كيف أصابت الفيروسات التاجية الجنس البشري؟
لا تقتصر فيروسات كورونا على SARS-CoV-2 المسبب لمرض “كوفيد-19″، بل إنها عائلة متنوعة من الفيروسات المسببة لأمراض مختلفة.
وتشمل عائلة فيروسات كورونا أو الفيروسات التاجية فيروس SARS-CoV أو كما يعرف بفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو فيروس السارس، وأيضا فيروس MERS-CoV والمعروف باسم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وهناك فيروسات كورونا بشرية تسبب أمراضا تنفسية خفيفة، مثل نزلات البرد.
ونظرا لتوقيعاتها الشبيهة بالمسامير على سطحها، فإنها يمكن أن تشبه التاج، وهو ما منحها اسم “كورونا” (corona التي تعني التاج باللاتينية).
وصرح باحثون من كلية الطب بجامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن فيروسات كورونا البشرية “تُعد منذ فترة طويلة من مسببات الأمراض غير المهمة”، ومع ذلك، فقد ظهرت ثلاثة منها في القرن الحادي والعشرين تسببت في أمراض وموت مقلق، وهي:
- SARS-CoV (فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة).
-
MERS-CoV (فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية).
-
SARS-CoV-2 (فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2).
القواسم المشتركة
جميع فيروسات كورونا “هي فيروسات الحمض النووي الريبي الإيجابية والمغلفة”، ويمكن تقسيمها إلى أربع مجموعات:
- ألفا
-
بيتا
-
دلتا
-
جاما
وأوضح الباحثون أنه “من المعروف أن فيروسات كورونا ألفا وبيتا هي التي تصيب البشر”.
ويعد البروتين السكري (S) المعروف باسم بروتين spike “بالغ الأهمية” في هذه العملية كونه المساعد في الارتباط بمستقبلات الخلية المضيفة.
-فيروس SARS-CoV بيتا:
وقع وصف حالات الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد، المعروفة باسم فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والذي ينتمي إلى جنس فيروس كورونا بيتا، في مقاطعة جوانغدونغ بالصين” في عام 2002. ومكّن السفر الدولي من انتشار فيروس السارس إلى “أكثر من عشرين دولة”.
وتم إرجاع الحالات المبكرة إلى “أسواق الحيوانات الحية”، ما أدى إلى الاشتباه بشكل كبير في الانتقال حيواني المنشأ للمرض (الانتقال من الحيوان إلى الإنسان).
وأفادوا: “ظهر إجماع على أن الخفافيش هي المضيف الطبيعي”، ما يعني أن فيروسات كورونا يمكن أن “تقفز حاجز الأنواع”.
وعثر على المستقبل البشري السائد للبروتين السكري (S) لفيروس كورونا السطحي، وهو الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2)، بشكل أساسي في الجهاز التنفسي السفلي.
ومكنت تدابير الصحة العامة من إنهاء جائحة السارس التي فقد 774 شخصا حياتهم بسببها.
-فيروس MERS-CoV بيتا:
في عام 2012 ، ظهر فيروس MERS-CoV أو كما يعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذي يتميز بـ “الانتقال حيواني المصدر المتقطع والسلاسل المحدودة للانتشار البشري”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمي (WHO)، حتى نوفمبر 2019، تسبب هذا الفيروس التاجي في 858 حالة وفاة، معظمها في المملكة العربية السعودية.
والأشخاص المصابون بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لديهم “أعراض معدية معوية” أوضحها البروتين السكري (S) في MERS-CoV، المرتبط بإنزيم dipeptidyl peptidase 4 أو DPP4، الموجود أيضا في الممرات الهوائية السفلية، بالإضافة إلى الجهاز الهضمي.
وأوضح هذان الفيروسان الجديران بالملاحظة (SARS-CoV وMERS-CoV) أن فيروسات كورونا حيوانية المصدر تشكل “تهديدا” للبشر.
واستجابة لذلك، بدأت منظمة الصحة العالمية البحث في تطوير تدابير مضادة لفيروسات كورونا في عام 2017.
-فيروس SARS-CoV-2 بيتا:
كما هو الحال مع SARS-CoV، فإن هذا الفيروس الذي اجتاح العالم في عام 2020 يستخدم أيضا الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 كمستقبل للارتباط به.
علاوة على ذلك، من المحتمل أيضا أن يكون SARS-CoV-2 نشأ في الخفافيش. والشيء الذي يميز SARS-CoV-2 عن الفيروسات التاجية الأخرى هو تأثيره على العالم.
وعلى الرغم من أن 80% من المصابين بفيروس SARS-CoV-2 يعانون من مرض خفيف، أدى الفيروس التاجي الجديد إلى المزيد من الحالات “الشديدة”، ويعد أكثر فتكا عند الإصابة.
ونظرا لأن تجارب اللقاح جارية لإدارة فيروسات كورونا، واتخاذ تدابير الصحة العامة موضع التنفيذ، فقد يتم وضع نهاية لهذا الوباء قريبا.
المصدر: إكسبرس