نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريرا أعده ديفيد كريمر، المساعد السابق لوزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، تضمن “توصيات” للرئيس المنتخب، جو بايدن، بشأن التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واعتبر التقرير أن بايدن سيواجه تحديات كبيرة لدى دخوله البيت الأبيض وتوليه المهام، لكن بوتين يحافظ على مكانه في قائمة الأولويات.
وقال كريمر إن روسيا في عهد بوتين “تشكل تهديدا وجوديا” للولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب، بل وحتى جيرانها وشعبها، مضيفا أن “بايدن يدرك ذلك، إذ إنه كان هدفا لحملة تدخل روسية في انتخابات 2020، حاولت النيل من سمعته وسمعة ابنه هنتر بايدن”.
وكان بايدن قد قال في مقال نشر على الموقع ذاته في نيسان الماضي إنه “لمواجهة العدوان الروسي، يجب علينا الحفاظ على القدرات العسكرية (لحلف شمال الأطلسي)، مع توسيع قدرات الحلف على مواجهة التهديدات غير التقليدية”.
وأضاف أن روسيا “يجب أن تدفع الثمن بشكل حقيقي لانتهاكها الأعراف الدولية”، مهاجما ما أسماه “نظام بوتين الاستبدادي”. وبحسب كريمر، فإن “هذه الغرائز السليمة ترجح أن يعين بايدن مسؤولين يفكرون بنفس الطريقة التي يفكر هو بها” في ما يتعلق بالتهديد الروسي.
وقال: “بوتين مهتم أكثر بتصوير الولايات المتحدة على أنها العدو الأكبر لروسيا، كي يبرر سيطرته القمعية في الداخل، أكثر من اهتمامه بتحسين العلاقات الثنائية”.
ولفت الكاتب إلى عدة حوادث حاولت بها الإدارة الأمريكية التوافق مع روسيا، لكن من دون جدوى على الرغم من محاولات الرؤساء الأمريكيين المتكررة.
وتابع: “بوتين ببساطة غير مهتم بإعادة التفكير في العلاقات الأميركية الروسية، ما لم ينطو ذلك على استسلام من جانب واشنطن”، مضيفا أنه “ما دام بوتين في السلطة، فلا جدوى من إنفاق الوقت والدبلوماسية الرئاسية الثمينة في محاولة تحسين العلاقات الأمريكية الروسية ما عدا في الحد من التسلح”.
وشدد كريمر على ضرورة أن “تتعلم إدارة بايدن من أخطاء الإدارات السابقة” في التعامل مع روسيا، مؤكدا أن “الضرر الذي لحق ببوتين على طول محيط روسيا وخارجه يتطلب رد فعل جاد من الغرب”.
وأضاف أن الخطوة الأولى في رد الفعل هذا تتطلب من الولايات المتحدة التعامل مع حلفائها كحلفاء، وليس كأهداف تعمل على إضعافها.
وبحسب كريمر، فإنه يجب على بايدن أن يقاوم إضفاء الطابع الشخصي على العلاقات مع روسيا، كما حاول ترامب مع بوتين وأوباما مع ميدفيديف.
ويؤكد كريمر إنه ينبغي على إدارة بايدن أن تضع في اعتبارها عدم الخلط بين النظام الروسي وبوتين من جهة، وبين الشعب الروسي من جهة أخرى. كما أنه ينبغي على إدارة بايدن، أن تنفذ بقوة قانون ماغنيتسكي، الذي يعاقب المسؤولين الروس الذين يشاركون في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ويقول الكاتب إن “قائمة ضحايا المعاملة الوحشية التي ينفذها نظام بوتين ضد أعدائه طويلة، وتشمل الاغتيال أو التسميم، سواء في روسيا أو على الأراضي الغربية”.
وطالب الكاتب بايدن بـ”تجاهل نصائح تخفيف أو إزالة العقوبات المفروضة على روسيا إلى أن يسحب بوتين القوات الروسية من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم”.
ويقترح كاتب التحليل على بايدن دعم تطلعات أوكرانيا وجورجيا بالانضمام لحلف شمال الأطلسي، وعدم منح روسيا حق “الفيتو” تجاه انضمام الدول إلى الحلف، مؤكدا أن السماح لروسيا بالتأثير على قرارات الحلف يشجع بوتين على “الانخراط في المزيد من التوسع الإقليمي لعرقلة تطلعات الدول الأخرى”.
وذهب كريمر إلى دعوة بايدن لإجراء زيارات إلى هذه البلدان، وأن “يكون صريحا في دعمه لشعب بيلاروسيا في كفاحه ضد لوكاشينكو”.
المصدر: عربي 21