي الشجاعة بهدف مكافحة التبدل المناخي. ولكن في الوقت نفسه، ينبغي ألا يقلل أحد للحظة واحدة من عزمي على القيام بذلك”.
بدوره، اعتبر كيري أن اتفاق باريس للمناخ الذي وقع في 2015 “ليس كافياً وحده”، داعياً من سيشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة “كوب26” في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021 في غلاسكو الى “أن نتحلى معاً بطموح أكبر، والا سنخفق جميعاً معاً”.
ومع قوله إنه يريد إعطاء مكانة أكبر للنساء والأقليات، عين بايدن بالفعل العديد من الرواد، مع تسليم الأمن الداخلي لأليخاندرو مايوركاس أول أميركي من أصل أميركي لاتيني يتولى المنصب، وتعيين أفريل هينز، أول امرأة على رأس أجهزة المخابرات.
وعلى المنصة وقف مع الفريق جيك سوليفان المقرب من بايدن الذي عينه مستشاراً للأمن القومي.
ويخطط بايدن، وفقاً لمصدر مقرب منه، لتعيين جانيت يلين وزيرة للخزانة بعد أن تولت سابقاً رئاسة البنك المركزي، وهو منصب شغله على الدوام رجال، كما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
السياسة الأميركية التقليدية
وباختيار هذه الشخصيات، ومن دون أن يكون لذلك وقع المفاجأة، يشير بايدن إلى العودة إلى السياسة الأميركية التقليدية، خلافاً لترمب الذي كان حديث العهد بالسياسة عندما وصل إلى واشنطن وقد وعد بأن إدارته لن تكون كسابقاتها.
وبعد أكثر من أسبوعين من إعلان فوز الديمقراطي، وبعد إنكاره الهزيمة، فتح ترمب بإرساله تغريدة مساء الاثنين، الباب أخيراً لعملية الانتقال إلى رئاسة بايدن. مع ذلك، لم يعترف حتى الآن بهزيمته وتوعد بمواصلة “المعركة” أمام القضاء.
وقبل تغريدة ترمب، كانت الهيئة المكلفة تنفيذ بروتوكول الانتقال قد أرسلت رسالة تخبر فيها جو بايدن أنها بدأت مجريات نقل السلطة، في قرار “مستقل”.
وهذا يعني أنها لم تتصرف بأمر من الرئيس المنتهية ولايته، ولكن بعد المصادقة على النتائج في عدة ولايات رئيسية والانتكاسات التي مني بها فريق ترمب في المحاكم. وبعد ميشيغان، أقرت ولاية بنسلفانيا بدورها بفوز بايدن الثلاثاء.
وفي الواقع العملي، فإن الضوء الأخضر للهيئة يحرر الأموال لفريق بايدن لتنظيم نفسه ويفتح أمام باب إدارة ترمب لبدء التنسيق حول الموضوعات الساخنة مثل حملة التطعيم القادمة ضد كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 258 ألف شخص في الولايات المتحدة.
والنقطة الحاسمة أن جو بايدن سيتمكن أخيراً من الوصول إلى المعلومات المصنفة سرية. وعبر فريقه عن ارتياحه لأنه تمكن من بدء “انتقال سلمي وسلس للسلطة”.
أداء بورصة نيويورك
أما ترمب فتدخل للإشادة بأداء بورصة نيويورك وتسجيل مؤشر داو جونز رقماً قياسياً متجاوزاً لأول مرة عتبة 30 ألف نقطة الرمزية، والترحيب بالتقدم المحرز للحصول على لقاح كورونا.
ومن دون أن يتطرق إلى الانتخابات، قال وبقربه نائبه مايك بنس قبل مغادرة قاعة الصحافة في البيت الابيض “أريد أن أهنئ شعب بلادنا، لأنه ليس هناك شعب مثلنا”.