محمد صادق الحسيني
قالت مصادر وثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار الايراني بان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تلقى رسالة خاصة من فريق بايدن يطلب منه نقلها الى اصدقائه في طهران ، ان يتحملوا قليلا ما سموه بالنفق الترامبي ويصبروا على استفزازاته الى حين استقرار الادارة الجديدة والتي سيكون لها شأن آخر يختلف عن ترامب تجاه طهران…!
وقد قام الكاظمي بارسال موفد عنه الى طهران لابلاغ الايرانيين هذه الرسالة الايجابية من فريق بايدن ، والتي تم تلقيها بكل مسؤولية واقتدار دون ان يعدوا الامريكيين باي شئ عدا عدم الانجرار الى ما قد يقدم عليه ترامب من ارتكابات تصعيدية او استفزازية ..!
في هذه الاثناء كان قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء اسماعيل قاءاني العائد لتوه من زيارة رسمية مهمة لسورية التقى خلالها الرئيس بشار الاسد تمت خلالها مناقشة كل القضايا الاقليمية والدولية لاسيما تنسيق المواقف تجاه تطورات المرحلة الانتقالية بين فريقي ترامب وبايدن، كان يحضر لزيارة بغداد في اطار زيارة رسمية بدعوة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي…
وبالفعل فقد قام قاءاني بزيارة بغداد الاربعاء الماضي والتقى المسؤول العراقي الاول وعدد من الفصائل وقادة الاحزاب العراقيين ، تحت “ظلال رسالة فريق بايدن” ،لكن برنامج الزيارة كان معداً سلفاً لامرين : العلاقات الثنائية والانتخابات العراقية البرلمانية المبكرة وكيفية مساهمة طهران في انجاحها وتخفيف حدة التوتر بين الفصائل العراقية المناهضة للاحتلال الامريكي والكاظمي الذي يراهن كثيرا على توازن صداقاته مع كل من واشنطن وطهران …!
قاءاني كان واضحا جدا مع الكاظمي بان طهران لا تريد الا الخير والاستقرار والاستقلال الناجز للعراق بناء على رؤية عراقية مستقلة ، كما انها لا تريد مطلقا التدخل في الشأن العراقي الداخلي وكيفية ادارة كل الملفات المتعلقة بهذا الخصوص من انتخابات او اجندات تتعلق بمستقبل ونوع نظام الحكم العراقي ومنها قضية الانتخابات التي هي شأن عراقي داخلي محض…
وفيما يخص سؤال الكاظمي ان كان يحمل الموفد الايراني رداً عليه قال قاءاني:
لسنا مهتمون بغير استقرار المنطقة ، ولانعدك باي شئ آخر…!
متابعون وخبراء مطلعون على اجواء وفضاءات المنطقة واقليم غرب آسيا يؤكدون في هذه الاثناء بان اطراف حلف المقاومة في كل من طهران ودمشق وبغداد وبيروت متفقون على ضروة تهدئة المواقف العامة وتمرير ما اتفق على تسميته بالنفق الترامبي الذي يبحث عن بقية ماء وجه لمن خسر كل معاركه الخارجية والداخلية واخرها الانتخابات الرئاسية( اي دونالد ترامب) ، وانتظار استقرار الادارة الامريكية الجديدة
وحينها سيكون لكل حادث حديث..!
في هذه الاثناء نفت المصادر الانفة الذكر ان قاءاني قد زار بيروت ، كما نفت انه كان متواجداً في سورية اثناء القصف الاسرائيلي لبعض مواقع الجيش العربي السوري الاسبوع الماضي والذي ادعت تل ابيب كذباً بانها استهدفت مواقع لقوة القدس ، ذلك ان زيارة قاءاني كانت قبل ذلك بايام ولم يتخللها اي تحرك عسكري من جانب العدو الصهيوني،تماماً كما ان العدوان الذي تلى تلك الزيارة لم يستهدف اي موقع استشاري للحرس الثوري الايراني على الاطلاق.
بانتظار تحولات كبرى تزيد من خسارة الامريكي وهزائمه المتكررة والجسيمة في المنطقة مع استقرار ادارة بايدن في البيت الابيض، وهي الادارة التي ستاتي ضعيفة ومنعدمة الرؤية الواضحة تجاه محور المقاومة ، ستقوم عملياً محل مقام ادارة منهكة ممزقة متقطعة الاوصال خائرة القوى تخرج بخفي حنين من كل معاركها الخارجية والداخلية كما اشرنا آنفاً…!
بعدنا طيبين قولوا الله