توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن مالكي حيوان معين يواجهون زيادة في خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد بنسبة 78%، فما هذا الحيوان، وما تفسير ذلك؟
تقول الكاتبة مارغو داديمار، في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية، إن دراسة علمية جديدة أظهرت أن مالكي الكلاب يواجهون خطر الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمرض “كوفيد-19” بنسبة 78%، وهو ما دفع كثيرين للتساؤل عن مدى احتمال أن تكون الكلاب حاضنة وناقلة لهذا الفيروس.
ولكن يبقى السؤال المطروح، هل تنقل الكلاب فعلا العدوى للإنسان، وهل هناك إثبات علمي على أن هذه الحيوانات الأليفة قد تكون البيئة الحاضنة لهذا المرض؟
تضيف الكاتبة أن الآراء العلمية السابقة كانت تعتبر أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تصاب بفيروس كورونا، إلا أنها لا تساهم في نشره بين البشر، ولكن الدراسة العلمية التي نشرت يوم 19 تشرين الثاني الجاري، وجدت أن أجسام الكلاب قادرة على احتضان الفيروس دون أن تظهر عليها أعراض.
وأضافت الكاتبة أن الإصابات الطبيعية لدى الكلاب يمكن أن تحدث، في إطار تعرضها لضغط فيروسي كبير، بمعنى مخالطتها المستمرة واللصيقة لمالكيها المصابين بالفيروس.
لا دور للكلاب في انتشار الوباء
بحسب الخبراء، رغم التعرض المكثف للفيروس، حيث إن الآلاف من الناس المصابين بالعدوى خالطوا حيواناتهم الأليفة، إلا أن عددا قليلا من الكلاب ظهرت عليه أعراض مرضية. كما أن الاختبارات التي أجريت على الكلاب المخالطة للمرضى لم تثبت أن لها دورا في نقل الفيروس.
بناء على ذلك، خلُص العلماء إلى أنه حتى هذه الساعة لا توجد أي معطيات علمية تثبت أن نقل فيروس كورونا المستجد ممكن بين الكلب والإنسان. وأكدت هذه الدراسة في خلاصتها أن الحيوانات الأليفة لا تلعب أي دور في احتضان ونشر الفيروس، ولكنها مع ذلك قدمت توصية بملازمة الحذر عند مخالطة هذه الكائنات.
وأشارت الكاتبة إلى أن باحثين آخرين في معهد باستور الفرنسي والمدرسة الوطنية للطب البيطري أجروا اختبارات عديدة على القطط والكلاب المخالطة بشكل مستمر لأشخاص أثبتت التحاليل إصابتهم بفيروس كورونا وظهرت عليهم أيضا الأعراض السريرية. وقد أعلن هؤلاء الباحثون أن خطر نقل العدوى من الحيوان إلى البشر كان ضعيفا جدا.
وبحسب مارك إيلوا من فريق الأبحاث في معهد باستور “على عكس بعض الكائنات الأخرى، فإن الكلاب لها حساسية ضعيفة جدا تجاه الفيروس”. وأوضح هذا الخبير في علم الفيروسات أنه حتى يتم نقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان يجب أن تكون هناك مخالطة لصيقة جدا بين الكلب وصاحبه، على سبيل المثال، كأن يقوم الشخص بتقبيل كلبه باستمرار.