حسناء سعادة-سفير الشمال
اما وقد مرت الذكرى الـ77 للاستقلال، وبدأنا اليوم الاول من سنة جديدة لاستقلالنا ليس فيها من جديد او ما يبشر بالخير، اقله في المدى المنظور، لا بد من جولة افق في ما اوصلنا الى الاحتفال بذكرى استقلالنا بكآبة بدل ان يشكل هذا اليوم عيداً وطنياً نحتفل به بتحرر بلادنا وحصولها على حريتها وسيادتها.
بادىء ذي بدء، هل نحن مستقلون فعلا ام ان تضحيات الابطال والاجداد والرجالات الذين توحدوا على كلمة واحدة بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والمحورية ذهبت هدراً؟.
تقول صديقتي الثورجية، التي تتحضر للهجرة الى خارج حدود الوطن بعد ان كفرت بالسياسيين والثوار معاً، والتي تابعت بأسى مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الذكرى، تقول عن اي استقلال يتحدثون ومعظمهم كان ناعياً بتغريداته وفاقداً للامل بحصول اي تغيير او تحسين حتى ان البعض كفر بهذا التاريخ وتمنى لو لم ننل استقلالنا، مع قلة لا تزال تحلم باننا يوماً ما قد نصل الى استقلال حقيقي من دون ان تتحرك لتحويل هذا الحلم الى حقيقة.
تضيف: عن اي استقلال تتكلمون هل هو الاستقلال عن المحاور او عن الطائفية والمذهبية؟ او عن الاحزاب والتيارات والسفارات؟ او عن المحاصصة وتقاسم الجبنة؟.
تتساءل صديقتي هل بامكاننا ان نستقل عن همومنا وخوفنا ومصير اولادنا وهل من بارقة امل بمحاسبة الفاسدين والمرتكبين وناهبي المال العام؟ على اي استقلال تتباكون ونحن في بلد تغيب عنه الكهرباء وتتحكم بناسه مافيا المولدات التي باتت وحدها امل المواطن ببعض من نور؟ نحن في بلد هل يعرف القيمون عليه كيف يتخلصون من مشكلة النفايات او كيف يؤمنون اساسيات الحياة للمواطنين؟، هل تمكن الاستقلال من الاتيان بدولة صحيحة وصحية ام اوصلنا الى مزرعة واقطاع عائلي وطائفي ومناطقي وتحاصصي لا يمكن معه تشكيل حكومة فاعلة تعمل على انقاذ المواطنين من الحال التي اوصلتهم اليها الطبقة الحاكمة من جوع وفقر وبطالة وبهدلة على ابواب المستشفيات وامام المصارف والسفارات التي تعج بطلبات الهجرة؟.
تختم صديقتي بالحسرة على ان ما يجمع اللبنانيين اليوم ليس ذكرى الاستقلال بل الجوع الذي يطرق كل الابواب، الا باب من عمد الى تهريب امواله الى الخارج، هذا الخارج الذي بات يشكل وحده قبلة انظار الشباب اللبناني الذي يتوق للحصول على مرقد عنزة فيه وعمل كريم يحافظ من خلاله على كرامته التي باتت مُهانة في وطنه.