تحت عنوان قناعة فرنسية.. عون لا يتجاوب مع الحريري بسبب باسيل!، كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: في الوقت الذي دخل فيه إنتشار وباء كورونا في العالم عامه الأول، يتجه الوضع الصحي في لبنان الى مزيد من التدهور، فبالرغم من دخول الاقفال العام يومه الخامس، إلا أن عدّاد ″كوفيد19″ يأخذ في الارتفاع حيث سجل يوم أمس 1507 حالات إضافة الى 12 حالة وفاة.
كل دول العالم تواجه أزمة كورونا، باستثناء لبنان الذي يواجه سلسلة من الأزمات تشكل سلسلة تكاد تطبق على خناقه، من كورونا الى الانهيار الاقتصادي والمالي، الى تداعيات إنفجار 4 آب، الى جنون الدولار والبطالة والفقر والجوع، وخروج المواطنين على الدولة والمؤسسات تحت شعار الثورة.
فيروس كورونا بمفرده فرض على أكثرية دول العالم إستنفارا حكوميا، وتضامنا سياسيا وحزبيا ووضع كل الخلافات جانبا بهدف حماية البلاد والعباد، بينما في لبنان تضاف الى الأزمات المذكورة، أزمة إنقطاع التواصل والاتصال بين القوى السياسية المعنية بتشكيل الحكومة والمتصارعة فيما بينها على شكل ومضمون وحصص الحكومة، فيما البلد بدأ بالسقوط الى الهاوية، واللبنانيون يكادون يلفظون أنفاسهم الأخيرة، والآتي بحسب كل التقارير المحلية والدولية أعظم ولا حياة لمن تنادي في هذه الطبقة السياسية!.
وكأن عهد الرئيس ميشال عون يتلذذ في تعذيب الشعب اللبناني الذي يستحق بما يملك من حيوية وذكاء وإرادة وإصرار وإقبال على الحياة، معيشة أفضل وأكثر سهولة، وأوفر كرامة، وأكثر من ذلك، كأن عهد الرئيس ميشال عون يُطلق النار على نفسه لتحيا طموحات صهره جبران باسيل الذي لم يعد خافيا على أحد أنه يعطل تشكيل الحكومة تارة بحجة المطالبة بوحدة المعايير، وتارة أخرى بطرح معادلة الطاقة للتيار مقابل المالية للشيعة، وطورا بمحاولته فرض لقاء مع الرئيس سعد الحريري الذي يبدو أنه إكتفى بالثواني القليلة التي تحدث فيها معه، كرمى لعيون الموفد الفرنسي باتريك دوريل.
كل المعطيات تشير الى أن دخول باسيل على خط تأليف الحكومة بشكل علني لا سيما بعد العقوبات التي حاول من خلالها تحييد حزب الله عن الضغط أو التدخل، قد قلب الأمور رأسا على عقب، حيث عاد رئيس الجمهورية الى نغمة “شوفوا جبران” وإنقلب على كل ما سبق وإتفق عليه مع الرئيس الحريري، وتبنى مطالب صهره لجهة الحكومة العشرينية والثلث المعطل، والتمسك بوزارة الطاقة، وتسمية الوزراء المسيحيين، ما جعل الأفاق الحكومية مسدودة بشكل لم يتمكن الموفد الفرنسي دوريل من إحداث أي خرق فيها، فعاد الى قصر الاليزيه محبطا الى حدود الاشمئزاز من القيادات اللبنانية، وهو وضع الرئيس إيمانويل ماكرون وإدارته في أجواء لقاءاته من خلال تقرير قالت المعلومات أنه سلبي الى أبعد الحدود.
تقول هذه المعلومات إن الفرنسيين من الرئيس ماكرون الى سائر أفراد خلية الأزمة المتابعة لوضع لبنان باتوا على قناعة بأن الرئيس ميشال عون لا يتجاوب مع مساعي الرئيس الحريري لتشكيل حكومة إختصاصيين بتأثير مباشر من صهره جبران باسيل. وبأن كل المساعي المبذولة وصلت الى طريق مسدود وأن المسؤولين اللبنانيين لا يقدرون خطورة الأوضاع ويتعاطون مع إستفحال الأزمة بلامبالاة ولا يبذلون أي جهد في سبيل إعادة إحياء المبادرة الفرنسية، خصوصا أن الاتصالات فيما بينهم مقطوعة لا سيما بين الحريري وباسيل.
كما أيقن الفرنسيون بأن ثمة شغب أميركي على مبادرتهم، خصوصا أن توقيت صدورها زادت الأمور سوءا، فضلا عن رفع السقف التحريضي باتجاه أطراف سياسية ما تزال باريس تتعاطى معهم بإيجابية حتى الآن.
أمام هذا الواقع، تؤكد المعلومات أن زيارة الرئيس ماكرون ما تزال قائمة وربما تكون في 11 كانون الأول المقبل، ما يعني أن المبادرة الفرنسية ستبقى صالحه لغاية هذا التاريخ، فإما أن تتشكل الحكومة قبل الزيارة أو أن تتزامن معها أو بعدها بأيام، أو أن يبقى التعطيل على حاله وينهي المبادرة الفرنسية، ويضع تأليف الحكومة في السلة الأميركية بإنتظار أن يدخل الرئيس جو بايدن الى البيت الأبيض وبعدها لكل حادث حديثّ!!..
المصدر: سفير الشمال